بازگشت

الحسن بن راشد


يكني أباعلي مولي لآل الهلب بغدادي ثقة عده الشيخ من اصحاب الامام الهادي عليه السلام [1] و عده الشيخ المفيد من الفقهاء الأعلام و الرؤساء المأخوذ عنهم الحلال و الحرام الذين لا يطعن عليهم بشي ء و لا طريق لذم واحد منهم [2] و قد نصبه الامام وكيلا و بعث اليه بعدة رسائل منها:



[ صفحه 181]



1- روي الكشي بسنده الي محمد بن عيسي اليقطيني قال: كتب يعني الامام الهادي - الي أبي علي بن بلال في سنة (232 ه) رسالة جاء فيها:

و احمد الله اليك، و اشكر طوله و عوده، و اصلي علي محمد النبي و آله، صلوات الله و رحمته عليهم، ثم اني أقمت أباعلي مقام الحسين بن عبد ربه، و ائتمنته علي ذلك بالمعروفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد، و قد اعلم أنك شيخ ناحيتك فاحببت افرادك، و اكرامك بالكتاب بذلك، فعليك بالطاعة له، و التسليم اليه جميع الحق قبلك، و أن تحض موالي علي ذلك، و تعرفهم من ذلك ما يصير سببا الي عونه و كفايته، فذلك موفور، و توفير علينا، و محبوب لدينا، و لك به جزاء من الله و أجر، فان الله يعطي من يشاء ذو الأعطاء و الجزاء برحمته، و أنت في وديعة الله، و كتبت بخطي و احمد الله كثيرا» [3] و دللت هذه الرسالة علي فضل ابن راشد و وثاقته و امانته، فقد ارجع اليه الشيعة و اوصاهم بطاعته و الانقياد اليه، و تسليم ما عندهم من الحقوق الشرعية له.

2- روي الكشي بسنده الي احمد بن محمد بن عيسي قال: نسخت الكتاب مع ابن راشد الي جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها و المدائن و السواد و ما يليها، و هذا نصه:

و أحمد الله اليكم ما أنا عليه من عافيته، و اصلي علي نبيه و آله افضل صلاته و اكمل رحمته، و رأفته، و اني أقمت أباعلي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه، و من كان من قبله، من وكلائي، و صار في منزلته عندي، و وليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم ليقبض حقي، و ارتضيته لكم، و قدمته علي غيره في ذلك، و هو أهله و موضعه، فصيروا رحمكم الله



[ صفحه 182]



الي الدفع اليه ذلك، و الي و ان لا تجعلوا له علي أنفسكم علة، فعليكم بالخروج عن ذلك، و التسرع الي طاعة الله، و تحليل أموالكم، و الحقن لدمائكم، و تعاونوا علي البر و التقوي و اتقوا الله لعلكم ترحمون، و اعتصموا بحبل الله جميعا، و لا تموتن الا و أنتم مسلمون، فقد اوجبت في طاعته طاعتي، و الخروج الي عصيانه عصياني، فالزموا الطريق يأجركم الله، و يزيدكم من فضله، فان الله بما عنده واسع كريم، متطول علي عباده، رحيم، نحن و أنتم في وديعة الله و حفظه، و كتبته بخطي، و الحمدلله كثيرا...» [4] .

و كشفت هذه الرسالة عن سمو مكانة ابن راشد عند الامام عليه السلام و عظيم منزلته عنده حتي قرن طاعته بطاعته، و عصيانه بعصيانه.

3- و بعث الامام أبوالحسن رسالة له و الي ايوب بن نوح جاء فيها بعد البسملة: «أنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الاكثار بينك و بين أبي علي، و أن يلزم كل واحد منكما ما وكل به، و أمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فانكم اذا انتهيتم الي كل ما امرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي، و آمرك يا أباعلي بمثل ما أمرت به ايوب، ان لا تقبل من أحد من أهل بغداد و المدائن شيئا يحملونه، و لا يلي لهم استيذانا علي، و مر من أتاك بشي ء من غير أهل ناحيتك أن يصيره الي الموكل بناحيته، و آمرك يا أباعلي في ذلك بمثل ما أمرت به ايوب، و ليعمل كل واحد منكما بمثل ما أمرته به....» [5] .

لقد كانت لابي راشد مكانة مرموقة عند الامام عليه السلام، و من الطبيعي أنه لم يحتل هذه المنزلة الا بتقواه و ورعه، و شدة تحرجه في الدين،



[ صفحه 183]



و لما توفي ابن راشد ترحم عليه الامام (ع) و دعا له بالمغفرة و الرضوان.


پاورقي

[1] رجال الطوسي.

[2] الرسالة العددية.

[3] الكشي.

[4] الكشي.

[5] الكشي.