بازگشت

محاولة فاشلة لاغتيال الامام


و ثقل الامام علي المتوكل، و ضاق به ذرعا فقد ساءه ما يتحدث به الناس عن فضله وسعة علومه، و زهده و تقواه، و ذهاب الشيعة الي امامته، و انه أحق بالخلافة و أولي بها منه فحاول اغتياله و القضاء عليه الا انه باء بالفشل، و لم يصل الي مرامه، و قد روي ذلك الفضل بن أحمد الكاتب عن أبيه، قال: كنا مع المعتز، و كان أبي كاتبه، فدخلنا علي المتوكل و كان جالسا علي سريره، و هو ثائر ينظر شزرا الي وزيره الفتح بن خاقان، و قد رفع صوته:

«هذا الذي تقول فيه ما تقول؟».

و الفتح يخفف عليه غلواءه، و يقول له: انه مكذوب عليه يا أميرالمؤمنين فلم يحفل به وراح يقول:

«والله لأقتلن هذا... هذا الذي يدعي الكذب، و يطعن في دولتي».

و أمر باحضار أربعة من الخزر من الذين لا يفقهون شيئا، و أعطي لكل واحد منهم سلاحا، و أمرهم بقتل الامام اذا دخل عليه، و جعل يتهدد و يتوعد الامام، و هو يقول بنبرات تقطر غضبا:

«والله لأحرقن جسده بالنار بعد القتل...».



[ صفحه 265]



و أقبل الامام، و قد أحاط به حراس القصر، و قد رفعوا أصواتهم بالتهليل و التكبير تعظيما له، و هم يقولون:

«هذا ابن الرضا...».

و لما بصر به المتوكل أخذته هيبته، و ألقي الله الرعب و الفزع في قلبه فوثب من سريره، و استقبله استقبالا حارا، و قبل ما بين عينيه، و هو يقول له بخضوع:

«يا سيدي، يا ابن رسول الله، يا خير من خلق الله، يا ابن عمي، يا مولاي يا أباالحسن...».

و الامام ينصحه و يعظه، و يحذره عقاب الله، فقال المتوكل:

«ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت؟...».

«جاءني رسولك يقول لي: المتوكل يدعوك...».

«كذب ابن الفاعلة، ارجع يا سيدي من حيث أتيت...».

و التفت المتوكل الي وزيره و أبنائه قائلا:

«يا فتح، يا عبدالله، يا معتز، شيعوا سيدكم...».

و خرج الامام محاطا بهالة من الحفاوة و التكريم، و امتنع الخزر من اغتيال الامام حينما رأوا هيبته، و احتفاء الحرس به و تعظيم المتوكل له [1] و بذلك فقد باءت محاولة المتوكل بالخيبة و الخسران.


پاورقي

[1] الخرايج للراوندي.