بازگشت

طغوي عهدي المعتصم و الواثق


عاش امامنا عليه السلام عهودا ستة في ظل ظلم سافر، اذ حمل أمر الله تبارك و تعالي بولاية الناس طيلة ملك ستة من خلفاء بني العباس، هم: المعتصم، و الواثق، و المتوكل، و المنتصر، و المستعين، و المعتز، و لا قي أثناء ذلك صنوفا من الأذي و أنواعا من المكر، و عاشر فيها عتاة متغطرسين حكموا المسلمين باسم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و ساروا وفق جاهلية رعناء، و لم يعيشوا الاسلام الا في مظاهر جوفاء!. ثم عمدوا الي بني علي عليه السلام فأرعبوهم طيلة حياتهم التي ختموها معهم - كلهم - بالسم و القتل البشع، حربا لله تعالي و رسوله!. ثم لم يخجلوا بأن تلقبوا بألقاب كانوا أبعد عن معناها بعد السماء عن الأرض، اذ كان الرشيد غير رشيد حين أطغاه الحكم، و المأمون غير مأمون علي غير عباسيته العنيدة، و المعتصم اعتصم بغير الله و بغير أهل الدين ضد أهله، و الواثق عرف الحق و عمل بغيره، و المتوكل توكل علي الشيطان دون سواه، و المنتصر انتصر بأبالسة الترك و الديلم علي العرب و المسلمين، و المستعين لم يستعن بالله طرفة عين، و مثلهم المعتز، و المعتضد، و و.... و قد أضافوا أسماءهم جميعها الي اسم الله و لم يعرفوا الله، و تلبسوا بخلافة فاقدة لمحتواها، ثم حملوا أوزار سلطان غاشم فعل الأفاعيل و جاء بالأباطيل، و غطي علي عهد الأموية الذي سبق، و علي عهد



[ صفحه 69]



الوثنية التي سلفت!. فسحقا لأصحاب ألقاب أغضبوا رب الأرباب لكثرة ما احتطبوا من الآثام و لشدة ما ارتكبوا من الاجرام...

أجل، قد عاصر امامنا عليه السلام هؤلاء الخلفاء الستة المتجبرين، فلوي كبرياءهم بجلالة قدره، و كفخ طغواهم بعزته من ربه، و تغلب علي كيدهم بما آتاه الله تعالي من العلم و الفضل و الكرامة... و خرج منتصرا علي زورهم و بهتانهم في سائر مناسبات حياته معهم، من غير أن يعلق بأذيال أردانه الطاهرة شي ء من شوائبهم و مصائبهم، و دون أن يغبر طريقه رماد قلوبهم المحترقة من عظمته، لأنهم كانوا كلما نفخوا في نار حقدهم، أعمي الرماد أبصارهم!.

و نحن اذا حاكمنا العباسيين محاكمة عادلة، و نظرنا الي أعمالهم بعين العقل و الدين، نري أن جرائمهم ضد الاسلام و حملة الدين تفوق جرائم الأمويين الذين أقسم شيخهم أن لا جنة و لا نار!. و قال معاويتهم: لم أقاتلكم لتصلوا، و لا لتصوموا، و لا لتزكوا، و لا لتحجوا، بل لأتأمر عليكم و علي رقابكم!. و قتل يزيدهم الحسين، ابن بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و مزق و ليدهم القرآن و قال:



اذا ما جئت ربك يوم حشر

فقل: يا رب مزقني الوليد!



فأولئك قوم أعادوها وثنية جاهلية، بقالب قيصرية كسروية حادت عن خط الاسلام من جهة، و كانت لهم ترات و ذحول عند أميرالمؤمنين عليه السلام من جهة أخري، فاعتبروا عملهم الجاهلي معه و مع أبنائه أخذا بالثأر...

أما بنوالعباس فقد جاؤوا الي الحكم علي أساس تدمير تلك الوثنية ورد الحق الي مستقره، ولكنه ما عتم أن صار سكرهم يزري بسكر يزيد العربيد، و فسقهم يضمحل أمامه فسق الوليد، و جرائمهم مع أئمة أهل بيت



[ صفحه 70]



النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و عليهم رجحت بجرائم كل جبار عنيد!. فهم في ميزان خلافة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم صفر و هباء، و في ميزان السلاطين و الملوك سفاكون سفاحون، و في ميزان الحكام العاديين ظلمة جائرون، لم يربحوا معركة مع أعداء الدين، و لا خسروا معركة مع أهل الحق من المسلمين!. قصورهم كانت مواخير، للسكر و الفسق و الدعارة و اللواط، و أموال المسلمين كانت بين أيديهم نهبا للعملاء و السمار و المهرجين و المغنين و الراقصات... و أحكام قضاتهم جرت في رقاب أصحاب المذاهب، وسياطهم تقطعت علي جلود الفقهاء و العلماء... و عنا لأمرك يا رب في هؤلاء الخلفاء لرسولك الكريم صلي الله عليه و آله و سلم!!!

