الجواري
و اكتضت قصور ملوك بني العباس بالجواري اللاتي جلبن من مختلف أنحاء البلاد، فكان للمتوكل العباسي أربعة آلاف جارية، و قد قاربهن جميعا [1] و كانت له جارية يهواها، و لا يصبر علي فراقها فوقفت أمامه، و قد كتبت علي خدها بالغالية«جعفر» فتأملها ثم أنشأ يقول:
و كاتبة بالمسك في الخد جعفرا
بنفسي خط المسك من حيث أثر
لئن أودعت سطرا من المسك خدها
لقد أودعت قلبي من الحب أسطرا [2] .
و من الطبيعي ان هذه الجواري كان ينفق عليها الملايين من الدنانير التي هي من بيت مال المسلمين، و بذلك كان الاقتصاد العام مصابا بالشلل نتيجة هذه التصرفات الشاذة.
پاورقي
[1] سير أعلام النبلاء 8 / ورقة 153 - تاريخ الخلفاء ص 349 أخبار الدول ص 116.
[2] سير أعلام النبلاء 8 / ورقة 153.