بازگشت

منح الأموال لانتقاص العلويين


و منح المتوكل الأموال الطائلة للشعراء المرتزقين الذين ينالون من آل البيت عليهم السلام، و قد أغدق بالاحسان علي الشاعر المرتزق مروان بن



[ صفحه 292]



ابي الجنوب، فقد أغرقه بالذهب و الأموال، و عقد له الولاية علي اليمامة و البحرين، و ذلك لبغضه للعلويين و هجائه لهم، و مما قاله فيهم:



ملك الخليفة جعفر

للدين و الدنيا سلامه



لكم تراث محمد

و بعد لكم تغفي الظلامة



يرجو التراث بنو البنات

و ما لهم فيها قلامة



والصهر ليس بوارث

والبنت لا ترث الامامة



ما للذين تنحلوا

ميراثكم الا الندامة



أخذ الوراثة أهلها

فعلي م لومكم علامة



لو كان حقكم لها

قامت علي الناس القيامة



ليس التراث لغيركم

لا لا اله و لا كرامة



أصبحت بين محبكم

و المبغضين لكم علامة [1] .



و قد رد العبقري الملهم الشيخ اليعقوبي هذه الأباطيل بقوله:



لا سبح في واديك يابن

أبي الجنوب حيا الغمامة



قد بعت دينك بالذي

حاولت من دنيا اليمامة



فمدحت ملكا ما به

(للدين و الدنيا سلامة)



لو كنت تنصف ما لغير

الآل فيها من قلامه



قد غرك الطمع الخسيس

و غاية الطمع الندامة



و هجوت اكرم عترة

لم تعدهم أبدا كرامة



نزل الكتاب بمدحهم

فعلي م تجحدهم علامه



ليس التراث لفاجر

والجور لا ينفي الظلامة



ليس الخلافة للألي

شغفوا بكاسات المدامة



قد سل جدهم علي الاسلام

في بدر حسامه





[ صفحه 293]





الصعر أولي في مواريث

النبوة و الامامة



قد رام منها عمه

شيئا فلم يدرك مرامه



و أتي يخاصمه بها

فثني أبوبكر خصامه



أولي بها من ليس في الأحكام

تأخذه ملامه



أولي بها من اطعم المسكين

في سغب طعامه



أنسيت يوم غدير خم

أم جهلت به مقامه



قد خصه الرحمن

فيه باللامارة و الزعامة



في مبغضيه علامة

و عليك لا تخفي العلامة



حدتم بها عن أهلها

فالي م بغيكم الي مه



و تقمصتها معشر

لبسوا الخزاية للقيامة



أيضيع حق محمد

ما بين نثلة أو حمامه [2] .



و من الجدير بالذكر ان ابن المعتز العباسي قد سلك مسلك مروان بن أبي الجنوب، فادعي ان الأسره العباسية أقرب الي النبي صلي الله عليه و آله و أولي بمواريثه و مقامه من العلويين يقول في قصيدته:



ألا من لعين و تسكابها

تشكي القذاة و تنكابها



نهيت بين رحمي لو وعوا

بصحة بر بانسابها



و راموا قريشا أسود الشري

و قد نشبت بين أنيابها



قتلنا أمية في دارها

فكنا أحق باسلابها



و كم عصبة قد سقت

منكم الخلافة صابا بأكوابها



اذا ما دنوا ثم يلقونكم

زبونا قرت بحلابها



و لما أبي الله أن تملكوا

دعينا اليها فقمنا بها



و ما رد صبحا بها وافدا

لنا اذ وقفنا بأبوابها





[ صفحه 294]





كقطب الرحي وافقت أختها

دعونا بها و عملنا بها



و نحن ورثنا ثياب النبي

فلم تجدبون بأهدابها



لكم رحم يا بني بنته

ولكن أري العم أولي بها



به نصر الله أهل الحجاز

و أبرأها بعد أوصابها



و يوم حنين قد أعيتكم

و قد أبدت الحرب عن نابها



فمهلا بني عمنا أنها

عطية رب حبانا بها



و أقسم انكم تعلمون

انا لها خير أربابها



و انبري العبقري الملهم شاعر العرب الأكبر صفي الدين الحلي المتوفي سنة (750 ه) فرد أباطيل ابن المعتز بهذه القصيدة الرائعة قال:



