بازگشت

مع زور القصر و افك قضاة العصر


نذكر فيما يلي طائفة من افتراءات أهل قصر الامارة و قضاته علي الامام عليه السلام، وردوده الحكيمة البليغة، و فتاواه التي مسحت زورهم و افتئاتهم و مسخت قضاتهم حين تسوروا محراب قدس الله تعالي بالنيل من كرامة عبده المجتبي لحفظ شريعته و حمل أمره.

و نحن لا نبالغ اذا قلنا ان العباسيين قد لبسوا ثوب الدين لبس الفرو مقلوبا، و ساروا ما حيث انتهي الأمويون في ارتكاب المنكرات و البعد عن الدين و الديان!.

فالأمويون - بالحقيقة - متزعمون جاهليون، و خصماء تقليديون للهاشميين و لعترة النبي صلوات الله عليه و عليهم بالخصوص، تحكموا برقاب العباد - لما نزلت الكرة في مضربهم - علي أساس أنه:



لعبت هاشم بالملك، فلا

خبر جاء، و لا وحي نزل



و كانوا مع الهاشميين علي خطين متوازيين لا يلتقيان، أو بالأحري علي خطين متعاكسين لا يزالان يتباعدان... و ما علي الجاهلي ان عيرته بعدم الالتزام بالدين؟!.

أما العباسيون فقد جاؤوا الي الحكم تحت ظل دعوة رفع الحيف عن



[ صفحه 141]



الدين و عن الهاشميين، و ليعيدوا الحق الي العلويين، و لكنهم حين وصلوا الي عرش الملك فاقوا أسلافهم ظلما و جورا و بعدا عن الدين، و تنكيلا بذرية سيد المرسلين صلي الله عليه و آله و سلم، حتي لتحسب أنهم علي غير ملته و علي غير شريعته، و أنهم لم يؤمنوا بما جاء به عن ربه، و لم يصدقوا شيئا مما قاله!.

فقد كان هم كل عباسي و اهتمامه ينحصران في اذلال أولياء الله، و الحط من كرامة عباده الصالحين، لا بباعث شهوة التشفي كل فعل الأمويون ثأرا لرؤوس الضلال من عتاتهم الذين قتلهم أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، بل بشهوة اقامة ملك ظالم ذاقوا حلاوة التسلط فيه، فأقاموه علي أشلاء كل ذي كرامة، و كل ذي حق من أهل الحق، ليتمرغوا في نعيمه ليس الا!.

فهل هذا هو عدل الاسلام يا خلفاء المسلمين؟.

لا، طبعا... ولكن لم خرست الألسن عن نزع هالة تقديسكم المزورة حتي أيامنا هذه مع أن الحق لا يحجبه الركام مهما تطاولت الأيام؟!.

علم ذلك عند شهداء الزور من الذين مجدوكم و لبسوا الاسلام لبس الفرو مقلوبا ارضاءلكم، كقضاة الزور، و كوزراء و ولاة الجور، و كالمؤرخين المأجورين الذين رضوا بشهوتي البطن و الفرج، و كالخطباء و الشعراء و الكتاب الذين ألهاهم عن الحق ذهبكم الوهاج أو السوط و «الكرباج»!. يليهم المستشرقون الدساسون الذين أطنبوا في مدح كل سلطان جبار ابتدع طريقة يخالف فيها طرائق الاسلام... و يمدهم أعداء الدين من الشرق و من الغرب الذين خلدوا ذكر كل حائد عن الاسلام و اعتبروه مجددا لشكل الدولة و الحكم، و مؤثلا لسلطان حديث يماشي روح العصر!.

و في هذا الفصل نعرض للقاري ء شيئا من تعديات الحكام، و بعض



[ صفحه 142]



أذنابهم، علي كرامة الامام عليه السلام، و نعطي صورة عن مضايقاتهم التي كانت تهدف الي احراجه و التغلب علي واضح برهانه و جلي بيانه و حقه الصراح الذي يعرفونه و ينفسون به عليه.

قال أبو يعقوب البغدادي:

«قال المتوكل لا بن السكيت: [1] سل سل ابن الرضا مسألة عوصاء بحضرتي.

فسأله، فقال: لم بعث الله موسي بن عمران عليه السلام بالعصا واليد البيضاء و آلة السحر، و بعث عيسي عليه السلام بابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتي - بآلة الطب - و بعث محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بالقرآن و لسيف؟!. - بالكلام و الخطب -.

فقال أبوالحسن عليه السلام: بعث الله موسي عليه السلام بالعصا واليد البيضاء في زمان الغالب علي أهله السحر، فأتاهم من عند الله بما قهر سحرهم و أثبت الحجة عليهم؛ و بعث عيسي عليه السلام بابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتي باذن الله، في زمان الغالب علي أهله الطب - في وقت ظهرت فيه الزمانات و الآفات التي يصعب برؤها - فأتاهم من عندالله بما لم يكمن عندهم من ابراء الأكمه و الأبرص و احياء الموتي باذن الله، فقرهم و بهرهم.

و بعث محمدا صلي الله عليه و آله و سلم بالقرآن و السيف في زمان الغالب علي أهله



[ صفحه 143]



السيف و الشعر، فأتاهم من القرآن الزاهر، و السيف القاهر، ما بهر به شعرهم، و بهر به سيفهم، و أثبت الحجة عليهم.

فقال ابن السكيت: تالله ما رأيت مثلك قط!. فما الحجة علي الخلق الآن؟.

قال عليه السلام: العقل يعرف به الصادق فيصدقه، و الكاذب علي الله فيكذبه.

فقال ابن السكيت: هذا هو و الله الجواب» [2] .

فبهت الخليفة و من حوله من الذين يعيشون علي معتلفه، لأنهم كانوا يريدون من السائل أصعب من هذه المسألة، و يبتغون أن يعيوا الامام و يقطعوه عن الجواب و يناقشوه و يفحموه. و لذا فانه لما خرج الامام عليه السلام من المجلس، رفع الجرذ الأكبر رأسه و تنحنح و ترنح، و تشجع و تبرع ينصيحة سيده الذي في نعمته يتمرغ... أعني به يحيي بن أكثم [3] الذي كان بقضم مال الله، و يحكم بغير ما أنزل، و الذي قال للمتوكل: مالا بن السكيت و مناظرته؟!. و انما هو صاحب نحو و شعر و لغة...

ثم انتفخ و نفج حضنه و أخذ قرطاسا و أثبت فيه مسائل.

ثم حاص و باص و حار و دار... و لم يتجرأ أن يباده بها الامام سلام الله عليه، فأعطاها لموسي المبرقع [4] - و هو أخو الامام - و سأله الفتوي بها، قاصدا بذلك احراج الامام دون غيره قطعا...



[ صفحه 144]



فقد قال موسي بن محمد بن الرضا عليه السلام - و هو المبرقع - «لقيت يحيي بن أكثم في دار العامة فسألني عن مسائل، فجئت الي أخي علي بن محمد عليهماالسلام فدار بيني و بينه من المواعظ ما حملني و بصرني طاعته، فقلت له: جعلت فداك، ان ابن أكثم كتب يسألني عن مسائل لأفتيه فيها.

فضحك عليه السلام ثم قال: فهل أفتيته؟.

