بازگشت

وفاته


و لم تطل أيام هذا الرجل الشريف الذي أنعش قلوب العلويين، فقد وافته المنية و هو في بداية ملكه، و يذهب أكثر المؤرخين الي أنه لم يمت حتف أنفه، و انما مات مسموما، فقد اغتاله الأتراك خوفا من أن يفتك بهم، و يقضي علي نفوذهم، و تسلطهم علي الشعوب الاسلامية.



[ صفحه 277]



و قد رشا الأتراك طبيبه ابن طيفور فأعطوه ثلاثين ألف دينار لاغتياله، و كان المنتصر مريضا فأشار عليه بفصده، ففصده بريشة مسمومة، فتوفي في الحال [1] و كانت وفاته يوم السبت لأربع خلون من ربيع الآخر سنة (248 ه) و دفن بالجوسق [2] و قد فقد الناس بموته خيرا كثيرا فهو الذي حطم عرش أبيه القائم علي الظلم و الجبروت.

و علي أي حال فان المصادر التي بأيدينا لم تذكر أي التقاء بين الامام الهادي عليه السلام و بين المنتصر، و لم تشر الي أي بادرة جرت بينهما، و الشي ء المؤكد ان الامام كان مسرورا من الاجراءات التي اتخذها تجاه العلويين، و التي أعادت اليهم الأمن و الاستقرار بعد أن فقدوها في أيام المتوكل.


پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي (357) و جاء فيه ان ابن طيفور مرض ففصد بها نفسه فتوفي في الحال.

[2] الانباء في تاريخ الخلفاء مصور.