ففي عهد المعتصم الذي لم يعتصم الا بسنة آبائه كيدا للبيت العلوي و حربا لله، واجبه امامنا عليه السلام أزمتين من أعظم أزمات عمره، اذ تلقي كارثة الفجيعة بأبيه الذي سمه المعتصم مرتكبا جريمة نكراء بقتل امام منصب من ربه، ثم لا قي منه - هو و آله من العلويين - عزلا و ضيقا أشد من عزل الهاشميين في شعب أبي طالب أيام الجاهلية العمياء... فان احادثة قتل أبيه عليه السلام آذت كل ذي ضمير، و أفزعت كل انسان، و اهتز من بشاعتها عرش الرحمان!. الا ضمائر المؤرخين المأجورين فانها لم تتحرك و لم تتأثر و أبقت تفصيلات ذلك كله طي الكتمان... و قد كان الخليفة يومئذ يولي علي مكة و المدينة كل جبار من ولاته، ثم يوصيه بالقسوة و أخذ العلويين بالعنف، فأضيف ظلمه الي ظلم ولاته القساة علي أهل الحق، الجفاة لآل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و أدي ذلك التصرف الأرعن الي صرعة شعبية تركت الناس سكاري و ما هم بسكاري ولكن ظلم الخليفة شديد!!. فمن ذلك ما حصل علي يد عمر بن الفرج الرخجي الذي أذاقهم ألوانا من الضيق



[ صفحه 71]



و الحاجة، و منع صلتهم و التعامل معهم، و سد في وجوههم أبواب الرزق و سبل العيش، و أعطي أبشع صورة عن جوز ذلك العهد المشؤوم - كما ستري بعد قليل - حيث كان الامام عليه السلام لا يزال ما بين السابعة و التاسعة من عمره الشريف.

و مع ذلك التعسف الذي ما عليه من مزيد، لم يكن الأمام الغلام عليه السلام قابعا في زاوية همه و غمه و حزنه علي أبيه، بل كان يخرج الي مسجد جده الأعظم صلي الله عليه و آله و سلم، فيفتي و يقضي لمواليه و لسائر الناس ببيان رباني و بحجة دامغة، ناطقا بالقرآن و السنة، و حاكما بما نزل من عند ربه عزوعلا، فيرجع اليه مشايخ الفقهاء من الهاشميين و غيرهم، اذ لا يجدون الحق الا عنده و لا يرون الصدق الا علي لسانه، و يلمسون من علمه و فضله و رشده ما لا يتوفر عند شيوخهم و كبرائهم في سائر أرجاء الدولة الاسلامية، لأنه ينطق عن علم مو علم الله تعالي، ورثة عن آبائه، عن جده صلوات الله عليه و عليهم، و لم يكتسبه من مدرسة و لا من أستاذ، بل هو موهوب له و كأنه مخلوق معه، قد زقه زقا منذ طفولته المبكرة... و قد كانت تظهر للناس براهينه الساطعة و آياته الباهرة، ثم لا يخفي ذلك علي قصر الامارة و من فيه، لأنه كانت تتناول أحاديث عجائبه الركبان فتصل الي كل مكان.

و من أبرز ما حدث من دلائل عظمته يومها - و هو بعد دون الحلم - أن أحد الثقات - من أصحاب أبيه و أصحابه الذين كانوا يتولون العمل في الدولة - حبسه المعتصم وهدده بالقتل و بمصادرة أملاكه - لأنه يتولي الله و رسوله و الذين آمنوا!. - ذاك هو اليسع بن حمزة العمي الذي روي عنه محمد بن جعفر بن هشام الأصبغي قصته قائلا:

«أخبرني عمرو بن مسعدة، وزير المعتصم الخليفة، أنه جاء علي بالمكروه الفظيع حتي تخوفته علي اراقة دمي و فقر عقبي. فكتبت الي سيدي



[ صفحه 72]



أبي الحسن العسكري عليه السلام أشكو اليه ما حل بي!.

فكتب الي: لا روع عليك و لا بأس، فادع الله بهذه الكلمات يخلصك الله و شيكا مما وقعت فيه و يجعل لك فرجا، فان آل محمد صلي الله عليه و آله و سلم يدعون بها عند اشراف البلاء و ظهور الأعداء، و عند تخوف الفقر و ضيق الصدر.

قال اليسع بن حمزة: فدعوت الله بالكلمات التي كتب الي سيدي بها، في صدر النهار. فوالله ما مضي شطره حتي جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي: أجب الوزير!. فنهضت و دخلت عليه. فلما بصر بي تبسم الي، و أمر بالحديد ففك عني، و الأغلال مني، و أمر لي بخلعة من فاخر ثيابه، و أتحفني بطيب، ثم أدناني و قربني و جعل يحدثني و يعتذر الي، ورد علي جميع ما كان استخرجه مني، و أحسن رفدي وردني الي الناحية التي كنت أتقلدها و أضاف اليها الكورة التي تليها [1] .