قلت: لا، لم أعرفها.

قال عليه السلام: و ما هي؟.

قلت: كتب يسألني عن قول الله: (قال الذي عنده علم من الكتاب أنا ءاتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك...) [5] نبي الله كان محتاجا الي علم آصف؟.

و عن قوله: (و رفع أبويه علي العرش و خروا له سجدا...) [6] سجد يعقوب و ولده ليوسف و هم أنبياء؟.

و عن قوله: (فان كنت في شك مما أنزلنآ اليك فسئل الذين يقرءون الكتاب...) [7] من المخاطب بالآية؟. فان كان المخاطب النبي صلي الله عليه و آله و سلم فقد شك!. و ان كان المخاطب غيره فعلي من اذا أنزل الكتاب؟.

و عن قوله: (و لو أنما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله...) [8] ما هذه الأبحر، و أين هي؟.

و عن قوله: (و فيها ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين...) [9] فاشتهت



[ صفحه 145]



نفس آدم عليه السلام أكل البر، فأكل و أطعم [و فيها ما تشتهي الأنفس] فكيف عوقب؟.

و عن قوله: (أو يزوجهم ذكرانا و اناثا...) [10] يزوج الله عباده الذكران، و قد عاقب قوما فعلوا ذلك؟. - أي قوم لوط -.

و عن شهادة المرأة جازت وحدها و قد قال الله: (و أشهدوا ذوي عدل منكم...) [11] .

و عن الخنثي و قول علي عليه السلام: يورث من المبال. فمن ينظر اذا بال اليه مع أنه عسي أن يكون امرأة و قد نظر اليها الرجال، أو عسي أن يكون رجلا و قد نظرت اليه النساء، و هذا ما لا يحل، و شهادة الجار الي نفسه لا تقبل...

و عن رجل أتي الي قطيع غنم فرأي الراعي ينزو علي شاة منها، فلما بصر بصاحبها خلي سبيلها، فدخلت بين الغنم. كيف تذبح، و هل يجوز أكلها أم لا؟.

و عن صلاة الفجر لم يجهر فيها و هي من صلاة النهار، و انما يجهر في صلاة اليل؟.

و عن قول علي عليه السلام لابن جرموز: بشر قاتل ابن صفية بالنار، فلم يقتله و هو امام؟.

و أخبرني عن علي لم قتل أهل صفين و أمر بذلك مقبلين و مدبرين و أجهز علي الجرحي، و كان حكمه يوم الجمل أنه لم يقتل موليا و لم يجهز علي جريح و لم يأمر بذلك و قال: من دخل داره فهو آمن، و من ألقي سلاحه



[ صفحه 146]



فهو آمن!. لم فعل ذلك؟. فان كان الحكم الأول صوابا، فالثاني خطأ!.

و أخبرني عن رجل أقر باللواط عن نفسه، أيحد أم يدرأ عنه الحد؟.

قال عليه السلام - لأخيه موسي -: اكتب.

قلت: و ما أكتب؟

قال عليه السلام: اكتب:

بسم الله الرحمن الرحيم: و أنت فألهمك الله الرشد... أتاني كتابك فامتحنتنا به من تعنتك التجدالي الطعن سبيلا ان قصرنا فيها، و الله يكافيك علي نيتك!. قد شرحنا مسائلك، فأصغ اليها سمعك، و ذلل لها فهمك، و أشغل بها قلبك، فقد لزمتك الحجة، و السلام:

سألت عن قول الله جل و عز: (قال الذي عنده علم من الكتاب...) [12] فهو آصف بن برخيا. و لم يعجز سليمان عليه السلام عن معرفة ما عرف آصف، ولكنه أحب أن يعرف أمته من الجن و الانس أنه الحجة من بعده. و ذلك من علم سليمان عليه السلام أودعه آصف بأمر الله، ففهمه ذلك لئلا يختلف عليه في امامته و ولايته من بعده، و لتأكيد الحجة علي الخلق.

و أما سجود يعقوب عليه السلام لولده، فان السجود لم يكن ليوسف، و انما كان ذلك من يعقوب و ولده طاعة لله تعالي، و تحية - و محبة - ليوسف عليه السلام. كما أن السجود من الملائكة لم يكن لآدم عليه السلام، و انما كان ذلك طاعة لله و محبة منهم لآدم. فسجود يعقوب و ولده و يوسف معهم - كان - شكرا لله باجتماع الشمل. ألم تر أنه يقول في شكره في ذلك الوقت (رب قد ءاتيتني من الملك؟...) [13] .



[ صفحه 147]



و أما قوله: (فان كنت في شك ممآ أنزلنآ اليك فسئل الذين يقرءون الكتاب...) [14] فان المخاطب بذلك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم؛ و لم يكن في شك مما أنزل الله اليه، ولكن قالت الجهلة: كيف لم يبعث نبيا من الملائكة؟. و لم يفرق بينه و بين الناس في الاستغناء عن المأكل و المشرب و المشي في الأسواق؟. فأوحي الله الي نبيه صلي الله عليه و آله و سلم: (فسئل الذين يقرءون الكتاب) بمحضر من الجهلة: هل بعث الله نبيا قبلك الا و هو يأكل الطعام و يشرب الشراب؟. و لك بهم أسوة يا محمد... و انما قال: (فان كنت في شك) و لم يكن - أي و الحال أنه صلي الله عليه و آله و سلم لم يكن في شك - ولكن للنصفة، كما قال: (فقل تعالوا ندع أبنآءنا و أبنآءكم و نسآءنا و نسآءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكاذبين (61)) [15] و لو قال: تعالوا نبتهل فنجعل لعنة الله «عليكم» لو يكونوا يجيبوا الي المباهلة، و قد علم الله أن نبيه مؤد عنه رسالته و ما هو من الكاذبين. و كذلك عرف النبي صلي الله عليه و آله و سلم بأنه صادق فيما يقول، ولكن أحب أن ينصف من نفسه.

و أما قوله: (و لو أنما في الأرض من شجرة أقلام...) [16] فهو كذلك، لو أن شجر الدنيا أقلام، و البحر مداد يمده سبعة أبحر حتي أنفجرت الأرض عيونا كما انفجرت في الطوفان، ما نفدت كلمات الله!!! - و هي عين الكبريت، و عين اليمن، و عين برهوت، و عين طبرية، و حمة ما سيدان، و حمة أفريقيا - تدعي بسيلان - و عين باحوران -.



[ صفحه 148]



و نحن الكلمات التي لا تدرك فضائلنا، و لا تستقصي.

و أما الجنة ففيها من المأكل و المشرب و الملاهي و ما تشتهيه الأنفس و تلذ الأعين؛ و أباح الله ذلك كله لآدم. و الشجرة التي نهي الله آدم عنها و زوجته أن يأكلا منها، شجرة الحسد. عهد الله اليهما أن لا ينظرا الي من فضل الله عليهما و علي خلائقه بعين الحسد (فنسي و لم نجد له عزما (115)) [17] و نظر بعين الحسد.

