بازگشت

جهل الأتراك


و لم تكن للأتراك أية معرفة بشؤون الحكم و الادارة، و لا معرفة لهم بالأمور السياسية و الاقتصادية، و كانوا مشابهين للبدو في جميع أنحاء سلوكهم يقول عنهم الجاحظ:

«الترك أصحاب خيام، و سكان فياف، و أرباب مواش، و هم أعراب العجم...فحين لم تشغلهم الصناعات و التجارات و الطب و الفلاحة و الهندسة و لا غرس، و لا بنيان، و لا شق أنهار، و لا جباية غلات، و لم يكن همهم غير الغزو و الغارة، و الصيد، و ركوب الخيل، و مقارعة الأبطال، و طلب الغنائم و تدويخ البلدان، و كانت همتهم الي ذلك معروفة، و كانت لهذه المعاني و الأسباب مسخرة و مقصورة عليها، و موصولة بها، احكموا ذلك الأمر بأسره و اتوا علي آخره، و ذلك هو صناعتهم و تجارتهم و لذتهم و فخرهم و حديثهم و سمرهم...».

لقد صارت أمور الدولة بأيدي هؤلاء الجفاة الذين لا عهد لهم بالحضارة و الصناعة، فتعرضت البلاد من جراء ذلك الي أزمات خطيرة، و مشاكل رهيبة و منيت بكثير من الخطوب و الأحداث.