ثم ذكر الدعاء، و هو هذا:

«يا من تحل بأسمائه عقد المكاره، و يا من يفل بذكره حد الشدائد، و يا من يدعي بأسمائه العظام من ضيق المخرج ألي محل الفرج، ذلت لقدرتك الصعاب، و تسببت بلطفك الأسباب، فهي بمشيئتك دون أمرك مؤتمرة، و بارادتك دون وحيك منزجرة، و أنت المرجو للمهمات، و أنت المفزع للملمات، لا يندفع منها الا ما دفعت، و لاينكشف منها الا ما كشفت. و قد نزل بي من الأمر ما فدحني ثقله، و حل بي منه ما بهضني حمله، و بقدرتك أوردت علي ذلك، و بسلطانك وجهته الي، فلا مصدر لما أوردت، و لا ميسر لما عسرت، و لا صارف لما وجهت، و لا فاتح لما أغلقت، و لا مغلق لما فتحت، و لا ناصر لمن خذلت الا أنت. فصل علي محمد - و آل محمد -



[ صفحه 73]



و افتح لي باب الفرج بطولك، و اصرف عني سلطان الهم بحولك، و أنلني حسن النظر فيما شكوت، و ارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك، وهب لي من لدنك فرجا و حيا، و اجعل لي من عندك مخرجا هنيئا، و لا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فرائضك و استعمال سنتك، فقد ضقت بما نزل بي ذرعا، و امتلأت بحمل ما حدث علي جزعا، و أنت القادر علي كشف ما بليت به، و دفع ما وقعت فيه، فافعل ذلك بي و ان كنت غير مستوجبه منك يا ذا العرش العظيم و ذا المن الكريم، فأنت قادر يا أرحم الراحمين، آمين رب العالمين» [2] .

فمذ رفع الامام الغلام عليه السلام كف الابتهال الي ربه جل و علا بشأن اليسع بن حمزة استجاب الله تعالي دعاءه و فرج عنه فكتب اليه: لا روع عليك، و لا بأس!.

فما هذه الثقة الايمانية التي يحملها ابن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم في قلبه!. و ما هذا الاطمئنان النفسي الذي أبلغه لصاحبه المكبل بالحديد في غياهب السجن، حين قال له بجزم: ادع الله بهذه الكلمات يخلصك الله و شيكا مما وقعت فيه؟!. فكيف ضمن له الخلاص و أكد له سرعته، فتم في جزء من النهار؟!.

ان هذا الامام الغلام و ان يكن صغيرا فهو كالكبير من أهل هذا البيت الذين أمرهم من أمر الله سبحانه، و سرهم من سره، و عظمتهم من عنده... من تقدمهم ضل، و من تأخر عنهم زل و قطع صلته بآل الله و لم يكن له حظ من الله و لا نصيب يوم تزل فيه الأقلام. فهم باب رحمته سبحانه، و مفاتح النجاة بين يديه، ما خاب من تمسك بهم، و أمن من لجأ اليهم لأن الحق



[ صفحه 74]



معهم، و فيهم، و لهم... ما نازعهم اياه الا شقي و لا تعدي عليهم فيه الا غوي مبين...

ثم «ان المعتصم استعمل علي المدينة المنورة و مكة المكرمة عمر بن الفرج الرخجي الذي مر ذكره، و الذي كان يقسو علي آل أبي طالب و يضيق عليهم - أيام حداثة الامام الجواد عليه السلام - و كان يمنعهم سلوك سبل العيش، و يحول بينهم و بين مساءلة الناس لهم، و يحذر الناس برهم و صلتهم، حتي أنه كان لا يبلغه عن أحد برهم بشي ء و ان قل، الا أنهكه عقوبة و أثقله غرما و أشبعه عذابا!!! فبلغ بهم ضيق الحال أن صارت العلويات يصلين في القميص الواحد واحدة بعد واحدة لأنهن لا يملكن غيره، ثم يرقعنه اذا تخرق، و يجلسن في منازلهن عواري حواسر!!» [3] .

ثم تمت فصول رواية ظلم المعتصم للطالبيين بأن اغتال الامام الجواد عليه السلام بالسم، و تلطخت يداه الآثمتان بتلك الجريمة الكبري، و مع ذلك لم يبرد غليله بل ثارت ثائرة الحقد في صدره و شرهت نفسه الي التشفي من أهل بيت رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و هو يحكم المسلمين باسمه و باسم دينه، و لا يخجل منه و لا يخاف عقبي عمله الكافر السافر، ناسيا موقفه المخزي بين بيدي الله عزوجل و أمام رسوله صلي الله عليه و آله و سلم ان كان يؤمن بيوم البعث و الحساب!.

لكن، من قتل اماما «منصوبا» من لدن ربه تبارك و تعالي، و «منصوصا» عليه من رسوله الأعظم، و «موصي» له من آبائه الكرام، و «حاملا» لكلمة الله الي عباده، آمرا بالمعروف، ناهيا عن المنكر، مقيما للحق، مزهقا للباطل - أقول: من قتل مثل ذلك الامام من أجل ملك يدوم عدة أعوام، يكون عميلا



[ صفحه 75]



للشيطان لا خليفة لرسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و يكون من أسفه من خسرت تجارتهم حين باعوا آخرتهم بدنياهم (فبآء و بغضب علي غضب...) [4] و استحقوا العذاب المهين.