و أما قوله: (أو يزوجهم ذكرانا و اناثا...) [18] فان الله تعالي زوج الذكران المطيعين، أي يولد له ذكور و يولد له اناث يقال لكل اثنين مقرنين: زوجان، كل واحد منهما زوج. - يعني يزوجهم: يجعلهم أزواجا: توائم حين يولدون. لا بمعني الزواج و النكاح -. و معاذ الله أن يكون الجليل العظيم عني ما لبست علي نفسك بطلب الرخص لارتكاب المحارم (و من يفعل ذالك يلق أثاما (68) يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا (69)) [19] ان لم يتب. - و لا يخفي أن يحيي بن أكثم قصد اللواط و السحاق: أي تزويج الذكر من الذكر، و الأنثي من الأثني، يريد بذلك أن يبرر لواطه بما لبسه علي نفسه -.

فأما شهادة امرأة وحدها التي جازت، فهي القابلة التي جازت شهادتها مع الرضي، فان لم يكن رضي فلا أقل من امرأتين. تقوم المرأتان بدل الرجل للضرورة، لأن الرجل لا يمكنه أن يقوم مقامها. فان كانت وحدها قبل قولها مع يمينها.



[ صفحه 149]



و أما قول علي عليه السلام في الخنثي، فهو كما قال: يرث من المبال، و ينظر اليه قوم عدول يأخذ كل واحد منهم مرآة و تقوم الخنثي وراءهم عريانة، و ينظرون الي المرآة - المرأة الخنثي - فيرون الشي ء و يحكمون عليه.

و أما الرجل الناظر الي الراعي و قد نزا علي شاة، فان عرفها ذبحها و أحرقها.و ان لم يعرفها قسمها الامام نصفين - أي قسم الغنم كله - وساهم بينهما، فان وقع السهم علي أحد القسمين فقد انقسم النصف الآخر، ثم يفرق الذي وقع عليه السهم نصفين فيقرع بينهما، فلا يزال كذلك حتي يبقي اثنتان فيقرع بينهما. فأيتهما وقع السهم عليها ذبحت و أحرقت. و قد نجا سائرها؛ و سهم الامام سهم الله، لا يخيب.

و أما صلاة الفجر، و الجهر فيها بالقراءة لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم كان يغلس بها - يبكر و الضلام مستحكم - فقراءتها من الليل.

و أما قول أميرالمؤمنين: بشر قاتل ابن صفية بالنار [20] فهو لقول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم. و كان - ابن جرموز - ممن خرج يوم النهروان. فلم يقتله أميرالمؤمنين عليه السلام بالبصرة لأنه علم أنه يقتل في فتنة النهروان.



[ صفحه 150]



و أما قولك أن أميرالمؤمنين قاتل أهل صفين مقبلين و مدبرين و أجهز علي جريحهم، و أنه يوما الجمل لم يتبع موليا و لم يجهز علي جريحهم، و كل من ألقي سيفه و سلاحه آمنه، فان أهل الجمل قتل امامهم و لم تكن لهم فئة يرجعون اليها، و انما رجع القوم الي منازلهم غير محاربين و لا مخالفين و لا منابذين، و لا محتالين و لا متجسسين و لا مبارزين. فقد رضوا بالكف عنهم اذ لم يطلبوا عليه أعوانا. و أهل صفين يرجعون الي فئة مستعدة و امام منتصب يجمع لهم السلاح من الرماح و الدروع و السيوف، و يستعد لهم، و يسني لهم العطاء، و يهي ء الأموال، و يعود مريضهم، و يجبر كبيرهم، و يداوي جريحهم، و يحمل راجلهم، و يكسو حاسرهم، و يردهم فيرجعون الي محاربتهم و قتالهم!. فان الحكم في أهل البصرة الكف عنهم لما ألقوا أسلحتهم اذ لم تكن لهم فئة يرجعون اليها. و الحكم في أهل صفين أن يتبع مدبرهم، و يجهز علي جريحهم؛ فلا يساوي بين الفريقين في الحكم. و لو لا أميرالمؤمنين عليه السلام و حكمه في أهل صفين و الجمل لما عرف الحكم في عصاة أهل التوحيد، لكنه شرح ذلك لهم، فمن أبي عرض علي السيف أو يتوب من ذلك.

و أما الرجل الذي أقر باللواط، فانه أقر بذلك متبرعا من نفسه، و لو لم تقم عليه بينة و لا أخذه سلطان. و اذا كان للامام الذي من الله أن يعاقب في الله، فله أن يعفو في الله، أما سمعت الله يقول لسليمان: (هذا عطآؤنا فامنن أو أمسك بغير حساب (39)؟.) [21] فبدأ بالمن قبل المنع.

قد أنبأناك بجميع ما سألتنا عنه، فاعلم ذلك» [22] .



[ صفحه 151]



«فلما قرأه ابن أكثم - فش انتفاخه و هزل ورمه - و قال للمتوكل: ما نحب أن تسأل هذا الرجل عن شي ء بعد مسائلي، فانه لا يرد عليه شي ء بعدها الا دونها. و في ظهور علمه تقوية للرافضة» [23] .

أفرأيت قاضي - السلطان الذي كان يبيع آخرته بدنياه كيف نصح ربه الأرضي و لو أغضب رب السماوات و الأرضين؟!!

و رأيت كيف ينثال العلم علي لسان الامام الشاب الذي ينحدر كالسيل و لا يرقي اليه الطير؟!!!

و شاهدت عيناك منظر المجلس المخزي الذي تتوقع فيه فقيه السوء بين يدي «ربه» الذي تقوقع أيضا رغم جبروته و فرعنته؟!!

اذا كنت قد لمست شيئا من ذلك، فأنت اذا في الطريق نحو معرفة ما يكون عليه الامام من العلم الموهوب، و الفضل الرباني، و التسديد الالهي، و الكرامة العلوية، و الحصانة السماوية، التي تلازمه طيلة حياته كالظل.

فعلم أئمة أهل البيت عليهم السلام من علم الله تعالي اللامحدود... فهو غير محدود.

و من جرب أن يقطعهم بمسألة عوصاء يا أيها الخليفة الأحوص الألوص، قطع الله تعالي لسانه، و قصم ظهره.

و أما أنت يا قاضي البلاط الخلاط فقط مددت عنقك بالأمس نحو الامام الجواد - أبي أمامنا الهادي - عليهماالسلام في مجلس المأمون، فلواها و دقها و مزعها، و أزال ما حاك حولك ابليس... من تقديس... أفلا ارعويت؟!!



[ صفحه 152]



علماء أهل بيت النبي صلوات الله عليه و عليهم، يغترفون من بحر... فما شأن من يرتشف قطرة بمنقاره يا بومة القصر؟!!

و هم آل القرآن و البيان و الأحكام... يتهاوي تحت أقدامهم من لا يعرف لم وضعت الألف أول حروف الهجاء، ثم وضعت ثانية مع اللام - ألف - في آخرها...

و العير البسيط يحيد عن الجدار اذا ارتطم به حمله أول مرة... فما بال القاضي العبيط... الربيط علي معلف السلطان، ينزل الي الميدان و لو زل حافره في كل مرة؟!!

