بازگشت

كلمات من نور


و أثرت عن الأمام أبي الحسن الهادي عليه السلام مجموعة من الكلمات الذهبية التي تعد من اروع الثروات الفكرية في الاسلام، و قد عالج فيها مختلف القضايا التربوية و الأخلاقية، و النفسية، و هذه بعضها:

1- قال عليه السلام: «خير من الخير فاعله، و اجمل من الجميل قائله، و ارجح من العلم عامله...».

اشاد الامام عليه السلام بهذه الكلمات بمن يتحلي بها من الاشخاص.

أ- فاعل الخير؟ انه بحسب قيمه الاخلاقية خير من الخير.

ب - قائل الجميل: انه بموازينه النفسية اجمل من الجميل، و ذلك



[ صفحه 157]



لما يسديه من الخير علي الناس.

ج - العامل بعلمه: فهو ارجح من العلم، فان العلم انما يطلب وسيلة للعمل و التهذيب فاذا عمل بذلك فقد ادي رسالته، و صان العلم، و رفع منزلته و بذلك كان خيرا من العلم.

2- قال عليه السلام لبعض مواليه: عاتب فلانا و قل له: «ان الله اذا اراد بعبد خيرا اذا عوتب قبل...».

ان العتاب اذا كان مشفوعا بهذا اللون من الكلام الطيب فانه يقضي علي الشحناء و البغضاء، و يوجب نشر المودة و المحبة.

3- قال عليه السلام: «من سأل فوق قدر حقه فهو اولي بالحرمان...».

ان من يسأل فوق ما يستحق فقد عرض نفسه للضياع و الحرمان.

4- قال عليه السلام: «صلاح من جهل الكرامة هوانه».

ما أروع هذه الكلمة فان من لا يعرف الكرامة و جهل القيم الانسانية فصلاحه بالهوان و الاستخفاف، و الاعراض.

5- قال عليه السلام: «اللم ان تملك نفسك، و تكظم غيظك مع القدرة عليه...».ان حقيقة الحلم أن يسيطر الانسان علي نفسه و اعصابه، و لا يخضع لعوامل الغضب و اسبابه.

6- قال عليه السلام: «الناس في الدنيا بالمال، و في الأخرة بالاعمال...».

ان حياة الانسان في هذه الدنيا تتركز علي الناحية المادية فانها العنصر المهم في بناء كيانه الفردي و الاجتماعي.



[ صفحه 158]



اما حياةالانسان في دار الآخرة فهي مبنية علي ما عمله في الدنيا من خير أو شر فان عمل خيرا ففي جنة الفردوس، و ان عمل شرا فمأواه جهنم و ساءت مصيرا.

7- قال عليه السلام: «من رضي عن نفسه كثر الساخطون عليه...».

ان من لا يكبح جماع نفسه، و يرضي بتصرفاته الشاذة فقد عرض نفسه لسخط الناس عليه، و كراهيتهم له.

8- قال عليه السلام: «تريك المقادير ما لا يخطر ببالك...».

ان مقادير الله تعالي التي تجري علي عباده، و سائر مخلوقاته تري الانسان في هذه الدنيا من الغرائب و العجائب ما لا يخطر بالبال.

9- قال عليه السلام: «شر الرزية سوء الخلق...».

ان من اعظم الرزايا سوء الخلق فانه يلقي الانسان في شر عظيم، و يخلق له كثيرا من المصاعب و المشاكل.

10- قال عليه السلام: «الغني قلة تمنيك، و الرضي بما يكفيك، و الفقر شره النفس، و شدة القنوط، و المذلة اتباع اليسير، و النظر في الحقير...».

و حفل كلام الامام عليه السلام بتحديد الأمور التالية:

أ- الغني: يري الامام ان الغني ليس بكثرة النقود، و انما بقلة التمني أو الرضي بما يكفي الانسان.

ب - الفقر: و ليس بقلة المال، و انما بشره النفس، و شدة قنوطها.

ج - المذلة: و هي باتباع اليسير، و النظر في الأمور الحقيرة و عدم الاتجاه نحو ما يرفع كرامة الانسان.



