بازگشت

استهانة المتوكل بالامام


و نخر الحسد قلب المتوكل، و قد سلك جميع الوسائل للحط من شأن



[ صفحه 266]



الامام و التقليل من أهميته المتصاعدة أمام الرأي العام، و قد حاول اذلاله فأراد أن يمشي و لا يركب أمامه ليزهد فيه الناس فأشار عليه وزيره بترك ذلك لأن فيه شفاعة و سوء قالة عليه، فلم يصغ له، و أشار عليه ثانيا بأن يأمر القواد و الأشراف و من ضمنهم الامام بالمشي حتي لا يظن انه المقصود وحده، فاستجاب له، و أمر الناس بالمسير بين يديه ففعلوا ذلك، و كان الوقت قائظا شديد الحر فجعل الامام أثناء مشيه يتصبب عرقا فبصر به زراقة حاجب المتوكل فبادر و أجلسه في دهليز هناك و أخذ منديلا و جعل يمسح به عرق الامام، و حاول أن يخفف ما في نفس الامام من آلام قائلا:

«ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك...».

فنظر اليه الامام و قال له:

«ايها عنك، و تلا قول الله تعالي:(تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب...) [1] .

قال زراقة: كان عندي معلم يتشيع، و كنت كثيرا أمازحه، فلما انصرفت الي منزلي استدعيته، فلما حضر حدثته بما سمعته من الامام عليه السلام فتغير وجهه، و قال لي: احترز، و اخزن كل ما تملكه فان المتوكل يموت أو يقتل بعد ثلاثة أيام، و قد استشف ذلك من استشهاد الامام بالآية الكريمة، يقول زراقة: فتأثرت من كلامه، و أخرجته، ثم فكرت في نفسي، و قلت: ما يضرني أن آخذ بالحزم فان كان شي ء من هذا كنت قد أخذت بالحزم، و ان لم يكن لم يضرني، فركبت الي دار المتوكل، و أخرجت ما كان لي من الأموال، و أودعتها عند من أعرف، و لم تمض ثلاثة أيام حتي هلك المتوكل، و صارت هذه البادرة - فيما يقول زراقة - السبب في هدايته و اعتقاده بالامامة [2] .



[ صفحه 267]




پاورقي

[1] البحار 12 / 134، الخرايج.

[2] البحار 12 / 134، الخرايج.