و في ذلك العهد الملي ء بالخلافات الدينية و النزاعات المذهبية، العامر بالجدل و النقاش حول كثير من المسائل التي تمس العقيدة في أصول الدين و فروعه، و في خلق القرآن و قدمه، و تشمل ما لا يحصي من الفتن الطائفية و المشاكل السياسية، كان السلطان و ملأه المأجورون يتحدون الله تعالي في خلقه، و يقصدون الامام بالأذية و يتأمرون عليه و ينصبون له الفخاخ ليوقعوه في زلة لسان - جل عنها - و يدبرون له المكائد و (يستخفون من الناس و لا يستخفون من الله و هو معهم اذ يبيتون ما لا يرضي من القول) [24] و يحصيه عليهم، ثم (و يمدهم في طغيانهم يعمهون (15)) [25] فتزداد طغواهم و تتزايد مضايقتهم لوليه و حجته و عينه الساهرة، و كلمته العليا التي تفضح باطلهم... و لا يزدادون الا مكرا كبارا، و عنادا و استهتارا بكل ما نزل من السماء!.

فمن فتنهم اللئيمة أنهم كانوا يقفون في وجه ترسله عليه السلام عند كل



[ صفحه 153]



لقاء، و يستثيرونه بمناسبة و بلا مناسبة... ولكن أني لهم أن ينتصروا علي الله، حين يتصدون لاذلال مجتباه و مرتضاه!.

قيل للمتوكل - بافتراء سافل خبيث - «ان أباالحسن، يعني علي بن محمد بن علي الرضا يفسر قول الله عزوجل: (و يوم يعض الظالم علي يديه...) [26] الي آخر الآيتين، في الأول و الثاني...

قال: فكيف الوجه في أمره؟

قالوا: تجمع له الناس و تسأله بحضرتهم. فان فسرها بهذا كفاك الحاضرون أمره، و ان فسرها بخلاف ذلك افتضح عند أصحابه.

قال: فوجه الي القضاة، و بني هاشم، و الأولياء.

و سئل عليه السلام، فقال: هذان رجلان كني عنهما، و من بالستر عليهما. أفيحب أميرالمؤمنين أن يكشف ما ستره الله؟.

فقال: لا أحب» [27] .

... و بار ما هم فيه: و فضح الله سبحانه تآمرهم الباطل لما وضعهم الامام عليه السلام في موقف خصومة مع الله عز اسمه!. فان رغبوا في كشف ما ستره الله تعالي كانوا كافرين... و ان سكتوا و رضوا بقول الامام (فوقع الحق و بطل ما كانوا يعملون (118) فغلبوا هنالك و انقلبوا صاغرين (119)!) [28] و طارت فريتهم مع النسر الطائر!.

أما نص الآيتين الشريفتين فهو: (و يوم بعض الظالم علي يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلا (27) ياويلتا ليتني لم اتخذ فلانا خليلا (28) و الرجلان اللذان



[ صفحه 154]



كني سبحانه عنهما هما المعنيان بلفظتي: الظالم، و فلانا. و هو جل و عز لم يسمهما و لا أشار اليهما بشي ء مميز لأحدهما أو لكليهما، و تفضل بعدم التصريح باسميهما تكرما منه من جهة، و ليعلمنا أدب الحديث و حسن الكناية في الأمور العامة و الخاصة من جهة ثانية، فجاء بهذا الستر علي «الظالم» الذي لم يتخذ سبيل الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، و اتبع «فلانا» الذي أضله عن سبيل ربه و سبيل رسوله الكريم، و دفع به في سبيل آخر لا يرضي الله تعالي و لا رسوله.

فالكناية تتناول «الظالم» الذي ستر عليه ربه، و كل ظالم يسلك طريقا غير طريق ربه و نبيه بدافع من صديقه أو قريبه، أو أسرته أو عشيرته، أو ما يمكن أن نسميه «فلانا» أو فليتانا... فليس في الآيتين أي تصريح بأحد بالعين و الذات، و لا أي تلميح بذلك الظالم و ذلك الفلان، و جواب الامام عليه السلام هو جواب الله تعالي من فوق عرشه، و لذلك أسكت به الخليفة الذي ربما كان كذلك «الظالم» أو كان مندرجا تحت العنوان، و كم أفواه القضاة و بني هاشم و الأولياء الذين ربما كان يندرج بعضهم تحت عنوان «فلان». و بهت كل مفتر سمع بذلك أو يسمع به فيما بعد، لأنه يضع نفسه موضع خصومة مع الله، و اعتراض علي قوله الحكيم.

هذا، و ان الكشف عما ستره الله جل و علا لا يجوز، لأنه لو شاء الكشف أو رضي به لكشف هو و لكان الحري بالتصريح، الجدير بالمبادهة، الأجرأ علي فضح ما علم، الأقدر علي ذر الرماد في عيون الظالمين و الفلانيين... فكيف يجوز أن نخالف صريح ما أنزل سبحانه في كتابه الكريم، و فصيح ما نطقت به الآيتان الكريمتان؟!.

و يا خليفة المسلمين: متي كان الفقه المزور الذي يسنه الحاكم الظالم، قادرا علي أن يكفيك أمر امام يحمل ما سنه الحاكم العدل تبارك



[ صفحه 155]



و تعالي؟. و هل يستطيع الفقه «الموجه» أن يخوض في آيات الله و يؤولها برأيه بمحضر ترجمان القرآن العالم بسنة نبي الرحمان؟. لقد جريت أنت و أسلافك، و جركم فقهاء السوء الي كل موبقة فما اتعظتم... و كان الأحجي أن تتفكروا و تتدبروا...(أم علي قلوب أقفالهآ (24))؟!. [29] .

قال أبوعبدالله الزبادي: «لما سم المتوكل نذر ان رزقه الله العافية أن يتصدق بمال كثير.

فلما عوفي اختلف الفقهاء في المال الكثير، فقال له الحسن - حاجبه -: ان أتيتك يا أميرالمؤمنين بالصواب، فمالي عندك؟.

قال: عشرة آلاف درهم، و الا ضربتك مئة مقرعة.

قال: قد رضيت.

فأتي أباالحسن عليه السلام فسأله عن ذلك فقال: قل له يتصدق بثمانين درهما.

فأخبر المتوكل؛ فسأله ما العلة؟.

فأتاه فسأله. قال - عليه السلام -: ان الله تعالي قال لنبيه صلي الله عليه و آله و سلم (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) [30] فعددنا مواطن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فبلغت ثمانين موطنا.

فرجع اليه فأخبره، ففرح و أعطاه عشرة آلاف درهم». [31] .



[ صفحه 156]



فلله هذه البديهة العجيبة التي تعطي صورة واضحة عن غزير علم الامام الذي أخذ الحكم من الآية الكريمة، لأن الله عز اسمه لم يضع في كتابه الكريم شيئا الا و له مدلول خاص أو عام، و قد أنزل سبحانه عبارة (مواطن كثيرة) في الآية منزل (ثمانين موطنا)... فتبارك الذي اصطفاه حجة علي الخلق و لم يغيب عنه حكما و لا حجب علما!.