[ صفحه 159]



11- سئل الامام عليه السلام عن الحزم؟ فقال عليه السلام: «هو ان تنظر فرصتك و تعاجل ما امكنك...».

ان الحزم كل الحزم لمن ينتهز الفرصة التي تمر عليه، و لا يتركها من دون ان يغتنمها.

12- قال عليه السلام: «راكب الحرون - و هو الفرس الذي لا ينقاد- أسير نفسه...».

و قد اراد عليه السلام ان من يسلك الطرق الملتوية فانه أسير نفسه التي القته في الهوة السحيقة.

13- قال عليه السلام: «الجاهل أسيرلسانه.»

لا اشكال ان الجاهل هو اسير لسانه بما يجر له من الخطوب و المشكال.».

14- قال عليه السلام: «المراء يفسد الصداقة القديمة، و يحلل العقد العقدة

الوثيقة و أقل ما فيه ان تكون المغالبة، و المغالبة أس أسباب القطية...»

المراء: هو المجادلة و هو مما يوجب انفصام عري الصداقة، و انحلال المودة و شيوع البغضاء و الكراهية.

15- قال عليه السلام: «العتاب مفتاح التعالي، و العتاب خير من الحقد...».لا شك ان العتاب سبب وثيق للتعالي، و مفتاح للشر، و لكنه مع ذلك فهو خير من أن يحقد الانسان علي أخيه.

16- أثني بعض أصحاب الامام علي الامام، و اكثر من تقريظه و الثناء عليه، فقال عليه السلام له:



[ صفحه 160]



«ان كثرة الملق يهجم علي الفطنة، فاذا حللت من أخيك محل الثقة فاعدل عن الملق الي حسن النية...».

ان الاسلام يبغض التملق لأنه ينم عن ضعف الشخصية، و يطلب من المسلم ان لا يركن الي الخنوع و الذل، و ان يكون عزيزا في جميع مراحل حياته.

17- قال عليه السلام: «المصيبة للصابر واحدة، و للجازع اثنان...».

ان الانسان اذا دهمته كارثة و كان صابرا فانه يصاب بمصيبة واحدة اما اذا كان جازعا فانه يصاب بمصيبتين: مصيبته الأولي، و مصيبة الجزع ثانيا.

18- قال عليه السلام: «الحسد ما حق الحسنات، و الزهو جالب المقت...» لقد حذر الامام عليه السلام من الحسد لما فيه من الاثم، فقد تضافرت الاخبار انه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب اليابس، كما حذر الامام عليه السلام من الزهو و هو الكبر و الفخر لأنه مما يوجب المقت و الكراهية.

19- قال عليه السلام: «العجب صارف عن طلب العلم، وداع الي التخمط [1] في الجهل...».

ان اعجاب المرء بنفسه مما يصده عن طلب العلم و تهذيب النفس، و يجعله يرتطم في الجهل.

20- قال عليه السلام: «البخل اذم الأخلاق، و الطمع سجية سيئة...».



[ صفحه 161]



حذر الامام من البخل لأنه من أسوأ الأخلاق و احطها، كما حذر من الطمع فانه من الصفات السيئة الممقوتة لأنه يجلب للانسان كثيرا من المصاعب و المتاعب.

21- قال عليه السلام: «مخالطة الاشرار تدل علي شر من يخالطهم...».

لا شبهة في ان مخالطة الاشرار و مصاحبتهم تدل علي سوء و شر المتصل بهم لأنه لو كان شريفا في سلوكه لا بتعد عنهم.

22- قال عليه السلام: «الكفر للنعم امارة البطر، و سبب للتغيير...».

لا شك ان من يكفر بالنعمة و لا يشكرها فهو متبطر، و خارج عن حدود الطاعة للمنعم عليه، كما ان التبطر سبب لتغيير النعمة و زوالها.

23- قال عليه السلام: «اللجاجة مسلبة للسلامة، و مؤدية للندامة...».