فيا أيها المعتصم بالعصبية الجاهلية: لم يسي ء أميرالمؤمنين علي عليه السلام الي أجدادكم، بل أحسن اليهم و ولي أربعة من أولاد عمه العباس بالذات!. فياليتك ارتفعت الي منزلة الجاهليين و قابلت الاحسان بالاحسان يا أمير «المتأسلمين» الضائعين مثلك عن الحق... لكنت اذا ممن لا يسيئون الي من أحسن اليهم...

نعم كان الامام في هذا العهد غلاما، ولكنه مهيب مرهوب، مفروض احترامه و توقيره علي الجميع بلا استثناء أحد من الخلق، عطاء من ربه عز اسمه. و ستري آيات ذلك طي فصول هذا الكتاب فتقف علي حقيقة كون الأئمة بشرا من غير سنخ البشر.

و اذا أحببت أن تسمع مثلا علي ذلك، و تلمس هيبته في هذا السن المبكرة فاستمع الي ما ذكره الحسن بن محمد بن جمهور العمي الذي قال: «حدثني سعيد بن عيسي قائلا:

رفع زيد بن موسي - بن جعفر الصادق عليه السلام، عم أب الامام الهادي عليه السلام - الي عمر بن الفرج - الوالي علي مكة و المدينة المنورة الذي مر ذكره - مرارا يسأله أن يقدمه علي ابن أخيه - الهادي عليه السلام - و يقول: انه حدث و أنا عم أبيه.

فقال عمر: ذلك لأبي الحسن عليه السلام.



[ صفحه 76]



فقال: افعل واحدة، أقعدني غدا قبله ثم انظر.

فلما كان في الغد أحضر عمر أباالحسن عليه السلام، فجلس في صدر المجلس. ثم أذن لزيد بن موسي، فدخل فجلس بين يدي أبي الحسن عليه السلام.

فلما كان يوم الخميس أذن لزيد بن موسي قبله، فجلس في صدر المجلس. ثم أذن لأبي الحسن عليه السلام، فدخل... فلما رآه زيد قام من مجلسه و أقعده و جلس بين يديه» [5] .

فلماذا تصاغر أمام الامام عم أبيه؟!. و ما الذي أزاحه عن صدر المجلس، و أزاله عن مقام كبريائه، و أقعده مؤدبا بين يدي ابن ابن أخيه؟!! و ما الذي جعله ينهزم أمام الغلام الحدث يا تري؟!!

الجواب غير خاف علي أحد و ان كان الناس قد (جعلوا أصابعهم في ءاذانهم و استغشوا ثيابهم و أصروا و استكبروا استكبارا (7)) [6] كقوم نوح الذي دعاهم نبيهم جهارا، و أسر لهم اسرارا، فلم يزدهم دعاؤه الا فرارا!. فالقوم أبناء القوم، و لا فرق بين الأمس و اليوم... و قد جرف الناس طوفان الكبر علي أوامر الله تبارك و تعالي... و أخني علي عنادهم الدهر!. و ما أبعد أهل العناد عن اتباع سبيل الرشاد!.

و لن ننتقل لي موضوع آخر قبل أن نعرض للقاري ء شيئا من شريط



[ صفحه 77]



نهاية أمر عمر بن الفرج الرخجي الذي كان واليا في أطراف البلاد حتي اشتهر ظلمه لآل أبي طالب، فنقل الي القصر كاتبا فموظفا كبيرا، و كوفي ء فصار مستشارا جبارا في قصر سامراء أيام المتوكل، و كان من أكثر موظفي القصر ايذاء للامام الهادي بعد ايذاء أبيه عليهماالسلام، و من أشد الناس حربا عليهما و كيدا لهما و لآلهما... فمن نتائج افكه و افترائه علي الامام الجواد عليه السلام، ما رواه محمد بن سنان الذي قال:

دخلت علي أبي الحسن - الهادي عليه السلام - فقال: يا محمد، هل حدث بآل فرج حدث؟.

فقلت: مات عمر.

فقال عليه السلام: الحمد لله!. حتي أحصيت له أربعا و عشرين مرة!.

فقلت: يا سيدي لو علمت أن هذا يسرك، لجئت حافيا أعدو اليك.

فقال: يا محمد، أو لا تدري ما قال لعنه الله لمحمد بن علي أبي؟!.

قلت: لا.

قال: خاطبه في شي ء، فقال: أظنك سكران!!! فقال أبي: اللهم ان كنت تعلم أني أمسيت لك صائما، فأذقه طعم الحرب و ذل الأسر!. فوالله ما ذهبت الأيام حتي حرب ماله و ما كان له - أي حرم منه و سلبه - ثم أخذ أسيرا!. و هو ذا قد مات - لا رحمه الله - و قد أدال الله عزوجل منه، و ما زال يديل أولياءه من أعدائه» [7] .