و لو اجتمع مع الخليفة و زراؤه و قضاته و سائر المستكبرين، علي قطع الامام سلام الله عليه بمسألة ما قطعوه و لا و صلوا الي ادراك ما هو عليه من العلم و الفضل، لأن علمه من علم الله تعالي الذي لا ينفد؛ و فضله عطاء الهي و عطاء الله تعالي ليس له حد... ولكنهم لا يريدون أن يستوعبوا هذا المعني فيه سلام الله عليه، و لا في نيتهم أن يعترفوا بما خلعه الله سبحانه عليه من عظمته التي لا يقوم لها شي ء، بالغا ما بلغ ذلك الشي ء من الجبروت و الاستكبار. فقد انتدبه تعالي لأن يكون أحد حملة أحكامه في الأرض، و جعله الناطق بكتابه و بسنة نبيه دون سائر من لاث عمامة و أسبل لحية عريضة و ليس ثوبا دينيا فضفاضا، و تصدي للحكم في الدماء و الأموال و الأعراض!.

و قال جعفر بن رزق الله: «قدم الي المتوكل رجل نصراني فجر بامرأة مسلمة، فأراد أن يقيم الحد عليه فأسلم. فقال يحيي بن أكثم: الايمان يمحو ما قبله. - قد هدم ايمانه شركه و فعله -. و قال بعضهم: يضرب ثلاثة



[ صفحه 157]



حدود... و قال بعضهم: يفعل به كذا و كذا... فكتب المتوكل الي علي بن محمد يسأله.

فلما قرأ الكتاب كتب: يضرب حتي يموت.

فأنكر يحيي، و أنكر فقهاء العسكر ذلك فقالوا: يا أميرالمؤمنين: سله عن ذلك، فانه شي ء لم ينطق به كتاب و لم يجي ء به سنة.

فكتب اليه: ان الفقهاء قد أنكروا هذا و قالوا: لم يجي ء به سنة و لم ينطق به كتاب. فبين لنا لم أوجبت علينا الضرب حتي يموت؟.

فكتب اليه: (بسم الله الرحمن الرحيم فلما رأوا بأسنا قالوا ءامنا بالله وحده و كفرنا بما كنا به مشركين (84) فلم يك ينفعهم ايمانهم لما رأوا بأسنا...) [32] .

قال: فأمر المتوكل فضرب حتي مات» [33] .

فيا قضاة الأثواب الزاهية المعطرة: ما أدراكم بما نطق به الكتاب و جاءت به السنة و أنتم في حالة تخمة من أطايب الطعام جعلت أفكاركم تختبط و عقولكم تختلط؟!. و لكاني بأثوابكم لم يفح منها شذا الطيب و العطر بعد أن غرقت بعرق الخيبة و الفشل و انتشرت منها روائح الكروش التي يتكدس فيها الحرام فوما بعد يوم، حين نزل حكم الله تعالي علي رؤوسكم نزول الصاعقة الماحقة!. فقوموا بروائح نتن جهلكم الذي تريدون أن تقابلوا به علم الله المتجلي علي لسان عبده الصادع بأمره الناطق بوحيه.

لقد غلطتم جدا حين اعتمدتم علي أن القاضي اذا أصاب فله حسنتان،



[ صفحه 158]



و اذا أخطأ فله حسنة، لأن النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال:

«من أفتي الناس بغير علم، فليتبؤا معقده من النار!» [34] فالحسنتان عند اصابة الحكم، و الحسنة عند الخطأ، مشروطة بالعلم و موازين الحكم و كيفية استنباطه من القرآن و السند وفق قواعد أصولية و أوامر فقهية يقطع بموجبها الحاكم في حكمه... و الا فلا حكم و لا حاكم في ميزان الشرع الشريف عند من يحكم بغير علم و لا فقه و عينه علي الرغيف!.

و عن موسي بن بكر أن أباالحسن عليه السلام، قال: «من أفتي الناس بغير علم، لعنته ملائكة الأرض و ملائكة السماء» [35] .

و ان أميرالمؤمنين عليه السلام حين ولي القضاء لشريح قال: «يا شريح، قد جلست مجلسا لا يجلسه الا نبي، أو وصي نبي، أو شقي» [36] و بناء علي ذلك لا يكون القضاء في الدين - بعد وفاة النبي - الا للامام أو لنوابه من العلماء المجتهدين الذين يستنبطون الأحكام الشرعية من أدلتها القطعية - من الكتاب و السنة -. و هيهات أن تجد من كانت عنده هذه الملكة من آلاف و آلاف المعممين الذين يعرف «العالم» منهم بعض فتاوي الشرع، و يجهل أدلتها تمام الجهل!. فوقوفكم في وجه فقه الامام عليه السلام و فضله و ولايته، مصداق لقول عزوجل: (أفمن كان علي بينة من ربه - و هو الامام - كمن زين له سوء علمه و أتبعوا أهوآءهم (14) [37] و هم أنتم و جميع من لف لفكم من عبيد البطون و الفروج و لذائذ الحياة.

و أنت يا سلطان هذه الزمرة المزينة لك حسن ما أنت فيه، تسمع



[ صفحه 159]



و تري... و تستحق الشفقة - لو كانت تجوز عليك الشفقة - لأنك محاط بأبالسة موسوسين يعج بهم قصرك، و الواحد منهم يكفي لاطغاء المرء و الباسه ثوبه مقلوبا... و لكنك شيخهم، و أصابعك تحركهم و تملي لهم، و طمعهم بما في يديك من المال و الجاه يجتذبهم كما يتجذب الطعام الدسم أفواج الذباب.

و يا فضيلة قاضي قضاة السلطان، و يا زملاءه الذين أنكروا حكم الامام: قد جاء في الخبر الصحيح عن أبي عبدالله - الصادق - عليه السلام قوله: «القضاة أربعة: ثلاثة في النار، و واحد في الجنة:

رجل قضي بجور و هم يعلم، فهو في النار.

و رجل قضي بجور و هو لا يعلم، فهو في النار.

و رجل قضي بالحق و هو لا يعلم، فهو في النار.

و رجل قضي بالحق و هو يعلم، فهو في الجنة» [38] .

و قد روي أنس بن مالك أن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم قال:

«لسان القاضي بين جمرتين من نار حتي يقضي بين الناس، فاما الي الجنة، و اما الي النار» [39] .

(فاقض مآ أنت قاض اما تقضي هذه الحيوة الدنيآ (72) [40] يا يحيي بن أكثم، و يا جميع المائلين عن الحق المجانبين للامام المفترض الطاعة!

أجل، كان المتوكل علي حقده، و مع هؤلاء و أمثالهم يعمل جاهدا في



[ صفحه 160]



اطفاء نور الله في امامنا الشاب الذي رصدته القدرة الالهية لهداية الناس و احقاق الحق و ابطال الباطل... وسها عن باله أن حربه كانت حربا لمشيئة الله عزت قدرته، و تعديا علي أوليائه، و انتهاكا لحرماته... و غاب عن ذهنه أنه أعجز من أن يطفي ء نور الشمس و أنه لا يخرق الأرض و لا يبلغ الجبال طولا، و أن له من واسع سلطانه موضع قبر ليست رقدته فيه بمريحة، و أنه... و أنه تأمر علي المسلمين باسم الاسلام و كان يجتهد في الكيد لنقلة الشرع و تراجمة الوحي... ثم استجاز لنفسه اختيار الوزير، و المشير، و القاضي، و الموظف ليوطدوا له سلطانه... و وقف في وجه اختيار الله سبحانه لواحد من خلفائه في أرضه و ملكوته الواسع!!!

