بازگشت

حرمة العمل مع الظالمين


و لما كان الحكم في بني العباس مسرحا للظلم و الجور كان العمل معهم غير مشروع حسبما تذهب اليه الشيعة، و قد كتب محمد بن علي بن عيسي الي الامام أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام يسأله «عن العمل لبني العباس، و أخذ ما يتمكن من أموالهم هل فيه رخصة؟ فقال عليه السلام: ما كان المدخل فيه بالجبر و القهر فالله قابل العذر، و ما خلا ذلك فمكروه، و لا محالة قليله خير من كثيره، و ما يكفر به ما يلزمه فيه من يرزقه يسبب و علي يديه ما يسرك فينا و في موالينا».

لقد أجاب الامام عليه السلام بأن العمل لبني العباس اذا كان بالقوة و الجبر، فالله تعالي لا يحاسب العامل معهم، و اذا كان عن اختيار فان العمل مكروه، و لعل المراد بالكراهة هي الحرمة، فانها في بعض الأحيان قد تطلق علي الحرام، و جعل الامام عليه السلام الكفارة في الدخول معهم هو ادخال السرور علي أهل البيت بقضاء حوائج المؤمنين و الفقراء، و دفع الغائلة و المكروه عنهم، و قد دلت علي ذلك طائفة من الأخبار ذكرها الفقهاء في بحوثهم عن الولاية للجائر [1] .

و لما وافي كتاب الامام عليه السلام الي محمد بن علي بن عيسي بادر فكتب الي الامام عليه السلام «ان مذهبي في الدخول في أمرهم - أي في أمر بني العباس - وجود السبيل الي ادخال المكروه علي عدوه، و انبساط اليد في التشفي منهم بشي ء أتقرب اليهم، فأجاب عليه السلام من فعل ذلك فليس مدخله في العمل حراما بل أجرا و ثوابا [2] .



[ صفحه 93]




پاورقي

[1] المكاسب للشيخ الأنصاري.

[2] الوسائل 12 / 137.