بازگشت

منع المسلمين من زيارة الحسين


و منع المتوكل رسميا المسلمين من زيارة ريحانة رسول الله صلي الله عليه و اله و سيد شباب أهل الجنة الغريب المظلوم، و قد أقام المسالح و المراصد، و بث العيون لملاحقة الزائرين و مطاردتهم، و انزال أقسي العقوبة



[ صفحه 304]



لهم التي منها القتل و الصلب و قطع الأيدي و غير ذلك من صنوف التنكيل، و بالرغم من هذه الاجراءات القاسية فان المسلمين لم يمتنعوا من زيارة سبط نبيهم، فقد ازدحموا علي القبر الشريف، و لما علم بذلك انفذ اليهم أحد قواده، و ضم اليه جيشا مكثفا ليمنعهم من زيارته، فثار أهل السواد في وجهه و قالوا له: لو قتلتنا عن آخرنا لما امتنعنا عن زيارته، فكتب بذلك الي المتوكل فأمره بالكف عنهم.

و في سنة (247 ه) بلغ المتوكل ان المسلمين قد أقبلوا بكثرة هائلة الي زيارة المرقد العظيم، فانفذ اليهم جيشا كثيرا، و أمر مناديه فنادي «ان برئت الذمة ممن زار قبر الحسين» [1] و اتخذ جميع الاجراءات المشددة من القتل و السجن و فرض الضرائب المالية عليهم الا انه لم يفلح بذلك، فقد بذل المسلمون أرواحهم و أموالهم بسخاء لزيارة الحسين عليه السلام.


پاورقي

[1] شرح شافية أبي فراس ورقة 144.