و أنا لا أعرف كيف كان هو و أسلافه يعللون حربهم الشعواء لأهل بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و هم يحكمون باسمه و يدعون أنهم علي دينه الذي جاء به عن ربه!. و لم أهتد الي تبرير لعداوتهم الضارية لأهل الدين، و هم «أمراء مؤمنين»!. و لا أعرف لهم عذرا بين يدي سلطان السلاطين في قتل أبناء علي سوي اطفاء نور الله في من خلقوا من نوره!.

لقد نزل هذا المتوكل مع الشيطان الي الدرك الأسفل من الضعة، و سلك مسلك أبناء الأزقة في محاولاته الدنيئة للتصغير من مقام أبي الحسن الهادي عليه السلام، فما ازداد الا رفعة و كرامة، لأنه لا واضع لما رفع الله، و لا رافع لما وضعه سبحانه... فقد قال أبوالطيب المثني يعقوب بن ياسر (المديني):

«كان المتوكل يقول: و يحكم، قد أعياني أمر ابن الرضا، وجهدت أن يشرب معي و ينادمني، فامتنع. وجهدت أن أجد فرصة في هذا المعني فلم أجدها!.



[ صفحه 161]



فقال له بعض من حضر: ان لم تجد من ابن الرضا ما تريده في هذه الحال، فهذا أخوه موسي - المبرقع - قصاف عزاف - أي شارب للخمر، لاه بآلات الطرب - يأكل و يشرب، و يعشق و يتخالع. فأحضره و أشهره فان الخبر يشيع - يسمع - عن ابن الرضا بذلك، فلا يفرق الناس بينه و بين أخيه، و من عرفه أتهم أخاه بمثل فعاله.

فقال المتوكل: اكتبوا باشخاصه مكرما، و جيئوا به حتي نموه به علي الناس و نقول: ابن الرضا.

فكتب اليه فأشخص مكرما... فتقدم المتوكل - أي أمر - بأن يتلقاه جميع بني هاشم، و القواد، و سائر الناس، و عمل علي أنه اذا وافي - وصل - أقطعه قطيعة - و هبه ضيعة يأكل غلالها - و بني فيها و حول اليه الخمارين و القيان - المغنيات - و تقدم بصلته و بره و أفرد له منزلا سريا - عليا - يصلح أن يزوره هو فيه.

فلما وافي موسي تلقاه أبوالحسن عليه السلام في قنطرة وصيف - و هو موضع يتلقي فيه القادمون - فسلم عليه و وفاه حقه، ثم قال له: ان هذا الرجل - أي المتوكل - قد أحضرك ليهتكك و يضع منك، فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط، و اتق الله يا أخي أن ترتكب محظورا - محرما-.

فقال له موسي: و انما دعاني لهذا، فما حيلتي؟!.

قال عليه السلام: فلا تضع من قدرك، و لا تعص ربك، و لا تفعل ما يشينك، فما غرضه الا هتكك.

فأبي عليه؛ فكرر عليه أبوالحسن القول والوعظ، و هو مقيم - مصمم - علي خلافه...



[ صفحه 162]



فلما رأي أنه لايجيب قال: أما ان المجلس الذي تريد الاجتماع معه عليه، لا تجتمع أنت و هو أبدا!.

قال: فأقام موسي ثلاث سنين يبكر كل يوم الي باب المتوكل، فيقال له: قد تشاغل اليوم فرح، فيروح. و يبكر فيقال له: قد سكر، فبكر. و يبكر فيقال له: قد شرب دواء. فما زال علي هذا ثلاث سنين حتي قتل - المتوكل - و لم يجتمع مع علي شراب!» [41] فمن أهم آيات الامام عليه السلام في هذه المناسبة أنه أخبر أخاه بعدم التوفيق للاجتماع مع الخليفة علي مائدة شراب... فكان كما أخبر...

و من المفروض - مبدئيا - أن يقيم خليفة المسلمين الحد علي شارب الخمر!.

و المأمول منه أن لا يشربها هو علي الأقل اذا فسدت رعيته بأكملها!.

فما بال هذا الخليفة يشربها و يدعو اليها؟!... و سلوه معي: لم أعياه أمر ابن الرضا عليه السلام، و لم يعيه أقامة حدود الله و اشاعة العدل في سلطانه؟!.

أو لم يكن الأجدر به أن يجتهد في رفع قدر نفسه الي موازاة قدر من هو أرفع منه و أشرف ليكون لائقا بامارة المؤمنين؟!!

و هلا كان عليه أن يجاهد نفسه في محاولة ترك السكر و ارتكاب المعاصي و الآثام... و هو يدعي اعتناق الاسلام، و يتقمص خلافة النبي صلي الله عليه و آله و سلم؟!. و ما باله لم يتعب نفسه في تقوي الله و امتثال أوامره بمقدار ما



[ صفحه 163]



امتثل أمر نفسه الأمارة بالسوء، و أمر الهمازين المشائين الذين قادوه بلحيته الي حتف فتح عليه باب آخرة لا أسوا و لا أشد عذابا منها؟!!

كان الأليق به أن يعيا باصلاح نفسه، لا بمحاولة افساد امام منصب من ربه، معصوم عن الزلل و الخطل!. ولكن العباسيين كانوا يرون أن الملك عقيم، و اختاروا بسبيله النار و غضب الجبار... فأين كان منهم العقل، و الفهم، و الحكمة؟!. لقد أخطأوا حين لم يكونوا أمراء مؤمنين بمقدار ما كانوا فراعنة مترببين... و نفخوا في رماد و عثير فكانت عاقبتهم عاقبة من تفرعن و تربب و تجبر... و ما استطاعوا أن يطفئوا قرص الشمس، و لا أن يمنعوا حرارتها عن الأحياء، و لا أن يمنعوا الهواء عن أن يتنفسه الولي و العدو علي السواء، و لم ينزلوا المطر اذا انحبس، و لا أوقفوه حين انبجس، و لا وقفوا في وجه خالق الكائنات و لا ملكوا عطاء الله و لا منعه و لا ضره و لا دفعه... بل تجرأوا علي مآثم تهتز منها الأرض و ترتج... و ذهبوا بأوزار ذلك كله...

قال أبومحمد الفحام، بالاسناد الي سلمة الكتاتب - في قصر الخليفة-:

«قال خطيب يلقب بالهريسة للمتوكل. ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله أنت بنفسك في علي بن محمد، فلا يبقي في الدار الا من يخدمه، و لا يتعبونه بشبل ستر و لا فتح باب!. و هذا اذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للأمر- أي للخلافة- ما فعل به هذا... دعه اذا دخل يشيل الستر لنفسه، و يمشي كما يمشي غيره، فتمسه بعض الجفوة!.

فتقدم - أي أمر - المتوكل أن لا يخدم و لا يشال بين يديه ستر...



[ صفحه 164]



و لم يكن أحد كالمتوكل يهتم بالخبر - أي يعطي أذنه للوشاة و النمامين و رجال الاستخبارات -.

قال: فكتب صاحب الخبر اليه: ان علي بن محمد دخل الدار فلم يخدم و لم يشل أحد بين يديه سترا، فهبت هواء رفع الستر له، فدخل!.

