بازگشت

الامام في يثرب


كان الامام أبوالحسن عليه السلام مقيما في يثرب التي هي مسقط رأسه، و بلد آبائه و قد انصرف الي اشاعة العلم، و تهذيب الأخلاق، و تربية الناس بالآداب الاسلامية، و قد اتخذ الجامع النبوي مدرسة له، و قد احتف به العلماء و الفقهاء و الرواة فكانوا ينتهلون من نمير علومه التي استمدها من آبائه الذين أضاءوا حياة الانسان بنور العلم و الايمان، و كما كان مصدرا خصبا



[ صفحه 234]



للحياة الفكرية و العلمية في يثرب، فقد كان المصدر الوحيد الذي يمد أهل العلم في شؤونهم المادية، كما كان يمون الفقراء و المعوزين بما يحتاجونه، و لم يقتصر بر الامام و احسانه الي أهالي يثرب، و انما شمل جميع مناحي حياتهم، فكان يواسيهم في السراء و الضراء و يعود مرضاهم، و يشيع جنائزهم، و يعطف علي الصغير و الكبير منهم و يعود بأراملهم و أيتامهم، و لم يبق لونا من ألوان الخير و المعروف الا أسداه عليهم، و قد أخلصوا له كأعظم ما يكون الاخلاص، و التفت حوله قلوبهم و مشاعرهم، و أقام في أعماق نفوسهم.