بازگشت

استحالة وصفه تعالي


و أدلي الامام أبوالحسن الهادي عليه السلام في حديث له مع الفتح بن يزيد الجرجاني أعرب فيه عن استحالة وصف الخالق الحكيم بصفة تحيط بكنهه و حقيقته، و قد جاء فيه:

«ان الخالق لا يوصف الا بما وصف به نفسه، و اني يوصف الخالق الذي تعجز الحواس أن تدركه، و الأوهام أن تناله، و الخطرات أن تحده، و الأبصار عن الاحاطة به، جل عما يصفه الواصفون، و تعالي عما ينعته الناعتون، نأي في قربه، و قريب في نأيه، فهو في نأيه قريب، و في قربه بعيد، كيف الكيف فلا يقال كيف، و أين الأين فلا يقال أين، اذ هو منقطع الكيفية و الأينية، هو الواحد الأحد الصمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، فجل جلاله، أم كيف يوصف بكنهه محمد صلي الله عليه و آله و قد قرنه الجليل باسمه، و شركه في عطائه، و أوجب لمن أطاعه جزاء طاعته اذ يقول: (و ما نقموا الا ان أغناهم الله و رسوله الله من فضله) [1] و قال: يحكي



[ صفحه 103]



قول: من ترك طاعته و هو يعذبه بين أطباق نيرانها و سرابيل قطرانها: «يا ليتنا أطعناالله و أطعنا الرسول» [2] أم كيف يوصف بكنهه من قرن الجليل طاعتهم يعني بهم أئمة أهل البيت عليهم السلام - بطاعة رسوله حيث قال: (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم) [3] و قال: (و لو ردوا الي الله و الي الرسول و الي أولي الأمر منهم) [4] و قال: (ان الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات الي أهلها) [5] و قال (فاسألوا أهل الذكر ان كنتم لا تعلمون) [6] .

يا فتح كما لا يوصف الجليل جل جلاله و الرسول و الخليل و ولد البتول فكذلك لا يوصف المؤمن المسلم لأمرنا...» [7] .

و عرض هذا الحديث الي الاستحالة في وصف الله بصفة تحكي واقعه و تلم بذاته فذلك أمر ممتنع، و كذلك بالنسبة الي الرسول الأعظم صلي الله عليه و آله و أوصيائه الأئمة المعصومين بل حتي المؤمن المسلم لأمير أهل البيت فان الأوصاف تقصر عن أن تلم بنزعاته الشريفة و صفاته الفاضلة.


پاورقي

[1] سورة التوبة: آية 47.

[2] سورة الأحزاب: آية 66.

[3] سورة النساء: آية 59.

[4] سورة النساء: آية 83.

[5] سورة النساء: آية 58.

[6] سورة الأنبياء: آية 7.

[7] كشف الغمة 3 / 176.