أما تفصيل الحال السيئة التي وصل اليها عمر بن الفرج بفعل دعاء الامام عليه السلام، فقد ذكره ثلاثة مؤرخين أجلاء و هم: المسعودي، و ابن



[ صفحه 78]



الأثير، و الطبري... فقد قال المسعودي - و قريب منه ما قاله ابن الأثير-:

«في سنة ثلاث و ثلاثين و مئتين، سخط المتوكل علي عمر بن الفرج الرخجي، و كان من علية الكتاب، و أخذ منه مالا و جواهر نحو مئة ألف و عشرين ألف دينار، و أخذ من أخيه نحو مئة ألف دينار و خمسين ألف دينار!. ثم صولح عمر علي أحد و عشرين ألف ألف درهم - 21 مليونا.- علي أن يرد عليه ضياعه... ثم غضب عليه غضبة ثانية و أمر أن يصفع في كل يوم، فأحصي ما صفع فكان ستة آلاف صفعة!. و ألبس جبة صوف... ثم رضي عنه، و سخط عليه الثالثة و أحدر الي بغداد و أقام بها حتي مات» [8] .

و هذا من نهاية الذل و الهوان حيث سلب ماله و ضياعه، و أسر و ضرب حتي شبع و مات بحسرته سكرانا من صفع غطر سته المتطاولة علي أولياء الله و أهل الكرامة من عباده.

و قال أبوجعفر الطبري: «و فيها - في سنة 233 ه -. غضب المتوكل علي عمر بن فرج، و ذلك في شهر رمضان، فدفع الي ابراهيم بن اسحاق بن مصعب، فجس عنده. و كتب في قبض ضياعه و أمواله. و صار نجاح بن سلمة الي منزله فلم يجد فيه الا خمسة عشر ألف درهم. و حضر مسرور سمانة فقبض جواريه، و قيد عمر ثلاثين رطلا!. - أي كان ثقل قيد الحديد في يديه و رجله بهذا الوزن -. و أحضر مولاه نصر من بغداد فحمل ثلاثين ألف دينار، و حمل نصر من مال نفسه أربعة عشر ألف دينار، و أصيب له بالأهواز أربعون ألف دينار، و لأخيه محمد بن فرج مئة ألف دينار و خمسون ألف دينار. و حمل من داره من المتاع ستة عشر بعيرا فرشا، و من الجواهر



[ صفحه 79]



قيمة أربعين ألف دينار، و حمل من متاعه و فرشه علي خمسين جملا كرت مرارا!. و ألبس فرجية صوف و قيد فمكث بذلك سبعا، ثم أطلق عنه و قبض قصره، و أخذ عياله ففتشوا، و كن مئة جارية!. ثم صولح علي عشرة آلاف ألف درهم - أي عشرة ملايين - علي أن يرد عليه ما حيز عنه من ضياع الأهواز فقط، و نزعت عنه الجبة الصوف و القيد، و ذلك في شوال... و قال علي بن الجهم بن بدر لنجاح بن سلمة يحرضه علي عمر بن الفرج:



أبلغ نجاحا، فتي الكتاب، مألكة

يمضي بها الريح اصدارا، و أيرادا



لا يخرج المال عفوا من يدي «عمر»

أو يغمد السيف في فوديه اغمادا



الرخجيون لا يوفون ما وعدوا

و الرخجيات لا يخلفن ميعادا!» [9] .



و ويل لمن كفره النمرود!. فقد ذم هذا الشاعر البذي ء السكير الخمير عمر بن الفرج و عشيرته وهجاهم بأقبح الهجاء، و اذ رماهم بعدم الوفاء بالعهود، ثم ذم نساءهم بأخس من ذلك و جعلهن - جميعهن - وفيات مع من يطلب و صالهن، و فاجرات لا يخلفن موعدا مع عشيق أو طالب هوي و فسق!!!

و قال علي بن محمد النوفلي: «قال لي محمد بن فرج الرخجي - و هو أخو عمو المذكور، ولكنه كان علي عكس أخيه مذهبا و مسلكا، اذ كان من المتشيعين للامام عليه السلام، و ان كان قد أخذ بجريرة أخيه حين غضب المتوكل - قال:

ان أباالحسن عليه السلام كتب اليه: يا محمد اجمع أمرك، و خذ حذرك!.

قال: فأنا في جمع أمري لست أدري ما الذي أراد بما كتب به الي، حتي ورد علي رسول فحملني من مصر مصفدا - مقيدا - بالحديد، و ضرب



[ صفحه 80]



علي كل ما أملك - أي صادره -. فمكثت في السجن ثماني سنين.

ثم ورد علي منه كتاب و أنا في السجن: يا محمد بن الفرج، لا تنزل في ناحية الجانب الغربي.