فقال المتوكل: اعرفوا خبر خروجه.

فذكر صاحب الخبر هواء خالف ذلك الهواء، شال الستر له حتي خرج!.

فقال - المتوكل -: ليس نريد هواء يشيل الستر!. شيلوا الستر بين يديه» [42] .

و في تخريج أبي سعيد العامري، رواية عن صالح بن الحكم بياع السابري، قال:

«و كنت واقفيا - غير قائل بامامة ابن الرضا عليه السلام - فلما أخبرني حاجب المتوكل بذلك - أي بشيل الهواء للستر حال دخول الامام - أقبلت أستهزي ء به، اذ خرج أبوالحسن، فتبسم في وجهي، من غير معرفة بيني و بينه، و قال:

يا صالح، ان الله تعالي قال في سليمان: (فسخرنا له الريح تجري بأمره رخآء حيث أصاب (36)) [43] و نبيك و أوصياء نبيك أكرم علي الله من سليمان.

قال صالح: و كأنما انسل من قلبي الضلالة: فتركت الوقف» [44] - أي قال بامامته عليه السلام -.



[ صفحه 165]



فيا أيها الخطيب الملقب بالهريسة: لو لم يكن عقلك مختبطا مختلطا كما يختبط و يختلط لحم الهريسة بمائها و برها و دهنها و ملحها، لما لقبوك بهذا اللقب الذي هو علي وزن الفطيسة!. و الله تعالي قد علم باشفاقك علي سيدك الذي يملأ يطنك، و لقاك خزيا و أنت في المجلس ذاته... ثم علم بمكيدة سيدك و بما بيته من احتقار ولي الله، فسخر له الريح تجري بأمره، ليطلع الناس علي سره... و هو سبحانه يرقب الأفاكين (و هو معهم اذ يبيتون ما لا يرضي من القول و كان الله بما يعملون محيطا (108) [45] فأطلع وليه علي ما بيتوا له، فأراهم آيات ربهم التي فضحت مكيدتهم!.

و لا يخفي أن الامام عليه السلام قد عرف ما في نفس صالح بن الحكم، و علم استهزاء بخبر الحاجب عن هبوب ريح شالت الستر بين يديه، و عرف - أيضا- أن صالح بن الحكم وقف يتفحص ذلك بنفسه حين خروجه، ففجأه بذكر اسمه الذي كان يعتقد صالح أن لا يعرفه، ثم أردف بذكر الآية البينة و الحجة الدامغة، فانتزع الحيرة من نفسه ورده الي جادة الصواب و الاعتراف بالحق لأهله...

فما بال الخليفة... «طويل الأذنين» من شدة اهتمامه بالأخبار التي يأتيه بها حاكة الدسائس، لا تنسل من قلبه الضلالة حين يري الآيات و المعجزات؟!. لقد ألهاه اهتمامه بالحط من شأن سفير الله... فضل عن الحق ضلالا كبيرا، و خسر خسرانا مبينا...

و لو أنه استفاد من فهمه و علمه و عقله، تقرب الامام و أدناه، و أجله و تفداه بحق و حقيقة، لظهور علمه و فضله، و بقرب منزلته من ربه، و كرمي لعيني جده صلي الله عليه و آله و سلم، و هو ينزو علي منبره كما نزا القردة من الأمويين



[ صفحه 166]



و العباسيين... و لو فكر بعين البصيرة لسلكه مسلكا يخلصه غدا من زبانية جهنم و ملائكة العذاب حين يدعون «المتأمر» علي الناس باسم رسول الله، بغير استحقاق، الي نار جهنم دعا، لأنه قعد مقعدا يغضب الله، و سار سيرة تستنزل النقمة...

و روي أن أبامحمد الفحام قال:

«دخل - الامام عليه السلام - علي المتوكل يوما، فسأل المتوكل ابن الجهم: من أشعر الناس؟. فذكر شعراء الجاهلية و الاسلام.

فقال المتوكل: يا أباالحسن، من أشعر الناس؟.

قال: فلان بن فلان [46] حيث يقول:



لقد فاخرتنا من قريش عصابة

بمد خدود، و امتداد أصابع



فلما تنازعنا القضاء، قضي لنا

عليهم بما فاهوا، نداء الصوامع



ترانا سكوتا، و الشهيد بفضلنا

عليهم، جهير الصوت في كل جامع



فان رسول الله، أحمد، جدنا

و نحن بنوه كالنجوم الطوالع.



قال - المتوكل -: و ما نداء الصوامع يا أباالحسن؟.

قال - عليه السلام -: أشهد أن لا اله الا الله، و أشهد أن محمدا رسول الله. جدي أم جدك؟!.

فضحك المتوكل كثيرا ثم قال: هو جدك، لا ندفعك عنه» [47] .



[ صفحه 167]



و انه لضحك الممثل البارع علي خشية المسرح، لأنه انتزعه من قلبه العامر بالحقد انتزاعا، اذ علم ما قصده أبوالحسن عليه السلام من مدح... و قدح!. ولكنه ضحك كانت تظهر فيه صورة التكشير عن الأنياب الناقعة بالسم بوضوح... و ليس أجرأ علي الله من «خليفة مسلمين» يفتعل مجلس عبث و لهو و مفاضلة بين الشعراء، لينزل الامام الي نقاش تافه ليس من وظيفته السماوية، و ليوقفه بمقابل علي بن الجهم الذي كان أشد الناس عداوة لأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و أبنائه عليهم السلام؛ ثم يحاول أن يجعل منه سميرا من سمار القصر و نديما من ندماهن موائد القصف!. ولكن الامام عرف كيف يطعنه في الصميم، حين تلا أبياتا من الشعر أذلت نفسه في عين نفسه، ولوت كبرياءه و عنجهية آبائه الذين اتخذوا مال الله دولا و عباده خولا، و زيف الكبرياء و العزة حين تكونان لغير الله و رسوله، و بغير الدين و طاعة رب العالمين.

و مما لا شك فيه أننا اذا اتهمنا المتوكل بالغباء، نكون من أغبي الأغبياء... ولكننا نحار في تصرفاته التي انحصرت في الغض من جاه الامام، مع علمه بما هو عليه من العناية الربانية.

فانه قد عرض اليه بالسوء كثيرا، و واقعه مرارا، و نازل قدرة الله تعالي فيه مرارا و تكرارا... فقد ذكر المحقق الاربلي «أنه عرض عسكره - و هم تعسون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسر من رأي - و أمر كل فارس أن يملأ مخلاة فرسه طينا، و يطرحوه في موضع واحد - بعضه فوق بعض في وسط برية واسعة هناك - فلما فعلوا صار مثل جبل عظيم؛ و اسمه تل المخالي.

و صعد هو فوقه، و استدعي أباالحسن عليه السلام، و استصعده و قال: انما



[ صفحه 168]



طلبتك لتشاهد خيولي... و كانوا قد لبسوا التجافيف - دروع الخيل - و حملوا السلاح، و قد عرضوا بأحسن زينة، و أتم عدة، و أعظم هيئة... و كان غرضه أن يكسر قلب كل من يريد أن يخرج عليه؛ و كان يخاف من أبي الحسن أن يأمر أحدا من أهل بيته بالخروج علي الخليفة.

