بازگشت

وشاية البطحاوي بالامام


و روي المؤرخون: أن المتوكل أصيب بخراج أشرف منه علي الهلاك فأشار عليه الفتح بن خاقان أن يبعث رسولا الي الامام الهادي عليه السلام و يخبره بحاله لعل عنده عاجلا له، فبعث اليه رسولا فأخبره بحاله، فوصف عليه السلام وصفة فاستعملها المتوكل، فبرأ من مرضه، و لما بشرت أمه بعافيته حملت الي الامام بذرة وكيسا قيمتهما عشرة آلاف دينار و قد ختمتهما بخاتمها، و سعي محمد بن القاسم البطحاوي الي المتوكل فأخبره بأن أموالا



[ صفحه 262]



و سلاحا تحمل الي الامام، ففزع المتوكل و أمر سعيد الحاجب بأن يكبس داره ليلا، و يأتي بجميع ما يجده فيها من الأموال و السلاح، و بادر سعيد الي بيت الامام فوضع سلما و صعد الي سطح الدار، و قد اشتد الظلام فلم يدر كيف يصل الي صحن الدار، و بينما هو في حيرة من أمره اذ سمع صوت الامام يناديه يا سعيد مكانك حتي يأتوك بشمعة، فأتي بها فنزل الي الدار فوجد الامام عليه جبة صوف، و قلنسوة من صوف، و سجادة علي حصير، ثم فتش البيوت فلم يجد فيها سوي البدرة و الكيس، و رفع مصلي الامام فوجد سيفا في جفنه فحمل جميع ذلك الي المتوكل، و لما نظر الي البدرة و الكيس عليها خاتم أمه استدعاها و سألها عن ذلك فأخبرته انها نذرت للامام ان عوفي المتوكل من علته ان تكرم الامام، و لما برأ وفت بنذرها، فاستحيي و أضاف الي البدرة بدرة أخري و أمر سعيد بحمل ذلك الي الامام، فحمله له و اعتذر منه فأجابه الامام عليه السلام بالاية الكريمة (و سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) [1] .


پاورقي

[1] أصول الكافي.