فقرأت الكتاب و قلت في نفسي: يكتب أبوالحسن عليه السلام الي بهذا و أنا في السجن؟!! ان هذا لعجيب!.

فما مكثت الا أياما يسيرة حتي أفرج عني، و حلت قيودي، و خلي سبيلي.

قال علي بن محمد النوفلي: فلما شخص محمد بن الفرج الرخجي الي العسكر - سامراء - كتب له برد ضياعه، فلم يصل الكتاب اليه حتي مات» [10] .

و قال علي بن محمد النوفلي نفسه: «و كتب أحمد بن الخصيب - و هو الوزير - الي محمد بن الفرج بالخروج الي العسكر. فكتب الي أبي الحسن عليه السلام يشاوره، فكتب اليه أبوالحسن عليه السلام: اخرج فان فيه فرجك ان شاء الله... فخرج، فلم يمكث الا يسيرا حتي مات».

و قال أحمد بن (محمد): «أخبرني أبويعقوب، قال: رأيت محمد بن الفرج قبل موته بالعسكر في عشية من العشايا و قد استقبل أباالحسن عليه السلام، فنظر اليه نظرا شافيا، فاعتل محمد بن الفرج من الغد. فدخلت عليه عائدا بعد أيام من علته و قد ثقل، فحدثني أن أبا الحسن عليه السلام قد أنفذ اليه بثوب و أرانيه مدرجا - مطويا - تحت رأسه.



[ صفحه 81]



قال: فكفن و الله فيه» [11] .

فانظر الي الفرق بين الأخوين - عمر، و محمد - و الي موقفي الامامين عليهماالسلام من كل منهما، و كيف استجيب دعاء الامام الجواد عليه السلام بشأن عمر الأفاك منهما و كيف كانت عناية الامام الهادي عليه السلام بمحمد المؤمن المهتدي... ثم لا تنس ما في الأحداث من أعلام الغيب و من الكرامات التي انفرد بها أهل هذا البيت النبوي صلوات الله و سلامه عليهم... و اعلم بأن القوم كانوا قساة جفاة لا يتأثرون بمثل تلك الآيات بعد أن أعمت أبصارهم و بصائرهم لذائذ الحياة و مغريات الدنيا.

و في عهد الواثق [12] كان الامام عليه السلام لا يزال يلملم شتاب أشياعه فيسددهم، و يقوي قلوبهم، و يجمعهم علي الايمان و العمل بما يرضي الله عزوجل،ن و لا يغادر بيته الا الي بيت ربه عزوعلا في موسم الحج، أو الي مسجد جده صلي الله عليه و آله و سلم في باقي أيام السنة... و مما سمع عنه في ذلك الوقت قول خيران الأسباطي الذي قال:

«قدمت علي أبي الحسن، علي بن محمد عليهماالسلام، المدينة فقال لي: ما خير الواثق عندك؟.

قلت: جعلت فداك، خلفته في عافية. أنا من أقرب الناس عهدا به. عهدي به منذ عشرة أيام.



[ صفحه 82]



قال لي: ان أهل المدينة يقولون انه قد مات.

فقلت: أنا أقرب الناس بن عهدا.

فقال لي: ان الناس يقولون: انه مات.

فلما قال لي: ان الناس يقولون، علمت أنه يعني نفسه.

ثم قال لي: ما فعل جعفر؟. - أي المتوكل-.

قلت: تركته أسوأ الناس حالا في السجن.

فقال لي: أما أنه صاحب الأمر.

ثم قال: ما فعل ابن الزيات؟.

قلت: الناس معه، و الأمر أمره.

فقال: أما انه شؤم عليه... ثم انه سكت... و قال لي: لابد أن تجري مقادير الله و أحكامه... يا خيران، مات الواثق، و قد قعد جعفر المتوكل، و قد قتل ابن الزيات.

قلت: متي، جعلت فداك؟!.

قال: بعد خروجك بستة أيام. و كان كذلك» [13] .

فقد فجأ الامام عليه السلام خيران هذا بسؤاله له: ما خبر الواثق؟. و ليلفت نظره - كواحد من الأصحاب الأخيار - الي أن الامام يعلم ما لا يعلمه الناس، و يعرف الحوادث وقت وقوعها بالذات و لا تخفي عليه خافية لدقة وسائل اعلامه الربانية التي تفني أمامها المسافات، و تضمحل المشقات، و تنكشف الأسرار و المخبات... و لذلك فانه في آخر الحديث أخبر صاحبه بالانقلاب



[ صفحه 83]



السلطاني الذي تم بعد مغادرته لبغداد بستة أيام علي التحقيق...

أما حين قال له: ان الناس يقولون... فانه عني نفسه دون غيره اذ لم يعرف الخبر سواه، و لذلك أدرك صاحبه خيران قصده بوضوح... ثم أخذه الفكر بعدها بأن الذي علم بموت الواثق، و خروج المتوكل من الحبس الي العرش، و قتل ابن الزيات - الوزير المتكبر - هو الجدير بأن يلفت النظر الي علمه اللداني الذي يأتيه من ظهر الغيب... و هو، هو الحري بامامة الناس الذي سخر الله تعالي له ما لم يسخره لغيره من سائر الخلق...