الا قل لشر عباد الاله

و طاغي قريش و كذابها



و باغي العباد و باغي العناد

و هاجي الكرام و مغتابها



أأنت تفاخر آل النبي

و تجحدها فضل أحسابها



بكم بأهل المصطفي أم بهم

فرد العداة بأوصابها



أعنكم نفي الرجس أم عنهم

كطهر النفوس و أربابها



أم الرجس و الخمر من دأبكم

و فرط العبادة من دأبها



و قلتم: ورثنا ثياب النبي

فلم تجذبون باهدابها



و عندك لا تورث الأنبياء

فكيف حظيتم بأثوابها



فكذبت نفسك في الحالتين

و لم تعلم الشهد من صابها



أجدك يرضي بما قلته

و ما كان يوما بمرتابها



و كان بصفين في حربهم

كحرب الطغاة و أحزابها



و قد شمر الموت عن ساقه

و كشرت الحرب عن نابها



فأقبل يدعو الي حيدر

بارعابها و باذهابها



أومل ان يرتضيه الأنام

من الحكمين لاشهابها



ليعطي الخلافة أهلا لها

فلم يرتضوه لانجابها





[ صفحه 295]





و صلي مع الناس طول الحياة

و حيدر في صدر محرابها



فهلا تقمصها جدكم

اذا كان اذ ذاك أحري بها



و اذ جعل الأمر شوري لهم

فهل كان من بعض أربابها



أخامسهم كان أم سادسا

و قد جليت بين خطابها



و قولك: أنتم بنو بنته

ولكن بنو العم أولي بها



بنو البنت أيضا بنو عمه

و ذلك أدني لأنسابها



فدع في الخلافة فضل الخلاف

فليس ذلولا لركابها



و ما أنت و الفحص عن شأنها

و ما قمصوك بأثوابها



و ما شاورتك سوي ساعة

فما كنت أهلا لأسبابها



و كيف يخصوك يوما بها

و لم تتأدب بآدابها



و قلت: بأنكم القاتلون

لأسد أمية في غابها



عديت و أسرفت فيها ادعيت

و لم تنه نفسك عن عابها



فكم حاولتها سراة لكم

فردت علي نكص اعقابها



و لولا سيوف أبي مسلم

لعزت علي جهد طلابها



و ذلك عبد لهم لا لكم

رعي فيكم قرب انسابها



و كنتم أساري بطون الحبوس

و قد شفكم لثم اعقابها



فأخرجكم و حباكم بها

و قمصكم فصل جلبابها



فجازيتموه بشر الجزاء

لطغوي النفوس و اعجابها



فدع ذكر قوم رضوا بالكفاف

و جاؤوا الخلافة من بابها



هم الزاهدون هم العابدون

هم العاملون بآدابها



هم الصائمون هم القائمون

هم الساجدون بمحرابها



هم قطب مكة دين الاله

و دور الرحاء باقطابها



عليك بلهوك بالغانيات

و خل المعاني لأصحابها



و وصف العذاري و ذات الخمار

ونعت العقار بألقابها



و شعرك في مدح ترك الصلاة

و سقي السقاة بأكوابها





[ صفحه 296]





فذلك شأنك لا شأنهم

و جري الجياد بأنسابها [3] .



ان قرب السادة العلويين من النبي صلي الله عليه و آله و سلم ليس وحده هو السبب في استحقاقهم لمركز الخلافة و الامامة، حتي ظل يناقشهم في ذلك مروان بن أبي الجنوب و ابن المعتز العباسي، و انما السبب مؤهلاتهم الخاصة من العلم و التقوي و الحريجة في الدين، و سائر مواهبهم و عبقرياتهم التي لم يتوفر بعضها عند العباسيين و اشباههم من الأمويين.


پاورقي

[1] تاريخ الطبري 9 / 231. ط دارالمعارف.

[2] الذخائر (ص 83 - 81).

[3] مقاتل الطالبيين (ص 600).