بازگشت

مشكلة خلق القرآن


من المسائل الرهيبة التي ابتلي بها المسلمون في حياتهم الدينية و امتحنوا كأشد ما يكون الامتحان هي مسألة (خلق القرآن) فقد ابتدعها الحكم العباسي، و اثاروها للقضاء علي خصومهم، و قد قتل خلق كثيرون من جرائها، و انتشرت الاحقاد و الاضغان بين المسلمين... و قد كتب الامام الهادي عليه السلام الي احمد بن اسماعيل بن يقطين في سنه (227 ه) رسالة في شأن هذه المسألة جاء فيها بعد البسملة:



[ صفحه 338]



«عصمنا الله و اياك من الفتنة فان يفعل، فقد اعظم بها نعمة، و ان لا يفعل فهي الهلكة، نحن نري ان الجدال في القرآن بدعة اشترك فيها السائل و المجيب فيتعاطي السائل ما ليس له، و يتكلف المجيب ما ليس عليه، و ليس الخالق الا الله عزوجل، و ما سواه مخلوق، و القرآن كلام الله، لا تجعل له اسما من عندك فتكون من الضالين، جعلنا الله و اياك من الذين يخشون ربهم بالغيب، و هم من الساعة مشفقون...» [1] .

ان الخوض في خلق القرآن، و الجدل فيه بدعة و ضلال، و السائل و المجيب يشتركان في الاثم، و علي المسلم أن يقتصر في القول علي ان القرآن كلام الله تعالي، و ليس له أن يضفي عليه انه مخلوق أو غير مخلوق، فانه بذلك يكون من الضالين، كما يقول الامام عليه السلام،

و بهذا ينتهي بنا الحديث عن الحياة الدينية و هي كما ذكرنا كانت قلقة و مضطربة، فقد كان الوعي الديني ضعيفا، فلم يفهم الكثيرون من المسلمين دينهم عن دليل او ادراك، و انما كانوا مقلدين فيه لآبائهم، و من ثم استطاع الغلاة و غيرهم من القوي المعادية للاسلام ان تغزوهم، و تحرفهم عن دينهم القويم.


پاورقي

[1] التوحيد (ص 224).