نهي الامام عليه السلام عن اللجاجة و هي الالحاح في طلب الشي ء و كانت المصلحة تقضي بالتأني، و عدم الاسراع، و يترتب علي اللجاجة انها مسلبة للسلامة و مؤدية للندامة، و في الحديث اللجاجة تسل الرأي أي تأخذه.

24- قال عليه السلام: «الهزء فكاهة السفهاء و صناعة الجهال...».

ان الهزء بالناس و الاستخفاف بهم انما هو بضاعة الجهال، و فكاهة السفهاء الذين لا عمل لهم سوي السخرية بخلق الله.

25- قال عليه السلام: «العقوق يعقب القلة، و يؤدي الي الذلة...».

ان عصيان الأب، و ترك الاحسان اليه، له مضاعفاته السيئة التي منها



[ صفحه 162]



الاصابة بقلة النسل، و شيوع الذلة بين أفراد الأسرة.

26- قال عليه السلام: «السهر الذ للمنام، و الجوع يزيد في طيب الطعام...».

ان الانسان اذا انفق ليله ساهرا فالذ شي ء عنده النوم، كما ان الجوع مما يزيد في طيب الطعام و ان كان جشبا.

27- قال عليه السلام لبعض أصحابه:«اذكر مصرعك بين يدي اهلك حيث لا طبيب يمنعك، و لا حبيب ينفعك...».

و في هذه الكلمات دعوة الي اصلاح النفس و استقامتها، و عدم غرورها فان الانسان اذا ذكر النهاية الأخيرة من حياته فانه لا يطغي، و لا يعتدي علي غيره.28- قال عليه السلام: «اذكر حسرات التفريط بأخذ تقديم الحزم...».

دعا الامام عليه السلام بهذه الكلمة المشرقة الي الحزم، و الاجتناب عن التفريط الذي يجر الويل و العطب الي الانسان.

29- قال عليه السلام:«ما استراح ذو الحرص و الحكمة...».

و حكت هذه الكلمة واقع الحريص و طالب الحكمة، فالحريص في كد و تعب لزيادة احواله، و المحافظة علي ما عنده، و طالب الحكمة كذلك يكد لزيادة معارفه و معلوماته.

30- قال عليه السلام: «لا نجع في الطبايع الفاسدة...».

ان اكثر المصابين بالطبايع الفاسدة و المنحرفين في سلوكهم لا ينفع معهم دواء، و لا علاج و لا يفيد معهم نصح و ارشاد.



[ صفحه 163]



31- قال عليه السلام: «من لم يحسن أن يمنع لم يحسن أن يعطي...».

ان الفاقد للقيم الفكرية و الاجتماعية كما لا يحسن المنع، كذلك لا يحسن العطاء.32- قال عليه السلام: «شر من الشر جالبه، و أهول من الهول راكبه...».

ان من يجلب الشر لنفسه او لمجتمعه فهو أشر من الشر، و اخبث منه، كذلك من يركب الأهوال فانه أهول من الهول.

33- قال عليه السلام: «اياك و الحسد فانه يبين فيك، و لا يعمل في عدوك...».

مما لا شبهة فيه ان الحسد ينخر في قلب الحاسد، و يترك فيه آثارا مريرة في حين أنه لا يؤثر اي شي ء في المحسود.

34- قال عليه السلام: «اذا كان زمان العدل فيه اغلب من الجور فحرام أن يظن باحد سوءا حتي يعلم ذلك منه، و اذا كان زمان الجور اغلب فيه من العدل فليس لأحد أن يظن بأحد خيرا ما لم يعلم ذلك منه...».

ان الزمان اذا انتشرت فيه العدالة الاجتماعية، و عم فيه الحق، فليس لأحد ان يظن سواء بأي أحد، و أما اذا ساد الظلم و عم الجور، فان ظن الخير بأي احد لا موضع له الا ان يعلم ذلك منه.

