بازگشت

الحياة الاقتصادية العامة


اما الحياة الاقتصادية العامة في البلاد الاسلامية فقد كانت سيئة للغاية، فقد نهش الفقر اغلب الناس، فكانوا في ضيق و جهد شديدين، فقد انحصرت الثروة العامة عند المغنيين و الملهين، و حاشية السلطان و عملائه، خصوصا الاتراك فهؤلاء الذين تكدست بيوتهم بالأموال فحاروا في صرفها، فلم يتركوا لونا من الوان اللذة و الشهوات الا انفقوا الاموال الطائلة بسخاء فيها، و كلما سئموا من شهوة مالوا الي أخري، و هكذا انقضت حياتهم بين اللهو و الغناء و عقد مجالس الشراب في القصور الفخمة التي بنيت باموال الفقراء و المحرومين و البؤساء.

و علي أي حال فان الحياة الاقتصادية في اغلب شعوب العالم الاسلامية كانت مشلولة، و مضطربة، و هذا مما دعا بعض رجال الاصلاح الاجتماعي الي القيام بثورات مسلحة ضد الحكم العباسي، و قد عرضنا لبعضها في البحوث السالفة.



[ صفحه 324]