بازگشت

اصحابه و رواة حديثه


و كان تنوع ثقافة الامام و شمول معارفه، فهو المتخصص بجميع العلوم، فهو الخبير في تفسير القرآن، و في الفقه، و آداب الاسلام، و اخلاقه، و من ثم كان مقصد طلاب العلوم.

اما أصحاب الأئمة عليهم السلام فكانوا يمثلون الخط الرسالي في الاسلام، فهم الذين صانوا رسالة الاسلام من الضياع، فاتصلوا بأئمة أهل البيت عليهم السلام الذين هم المنبع الفياض لجوهر الاسلام، فرووا أحاديثهم و دونوها في اصولهم التي بلغت اربعمائة اصل و قد جمعت في الكتب الأربعة التي يرجع اليها فقهاء الامامية في استنباطهم للاحكام الشرعية.

لقد كان لهؤلاء الفضل الكبير علي العالم الاسلامي بما دونوه من تراث الأئمة الطاهرين فلولا هم لضاعت تلك الثروات الكبري التي تمثل الابداع و الاصالة، و تطور الفكر البشري.

و الشي ء الذي يدعوا الي الاعتزاز و الفخر بجهاد هؤلاء الرواة انهم اتصلوا بالأئمة و دونوا احاديثهم في وقت كان من اعسر الاوقات حراجة، و اكثرها ضيقا و ضغطا، فقد امعنت السلطات الأموية و العباسية في ظلم العلويين و شيعتهم، و منعت الاوساط الشعبية من الاتصال بهم، و أخذت بلا هوادة و لا رحمة تطارد كل من ينشر فضائلهم أو يتحدث عن مناقبهم، و مآثرهم أو يروي



[ صفحه 170]



أحاديثهم القت القبض عليه و حكمت عليه بالاعدام أو خلدته في ظلمات السجون، و قد تحرج الرواة كاشد ما يكون التحرج من ذكر اسماء الأئمة عليهم السلام الذين يروون احاديثهم، فكانوا يشيرون اليهم بالكنية أو باللقب اخري، و لا يصرحون باسمائهم.

و علي أي حال فانا نعرض الي تراجم اصحاب الامام أبي الحسن الهادي عليه السلام فان ذلك - فيما نحسب - من متممات البحث عن شخصيته لأنه يكشف جوانب مهمة عنها، و قد رتبنا تراجمهم حسب الحروف الهجائية، و فيما يلي ذلك