بازگشت

بعض أصحابه و رجاله


بابه عليه السلام و بوابه: عثمان بن سعيد العمري، و ابنه محمد بن عثمان. و قد بقيا في أعلي مراتب الولاء و أسمي درجات الثقة حتي كانا من رجال ابنه الامام العسكري، و حفيده الحجة المنتظر عجل الله تعالي فرجه، و من نوابهما، رضي الله تعالي عنهما و أرضاهما.

و من و كلائه: جعفر بن سهيل الصيقل [1] ، و أبو علي بن راشد؛ فعن محمد بن عيسي قال:

«كتب أبوالحسن العسكري الي الموالي ببغداد و المدائن و السواد و ما يليها:

قد أقمت أبا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه و من قبله من وكلائي، و قد أوجبت في طاعته طاعتي، و في عصيانه الخروج الي عصياني؛ و كتبت بخطي» [2] .

كما أنه ورد بحقه رحمه الله ما عن محمد بن الفرج الذي قال:



[ صفحه 336]



كتب اليه يسأله عن أبي علي بن راشد، و عن عيسي بن جعفر، و عن بن بند؟.

و كتب الي: ذكرت ابن راشد رحمه الله؛ انه عاش سعيدا، و مات شهيدا. و دعا لابن بند، و العاصمي. و ابن بند ضرب بعمود و قتل. و ابن عاصم ضرب بالسياط علي الجسر، ثلاثمئة سوط و رمي به في الدجلة!» [3] .

فتصور هذا الظلم الغاشم لأولياء الله و حملة كلمة الحق الي الناس!!!

و قال محمد بن عيسي اليقطيني:

«كتب عليه السلام الي علي بن بلال في سنة اثنتين و ثلاثين و مئتين:

بسم الله الرحمن الرحيم

أحمد الله اليك، و أشكر طوله و عوده، و أصلي علي محمد النبي و آله صلوات الله و رحمته عليهم. ثم اني أقمت أبا علي مقام حسين بن عبد ربه، فائتمنه علي ذلك بالمعرفة بما عنده و الذي لا يقدمه أحد.

و قد أعلم أنك شيخ ناحيتك، فأحببت أفرادك و اكرامك بالكتاب بذلك. فعليك بالطاعة له، و التسليم اليه جميع الحق قبلك، و أن تحض موالي علي ذلك، و تعرفهم من ذلك ما يصير سببا الي عونه و كفايته، فذلك توفير علينا و محبوب لدينا، و لك به جزاء من الله و أجر، فان الله يعطي من يشاء أفضل الاعطاء و الجزاء، برحمته... أنت في وديعة الله. و كتبت بخطي، و أحمد الله كثيرا» [4] .

و عن أحمد بن محمد بن عيسي قال:



[ صفحه 337]



«نسخة الكتاب مع ابن راشد الي جماعة الموالي الذين هم ببغداد، المقيمين بها، و المدائن، و السواد، ما يليها:

أحمد الله اليكم ما أنا عليه من عافيته و حسن عائدته، و أصلي علي نبيه و آله أفضل صلواته و أكمل رحمته و رأفته. و اني أقمت أبا علي بن راشد مقام الحسين بن عبد ربه و من كان قلبه من وكلائي، و صار في منزلته عندي، وليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم، ليقضي حقي. و ارتضيته لكم، و قدمته في ذلك. و هو أهله و موضعه.

فصيروا رحمكم الله الي الدفع اليه ذلك و الي، و أن لا تجعلوا له علي أنفسكم علة. فعليكم بالخروج عن ذلك و التسرع الي طاعة الله و تحليل أموالكم و الحقن لدمائكم. و تعاونوا علي البر و التقوي، و لا تعاونوا علي الاثم و العدوان، و اتقوا الله لعلكم ترحمون، و أعتصموا بحبل الله جميعا، و لا تموتن الا و أنتم مسلمون [5] فقد أوجبت في طاعته طاعتي، والخروج الي عصيانه الخروج الي عصياني فالزموا الطريق يأجركم الله، و يزدكم من فضله، فان الله بما عنده واسع كريم متطول علي عباده رحيم، نحن و أنتم في وديعة الله، و كتبته بخطي، و الحمد الله كثيرا» [6] .