35- قال عليه السلام للمتوكل: «لا تطلب الصفاء ممن كدرت عليه، و لا الوفاء ممن غدرت به، و لا النصح ممن صرفت سوء ظنك اليه، فانما قلب غيرك لك كقلبك له...» و هذه الكلمة من اروع الكلمات الذهبية، فقد حذر فيها المتوكل من ان يطلب الصفاء و الوفاء و النصح من الذين كدر عليهم



[ صفحه 164]



حياتهم بظلمه و جوره أو غدر بهم، او اساء ظنه بهم فانهم جميعا من اعدائه و خصومه.

36- قال عليه السلام: «ابقوا النعم بحسن مجاورتها، و التمسوا الزيادة فيها بالشكر عليها، و اعلموا أن النفس أقبل شي ء لما اعطيت، و امنع شي ء لما منعت فاحملوها علي مطية لا تبطي ء...».

لقد دعا الامام عليه السلام الي ابقاء النعم بالاحسان الي الناس، كما دعا الي شكر الله عليها فان فيه زيادة للنعم، و من الطبيعي ان الشكر انما يكون بالبر علي الفقراء و الضعفاء، و الاحسان لهم.

و حفلت الكلمات الاخيرة بلزوم تربية النفس و السيطرة عليها، و ان لا يطلق سراحها، فانها اذا لم تهذب تلقي الشخص في ميدان سحيق ما له من قرار.

37- قال عليه السلام: «الجهل و البخل اذم الاخلاق...».

لا شبهة ان الجهل و البخل من مساوي ء الاخلاق، و هما يبعدان الانسان من ربه، و يعيش من يتصف بهما عيشة الحيوان السائم.

38- قال عليه السلام: «حسن الصورة جمال ظاهر، و حسن العقل جمال باطن...».

ان حسن الصورة مما يوجب جمال الانسان في الظاهر اما جماله الحقيقي ففي و فرة عقله و كماله.

39- قال عليه السلام:«ان من الغرة بالله أن يصر العبد علي المعصية و يتمني علي الله المغفرة...».

اراد عليه السلام ان من الغرة- و هي الأمن من مكر الله - أن يصر العبد علي اقتراف المعاصي و يتمني طلب المغفرة من الله، فان المغفرة انما تكون للذين تابوا توبة نصوحة، و ندموا علي ما فرطوا من ارتكابهم للمعاصي.



[ صفحه 165]



40- قال عليه السلام: «لو سلك الناس واديا وسيعا لسلكت وادي رجل عبدالله وحده خالصا...».

ان من الطبيعي بهدي الامام عليه السلام و سيرته ان يسلك الطريق الذي يرضي الله و ان ابتعد عنه الناس، و سلكوا طريقا آخر اوسع منه.

41- قال عليه السلام: «و الغضب علي من تملك لؤم...».

42- قال عليه السلام:«الشاكر أسعد بالشكر منه بالنعمة التي اوجبت الشكر، لأن النعم متاع و الشكر نعم...».

43- قال عليه السلام: ان الله جعل الدنيا دار بلوي، و الآخرة دار عقبي، و جعل بلوي الدنيا لثواب الآخرة سببا، و ثواب الآخرة من بلوي الدنيا عوضا...».44- قال عليه السلام: ان الظالم الحالم يكاد ان يغطي علي ظلمه بحلمه، و ان المحق السفيه يكاد أن يطفي ء نور حقه بسفهه...».

45- قال عليه السلام: «من جمع لك وده فاجمع له طاعتك...».

46- قال عليه السلام: من هانت عليه نفسه فلا تأمن شره...».

47- قال عليه السلام: «الدنيا سوق ربح فيها قوم، و خسر فيها آخرون...».

48- قال عليه السلام: «اذكر مصرعك بين يدي أهلك، و لا طبيب يمنعك و لا حبيب ينفعك...» [2] .

و بهذا ينتهي الحديث عن حكمه، و قد دللت علي أنه من عمالقة الفكر الانساني.



[ صفحه 169]




پاورقي

[1] التكبر.

[2] مصادر البحث الدر النظيم، الاتحاف بحب الاشراف، بحارالأنوار، أمالي الطوسي، أعيان الشيعة، نزهة الناظر، تحف العقول، أمالي المفيد، معاني الأخبار للصدوق، مآثر الكبراء.