و الامام عليه السلام، عندما فاتح صاحبه بهذا الحديث لم يشأ أن يزف اليه ببشارة و لا أن ينبئه بخبر، و لا كانت غايته تقطيع الوقت بأحداث جرت أو تجري... بل رمي الي ما هو أبعد من ذلك، و أراد - أقلا - أن ينشر هذا الجليس ذلك الخبر عن لسان سيده ليثبت أصحابه علي «ولاية» امام يعرف الكثير من الغيب المحجوب عن الآخرين، الي جانب علمه و فضله و عالي قدره، و ليشاع هذا السر عن مصدر مرتبط بالسماء يتلقي الأمور عن عليم خبير يقدر الأمور و يقضي بما يشاء... فيسمع من يسمع... و يتفكر و يتدبر من يريد أن ينظر الي نفسه فيفتح الله تعالي عليه بابا للهدي الي الحق و التمسك بأهل الحق.

و ان من شأن الامام أن لا يقعد ساكتا اذا تشرف بحضرته جليس؛ فهو اما أن يسأل فيجيب ليوضح ما استبهم علي الناس، و اما أن يبتدي ء بالكلام الذي يفيد جليسه و غير جليسه فيبين الأحكام و يطلق كلمة الحق في تفسير القرآن و بيان السنة النبوية اللذين هما دستور الدين الاسلامي الكريم... أي أنه لابد أن يقوم بوظيفته الربانية من اذاعة الحق و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و الوقوف بوجه الباطل و افتاء الناس بما لا يعلمون... و هكذا يؤدي رسالته التي انتدبته من أجلها العزة الالهية.



[ صفحه 84]



قال أبوهاشم الجعفري: «كنت بالمدينة حين مر بها بغا - قائد جيش الخليفة - أيام الواثق - في طلب الأعراب [14] - فقال أبوالحسن عليه السلام: اخرجوا بنا حتي ننظر الي تعبئة هذا التركي.

فخرجنا، فوقفنا، فمرت بنا تعبئته.

فمر بنا تركي، فكلمه أبوالحسن عليه السلام بالتركية، فنزل عن فرسه و قبل حافر دابته. - أي دابة الامام -.

قال: فحلفت التركي: ما قال لك الراجل؟!. - أي الامام عليه السلام -.

قال: أنبي هو؟!. هذا نبي؟!.

قلت: لا، ليس هذا بنبي.

قال: هذا دعاني - تكناني - باسم سميت به في صغري في بلاد الترك، ما علمه أحد الي الساعة» [15] .

فاذا خطر ببالنا أن الامام عليه السلام قد خرج «ليتفرج» علي تعبة الجيش، و يتنزة و يسري عن نفسه، نكون من البسطاء الذين يجهلون مرتبة الامامة، بالرغم من أنه كان يومئذ في العشرين من عمره الشريف و في مطلع شبابه؛ فان الأئمة عليهم السلام ما خلقهم الله تعالي للهو و لا للتفرج و التنزة و شم النسيم، بل للأمر العظيم الذي أناطه بهم حين جعلهم الأدلاء عليه و الهداة اليه... فلم يخرج عليه السلام و قتئذ الا ليطلق هذه الآية البينة من علمه، لتحملها الألسن من يخرج عليه السلام و قتئذ الا ليطلق هذه الآية البينة من علمه، لتحملها الألسن من صقع الي صقع، و من سمع الي سمع... ذاك كأنه علي موعد مع ذلك



[ صفحه 85]



الجندي التركي يصطنع منه «عصا موسي» عليه السلام، ليلقيه «قنبلة» ينبه تفجيرها أفراد الجيش، و يصل انتشار غبارها الذري الي مركز القيادة ليهز ضميرها الخائر و يعيد الي الأذهان - عامة - حيوية التفكير بالدين و بالعقيدة المستقيمة... اذ ما ان مر الخبر ببغا - القائد التركي - حتي انفتح عليه باب الهدي الي «الولاية» و الايمان... ثم مر - كذلك - بجنود آخرين - كثيرين - صاروا الي حظيرة الايمان بعد أن لمسوا أعظم برهان... ثم وصل الينا و سيصل الي غيرنا آية علي حجية ذلك الامام المنصب من ربه رحمة لعباده.

هذا، مضافا الي أن أبا هاشم الجعفري - رحمه الله - كان «مدير اعلام» للامام عليه السلام اذا صح التعبير، لأنه من أجل ثقاته و ثقات أبيه من قبله، و من النجباء المصدقين الذين يحدثون في النفوس أعظم الأثر، و يتركون بصماتهم علي قلوب عشرائهم فيردونهم الي الطريق المستقيم اذا مالت بهم الطرق المنحرفة.

