بازگشت

الحصار الاقتصادي


و فرض المتوكل الحصار الاقتصادي علي العلويين فقد منع رسميا من البر بهم، و و الاحسان اليهم، و كان لا يبلغه أن أحدا برهم، و ان كان قليلا الا أنهكه عقوبة و أثقله غرما [1] و قد امتنع الناس من صلتهم و اكرامهم، و ايصال أي حق من الحقوق الشرعية لهم خوفا من سطوة الطاغية و عقابه.

و أضر الحصار الاقتصادي بالسادة العلويين، و أنهكهم الي حد لا



[ صفحه 291]



يوصف حتي بلغ بهم الحال ان القميص يكون بين جماعة من العلويات تصلي فيه واحدة بعد واحدة، و كن يرقعنه، و يجلسن علي مغازلهن عواري، حواسر [2] في حين أن الطاغية المتوكل كان ينفق علي لياليه الحمراء الملايين عن الدنانير، و كان يهب - بلا حساب - آلاف الدنانير الي المغنيين و اللاهين، و المخنثين، و يمنع ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله و عترته الطيبين من أن يصلهم أحد بشي ء من حقوقهم، قد أشاع فيهم الفقر و البؤس و الحرمان.

و افتصد المتوكل يوما فأهدي له الفتح بن خاقان جارية لم ير الراؤون مثلها حسنا و ظرفا فدخلت عليه و معها جام ذهب في نهاية الحسن ودن بلور لم ير مثله فيه شراب و رقعة مكتوب فيها:



اذا خرج الامام من الدواء

و اعقب بالسلامة و الشفاء



فليس له دواء غير شرب

بهذا الجام من هذا الطلاء



و فض الخاتم المهدي اليه

فهذا صالح بعد الدواء [3] .



ان بنات النبي صلي الله عليه و آله في عهد هذا الطاغية - لم يجدن ما يلبسن في حين أن العباسيات، و من احتف بهن من المغنيات و الراقصات يرفلن في الحرير و الديباج... لقد انطوت تلك الأيام السود، و قد سجل المتوكل في تاريخه صفحات سوداء بما اقترفه من الاثم في اضطهاده لعترة النبي صلي الله عليه و آله.


پاورقي

[1] مقاتل الطالبيين (ص 599).

[2] مقاتل الطالبيين (ص 599).

[3] التحف و الهدايا ص 29-28) الخالديان تحقيق سامي الدهان.