بازگشت

رثاء البحتري للمتوكل


ورثاه الشاعر الكبير البحتري شاعر البلاط العباسي بهذه الأبيات:



هكذا فلتكن منايا الكرام

بين ماء و مزهر و مدام



بين كأسين أورثاه جميعا

كأس لذاته و كأس الحمام



لم يذل نفسه رسول المنايا

بصنوف الأوجاع و الأسقام [1] .

و الأبيات حسب ما جاء في زهر الآداب 1 / 227.



هكذا فلتكن منايا الكرام

بين ناي و مزهر و مدام



بين كأسين أورثاه جميعا

كأس لذاته و كأس الحمام



يقظ في السرور حتي أتاه

- قدر الله - حتفه في المنام



و المنايا مراتب يتفاضلن

و بالمرهفات موت الكرام



لم يزر نفسه رسول المنايا

بصنوف الأوجاع و الأسقام



هابه معلنا فدب اليه

في ستور الدجي بحد الحسام



لقد رثاه بهذه الأبيات التي صورت مجونه و خلاعته، فقد وافته المنية و هو بين كؤوس الخمر، و آلات الموسيقا و الطرب، و ان الأسقام و الأوجاع لم تذل بدنه، فقد حصدت روحه السيوف و لم يتجرع الآلام الا قليلا، و كان الملوك قبل ذلك ترثيهم الشعراء لفقد الأمة لهم و رأفتهم، و خسارتها لاصلاحهم الاجتماعي.

و علي أي حال فقد زال ذلك الكابوس المظلم عن العلويين و شيعتهم، و قد سر الامام الهادي أي سرور، فقد استجاب الله دعاءه و أهلك ألد أعدائه و خصومه.



[ صفحه 275]




پاورقي

[1] روضة الأعيان (ص 108) و قيل ان هذه الأبيات الي ابراهيم بن أحمد الأسدي كما في زهر الآداب 1 / 277.