استحالة التجسيم
و يستحيل أن يتصف واجب الوجود بالتجسيم، فان ذلك من صفات الممكن الذي يحتاج وجوده الي علة، و عدمه الي علة، و لازمه أن يكون محدثا، و قد تعرض الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام في كثير من أحاديثه الي الرد علي من قال بالتجسيم، كان منها ما يلي:
1- روي الصقر بن أبي دلف قال: سألت أباالحسن علي بن محمد عليه السلام عن التوحيد و قلت له: اني أقول: بقول هشام بن الحكم - و كان يقول قبل هدايته بالتجسيم - فغضب الامام عليه السلام و قال:
«ما لكم و لقول هشام: انه ليس منا من زعم أن الله عزوجل جسم، و نحن منه برآء في الدنيا و الآخرة، يا ابن أبي دلف ان الجسم محدث، و الله محدثه و مجسمه...» [1] .
ان القول بالتجسيم لازمه ان يكون محدثا محتاجا الي علة تفيض عليه الوجود تعالي الله عن ذلك.
2- روي حمزة بن محمد قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام أسأله عن الجسم و الصورة، فكتب عليه السلام «سبحان من ليس كمثله شي ء لا جسم و لا صورة» [2] .
[ صفحه 102]
3- روي ابراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت الي الرجل - يعني أباالحسن عليه السلام - ان من قبلنا من مواليك، قد اختلفوا في التوحيد، فمنهم من يقول: جسم، و منهم من يقول: صورة، فكتب عليه السلام بخطه: سبحان من لا يحد، و لا يوصف، ليس كمثله شي ء، و هو السميع العليم...» [3] .
ان الله تعالي يستحيل أن ينعت بالحد الذي تتكون منه حقائق الأشياء الممكنة كما يستحيل أن يوصف بالأوصاف المستلزمة لتعدد الصفة و الموصوف فان صفاته تعالي عين ذاته حسبما حققه المتكلمون.
پاورقي
[1] التوحيد (ص 104).
[2] التوحيد (ص 97).
[3] الدر النظيم التوحيد (ص 100).