اعتقال الامام
و أمر الطاغية باعتقال الامام وزجه في السجن، فبقي فيه أياما و جاء لزيارته صقر بن أبي دلف، فاستقبله الحاجب و كانت له معرفة به كما كان
[ صفحه 263]
عالما بتشيعه، و بادر الحاجب قائلا:
«ما شأنك؟ و فيم جئت؟...».
«بخير...».
«لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك؟».
«مولاي أميرالمؤمنين - يعني المتوكل».
فتبسم الحاجب و قال:
«اسكت مولاك هو الحق - يعني الامام الهادي عليه السلام - فلا تحتشمني فاني علي مذهبك...».
«الحمدلله...».
«تحب أن تراه؟...».
«نعم...».
«اجلس حتي يخرج صاحب البريد».
و لما خرج صاحب البريد، التفت الحاجب الي غلامه فقال له: خذ بيد الصقر حتي تدخله الحجرة التي فيها العلوي المحبوس، و خل بينه و بينه، فأخذه الغلام حتي أدخله الحجرة و أوما الي بيت فيه الامام، فدخل عليه الصقر، و كان الامام جالسا علي حصير و بازائه قبر محفور قد أمر به المتوكل لارهاب الامام، و التفت عليه السلام له قائلا بحنان و لطف.
«يا صقر ما أتي بك؟»...
«جئت لأتعرف علي خبرك...».
و أجهش الصقر بالبكاء رحمة بالامام و خوفا عليه، فقال عليه السلام له:
[ صفحه 264]
«يا صقر لا عليك، لن يصلوا الينا بسوء...».
فهدأ روعه و حمد الله علي ذلك، ثم سأل الامام عن بعض المسائل الشرعية فأجابه عنها، و انصرف مودعا للامام [1] و لم يلبث الامام الا قليلا في السجن حتي اطلق سراحه.
پاورقي
[1] بحارالأنوار.