فالامام لا يتحرك الا بأمر ربه عز و سما، و لا يقول، و لا يعمل الا بالهامه سبحانه و توجيهه، و هو أبعد الخلق عن صرف دقيقة واحدة في غير ما هو الأولي و الأفضل، كما أنه أبعد البشر عن اللهو و تقطيع الوقت فيما لا ينفع الناس.

قال محمد بن يحيي: «قال يحيي بن أكثم في مجلس الواثق و الفقهاء بحضرته: من حلق رأس آدم عليه السلام حين حج؟. فتعايي القوم. - أي عجزوا عن الجواب -.

فقال الواثق: أنا أحضركم من ينبئكم بالخبر.

فبعث الي علي بن محمد، الهادي عليه السلام، فأحضره، فقال: يا أباالحسن، من حلق رأس آدم حين حج؟.



[ صفحه 86]



فقال: سألتك يا أميرالمؤمنين الا أعفيتني.

فقال: أقسمت عليك لتقولن.

فقال: أما ذا أبيت، فان أبي حدثني، عن جدي، عن أبيه، عن جده، قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: أمر جبرائيل أن ينزل بياقوتة من الجنة، فهبط بها، فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه. فحيث بلغ نورها صار حرما».

و ورد هذا الخبر بشكل آخر عن يحيي بن هرثمة الذي قال: «تذاكر الفقهاء بحضرة المتوكل من حلق رأس آدم عليه السلام، فلم يعرفوا من حلقه.

فقال المتوكل: أرسلوا الي علي بن محمد، بن علي الرضا، فأحضروه.

فأحضروه، فقالوا له ذلك، فقال: ان الله أمر جبرائيل أن ينزل بياقوتة من يواقيت الجنة، فمسح بها رأس آدم فتناثر الشعر منه. فحيث بلغ نورها صار حرما» [16] .

و قد روي هذا الخبر مرفوعا الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. [17] .

و لن نقف طويلا بين رواية محمد بن يحيي. و رواية يحيي بن هرثمة، فان الحادثة وقعت في عهد المتوكل بحسب الظاهر لا في عهد الواثق، لأن الامام عليه السلام كان - في عهد الواثق - لا يزال مقيما في مدينة جده الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و الذي استقدمه الي دار الخلافة هو المتوكل... و في أي العهدين كان ذلك الأشكال، فانهم لن يجدوا حله الا عند الامام عليه السلام الذي لا يعيا بجواب و لا يكل عند خطاب بقدرة الله تعالي و تسديده... و من أجل ذلك ناصبوه العداء، و قتلهم الحقد!.



[ صفحه 87]




پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 50 ص 224 و منهج الدعوات: ص 272.

[2] أنظر المصدر السابق، و هذا الدعاء موجود في أكثر كتب الأدعية مع اختلاف قليل في النادر من ألفاظه الشريفة.

[3] حلية الأبرار: ج 2 ص 436 - 435.

[4] البقرة: 90.

[5] اعلام الوري: ص 347 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 410 و في بحارالأنوار: ج 50 ص 190 روي هذا الخبر عن سعيد بن سهل، و هو بلفظه في حلية الأبرار: ج 2 ص 463.

[6] نوح: 7.

[7] الكافي: م 1 ص 496 و بحارالأنوار: ج 50 في هامش الصفحة 221.

[8] مروج الذهب: ج 4 ص 20 - 19 و بحارالأنوار: ج 50 في هامش الصفحة 221 و الكامل لابن الأثير: ج 5 ص 269 باختصار، و ص 280.

[9] تاريخ الأمم و الملوك، ج 7 ص 347.

[10] الارشاد: ص 311 و كشف الغمة: ج 3 ص 170 و اعلام الوري: ص 342 و بحارالأنوار: ج 50 ص 141 - 140 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 409 و ص 414 و مدينة المعاجز: ص 541 - 540.

[11] أنظر مصادر الراقم السابق جميعها.

[12] توفي الواثق سنة 232 ه. و قال ابن الأثير: انه قد أحسن الي الناس، و اشتمل العلويين و بالغ في اكرامهم و الاحسان اليهم و التعهد لهم بالأموال... أنظر الكامل: ج 5 ص 277 - 276 و مع ذلك كان يناصب الامام العداوة لأنه يقول الحق و لا يرضي بالباطل الذي هم عليه.

[13] الارشاد: ص 309 و كشف الغمة: ج 3 ص 168 و اعلام الوري: ص 341 و بحارالأنوار: ج 50 ص 152 - 151 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 410 و الكافي م 1 ص 498 و مدينة المعاجز: ص 540 - 539.

[14] كان ذلك سنة 232 ه. كما في الكامل لابن الأثير: ج 5 ص 270.

[15] كشف الغمة: ج 3 ص 187 و اعلام الوري: ص 343 و بحارالأنوار: ج 50 ص 124 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 408 و الأنوار البهية: ص 246 - 245 و مدينة المعاجز: ص 545.

[16] الأنوار البهية: ص 255 - 254 و بحارالأنوار: ج 50 ص 171 في الهامش.

[17] تذكرة الخوص: ص 203 و ص 375.