بازگشت

تنفيذ المؤامرة


و هجم الأتراك علي المتوكل في ليلة الاربعاء المصادف لأربع خلون من شوال سنة (247 ه) [1] يتقدمهم باغر التركي و قد شهروا سيوفهم، و كان المتوكل ثملا سكرانا و ذعر الفتح بن خاقان فصاح بهم «ويلكم أميرالمؤمنين» فلم يعنوا به ورمي بنفسه عليه ليكون كبش الفداء له الا انه لم يغن عن نفسه و لا عنه شيئا، و أسرعوا اليهما، فقطعوهما بسيوفهم اربا اربا، بحيث لم يعرف لحم أحدهما من الآخر، - كما يقول بعض المؤرخين - و دفنا معا، و بذلك انطوت أيام المتوكل الذي كان من أعدي الناس لأهل البيت عليهم السلام.

و خرج الأتراك، و كان المنتصر بانتظارهم فسلموا عليه بالخلافة، و أشاع المنتصر ان الفتح بن خاقان قد قتل أباه، و انه أخذ ثأره فقتله، ثم أخذ البيعة لنفسه من أبناء الأسرة العباسية و سائر قطعات الجيش.

و قد استقبل العلويون و شيعتهم النبأ بهلاك المتوكل بمزيد من الابتهاج و الأفراح فقد هلك الطاغية الذي صير حياتهم الي مآسي لا تطاق.



[ صفحه 274]




پاورقي

[1] تاريخ ابن كثير 10 / 349 روضة الأعيان (ص 108) مصور.