فقال أبوالحسن صلوات الله عليه: فهل أعرض عليك عسكري؟!.

قال: نعم.

فدعا الله سبحان، فاذا بين السماء و الأرض من المشرق الي المغرب ملائكة مدججون - لا بسون للسلاح - فغشي علي المتوكل!.

فلما أفاق، قال له أبوالحسن: نحن لا ننافسكم في الدنيا، فانا مشغولون بالآخرة. فلا عليك شي ء مما تظن» [48] .

ولكن، أني لقولة الامام أن تدخل الي سمع خليفة أعطي أذنيه للوشائين و وضع لحيته في أيدي المشائين بنميم!. و أني لها أن تدخل بسهولة الي قلبه المظلم، فان الكره لا ينقلب الي حب علي الماشي عند عبدة الدنيا، و الخليفة هذا محاط بكذبة يزينون له الأمور، و يضعون رأسه في سعير التنور!.

فدلوني متي كان هذا «المتوكل» متوكلا علي الله أثناء خلافته، و قبلها؟!!



[ صفحه 169]




پاورقي

[1] ابن السكيت هو يعقوب بن اسحاق النحوي المعروف المتوفي سنة 245 ه. و كان سبب موته أنه اتصل بالمتوكل فقال له: أيهما أحب اليك: المعتز و المؤيد، أو الحسن و الحسين؟. فتنقص ابن السكيت ابني المتوكل، و ذكر الحسن و الحسين عليهماالسلام بما هما أهل له، فأمر الأتراك فداسوا بطنه فحمل الي داره فمات رحمه الله... أنظر التاريخ الكامل لابن الأثير: ج 5 ص 300. و تجد حديثه مع الامام عليه السلام في الكافي: م 1 ص 124 أيضا.

[2] المصدر السابق.

[3] في سنة 240 ه. عزل يحيي بن أكثم عن القضاء، و قبض منه ما مبلغه خمسة و سبعون ألف دينار و أربعة آلاف جريب في البصرة، كما في الكامل لابن الأثير: ج 5 ص 294. و هذه هي نوعية قضاة الشرع الذين كانوا يأكلون مال الله و مال عباده.

[4] و قيل أعطاها لابن السكيت، فأملي الامام عليه السلام أجوبتها عليه، و ما ذكرناه هو الأصح.

[5] النمل: 40.

[6] يوسف: 100.

[7] يونس: 94.

[8] لقمان: 27.

[9] الزخرف: 71.

[10] الشوري: 50.

[11] الطلاق: 2.

[12] النمل: 40.

[13] يوسف: 101.

[14] يونس: 94.

[15] آل عمران: 61.

[16] لقمان: 27 و في مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 404 أن يحيي بن أكثم سأل أباالحسن عليه السلام عن قوله: (سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله) قال: هو كذلك... الخ. و كذلك في الاجتجاج: ج 2 ص 454.

[17] طه: 115.

[18] الشوري: 50.

[19] الفرقان: 69 - و 70.

[20] هو الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزي الأسد، و هو ابن صفية بنت عبدالمطلب، عمة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، كما أنه ابن أخي خديجة بنت خويلد رضي الله تعالي عنها التي هي زوج الرسول (ص). و قد شهد حرب الجمل و قاتل فيها عليها عليه السلام، فذكره قول رسول الله (ص) اليه: لتقاتلنه و أنت له ظالم، فذكر ذلك و انصرف عن القتال، فنزل بوادي السباع فأتاه ابن جرموز فقتله و جاء بسيفه و رأسه الي علي عليه السلام فقال: هذا سيف طالما جلا الكرب عن رسول الله (ص)!. بشر قاتل ابن صفية بالنار، و ذلك أن ابن جرموز استأذن في الدخول علي علي عليه السلام، فلم يأذن له و قال للآذن ذلك القول. فقال ابن جرموز:



أتيت عليا برأس الزبير

أرجو لديه به الزلفه



فبشر بالنار اذ جئته

فبئس البشارة و التحفه



و سيان عندي قتل الزبير

وضرطة عنز بذي الجحفه.

[21] ص: 39.

[22] بحار الأنوار: ج 50 من ص 164 الي ص 172 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 م ص 403 الي ص 405 و تحف العقول: من ص 476 الي ص 481 و حلية الأبرار: ج 2 من ص 441 الي ص 446.

[23] المصدر السابق.

[24] النساء: 108.

[25] البقرة: 15.

[26] الفرقان: 27.

[27] بحارالأنوار: ج 50 ص 214 نقلا عن كتاب الاستدراك عن ابن قولويه.

[28] الأعراف: 118 - و 119.

[29] محمد: 24.

[30] براءة: 25.

[31] بحارالأنوار: ج 50 ص 163 - 162 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 402 و الاحتجاج: ج 2 ص 454 - 453 و تحف العقول: ص 481 و في الكافي: م 1 ص 463 عن علي بن ابراهيم، عن أبيه بلفظ آخر. و في معاني الأخبار: ص 218 روي عن الامام الصادق عليه السلام أنه قال في رجل نذر أن يتصدق بمال كثير: الكثير: ثمانون فما زاد، لقول الله تبارك و تعالي: (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) و كانت ثمانين موطنا. و هو في تذكرة الخواص: ص 374 مروي عن يحيي بن هرثمة مع زيادة حيث أكرم المتوكل الامام عليه السلام و أرسل له مالا جزيلا يتصدق به هو أيضا بما أحب. و هو في حلية الأبرار: ج 2 ص 448 - 447 مع فرق بسيط.

[32] الآيتان في غافر: 85 - 84 و أنظر الاحتجاج: ج 2 ص 454 و بحارالأنوار: ج 50 ص 172 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 406 - 405 و حلية الأبرار: ج 4 ص 447.

[33] المصدر السابق.

[34] الوسائل: م 18 ص 16.

[35] المصدر السابق.

[36] الوسائل: م 18 ص 7.

[37] محمد: 14.

[38] الوسائل: م 18 ص 11.

[39] الوسائل: م 18 ص 157.

[40] طه: 72.

[41] الارشاد: ص 312 و كشف الغمة: ج 3 ص 171 و اعلام الوري: ص 346 - 345 و بحارالأنوار: ج 50 ص 160 - 159 و الكافي: م 1 ص 502 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 410 - 409 و مدينة المعاجز: ص 541 و حلية الأبرار: ج 2 ص 459 - 458.

[42] بحارالأنوار: ج 50 ص 128 و ص 203 بلفظ قريب، و هو في مدينة المعاجز: ص 542 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 407 - 406 ملخصا.

[43] ص: 36.

[44] بحارالأنوار: ج 50 ص 204 - 203 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 407.

[45] النساء: 108.

[46] هو الحماني، من تميم، من العدنانية: أبوزكريا، يحيي بن عبدالرحمان بن ميمون الكوفي.

[47] بحارالأنوار: ج 50 ص 129 - 128 و ص 191 - 190 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 406 و مدينة المعاجز: ص 542.

[48] الأنوار البهية: ص 245 - 253 و كشف الغمة: ج 3 ص 185 و بحارالأنوار: ج 50 ص 156 - 155 و مدينة المعاجز: ص 551 و حلية الأبرار: ج 2 ص 476 - 475.