بازگشت

البرج


و من محاسن قصور المتوكل (البرج) و قد انفق علي بنائه ألف ألف و سبعمائة ألف دينار [1] و وصفه الشابشي بقوله: كان البرج من أحسن أبنيته



[ صفحه 313]



أي أبنية المتوكل - فجعل فيه صورا عظاما من الذهب و الفضة، و بركة عظيمة جعل فراشها ظاهرها و باطنها صفائح الذهب و الفضة، و جعل عليها شجرة ذهب فيها كل طائر يصوت و يصفر، مكللة بالجوهر، و سماه طوبي - تشبيها له بجنة الخلد - عمل له سرير من الذهب، كبير عليه سبعين عظيمين، و درج عليها صور السباع و النسور، و غير ذلك علي ما يوصف به سرير سليمان بن داود عليه السلام، و جعل حيطان القصر من داخل و خارج ملبسة بالفسيفساء و الرخام المذهب [2] .

و وصفه الشاعر السري بقوله:



طائر في الهواء فالبريسري

دون أعلاه و الحمام يطير



فاذا الغيم سار أسبل منه

جللا دون جدره و ستور



و اذا غارت الكواكب صبحا

فهو الكوكب الذي لا يغور [3] .



و معني هذا الشعر ان (البرج) كناطحات السحاب في علوه و ارتفاعه و انه يفوق الكواكب في ضيائه و اشراقه، فالكواكب تغور عند اندلاع الصبح و هو لا يغيب.


پاورقي

[1] تاريخ اليعقوبي 3 / 222 الديارات (ص 103).

[2] الديارات (ص 103).

[3] نهاية الارب 1 / 406.