«و في كتاب آخر - جاء عنه عليه السلام -:

و أنا آمرك يا أيوب بن نوح أن تقطع الاكثار بينك و بين أبي علي، و أن يلزم كل واحد منكما ما و كل به أمر بالقيام فيه بأمر ناحيته؛ فانكم ان انتهيتم الي كل ما أمرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي. و آمرك يا أباعلي بمثل ما



[ صفحه 338]



آمرك به يا أيوب، أن لا تقبل من أحد من بغداد و المدائن شيئا يحملونه، و لا تلي لهم استئذانا علي، و مر من أتاك علي بشي ء من غير أهل ناحيتك اين يصيره الي الموكل بناحيته. و آمرك يا أبا علي بمثل ما أمرت به أيوب، و ليقبل كل واحد ما أمرته به» [7] .

فمن المحمودين عنده عليه السلام أيوب بن نوح بن دراج المذكور، فقد قال عمرو بن سعيد المدائني - الذي كان فطحيا -: «كنت عند أبي الحسن العسكري بصريا اذ دخل أيوب بن نوح و وقف قدامه، فأمره بشي ء، ثم انصرف.

و التفت الي أبوالحسن عليه السلام فقال: يا عمرو، ان أحببت أن تنظر الي رجل من أهل الجنة فانظر الي هذا» [8] .

و منهم علي بن جعفر الهمداني الذي كان فاضلا مرضيا من و كلائه و وكلاء ابنه العسكري عليهماالسلام.

«و قد روي أحمد بن علي الرازي، عن علي بن مخلد الايادي، قائلا:

حدثني أبوجعفر القمي، قال: حج أبوطاهر بن بلال، فنظر الي علي بن جعفر و هو ينفق النفقات العظيمة؛ فلما انصرف كتب بذلك الي أبي محمد عليه السلام.

فوقع في رقعته: قد كنا أمرنا له بمئة ألف دينار، ثم أمرنا له بمثلها فأبي قبوله ابقاء علينا. ما للناس و الدخول من أمرنا فيما لم ندخلهم فيه؟!!



[ صفحه 339]



قال: و دخل - أي علي بن جعفر - علي أبي الحسن العسكري عليه السلام، فأمر له بثلاثين ألف دينار» [9] .

فتصور هذه الثقة الوطيدة بعلي بن جعفر رضوان الله عليه الذي كان من مشايخ الطالبيين و أفاضل فقهائهم!. و هو عم جد امامنا الهادي عليه السلام.

أما منازل هؤلاء الأصحاب المقربين منه، فكانت في غاية الاجلال و الاحترام. فمن ذلك أنه دخل أبو عمرو، عثمان بن سعيد، و أحمد بن اسحاق الأشعري، و علي بن جعفر الهمداني علي أبي الحسن العسكري - و هؤلاء من أجل أصحابه و أصحاب أبيه و ابنه و حفيده عليهم السلام جميعا - فشكا اليه أحمد بن اسحاق دينا عليه.

فقال: يا أباعمرو - و كان وكيله حينذاك -: ادفع اليه ثلاثين ألف دينار، و خذ أنت ثلاثين ألف دينار.

فهذه عطايا لا يقدر عليها الا الملوك، و ما سمعنا بمثل هذا العطا» [10] .

و قد حدث أبوتراب، عبيدالله بن موسي الروياني، عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، قال: «دخلت علي سيدي علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد، بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، فلما بصر بي قال لي:



[ صفحه 340]



مرحبا بك يا أباالقاسم، أنت ولينا حقا.

فقلت: يا بن رسول الله، اني أريد أن أعرض عليك ديني، فان كان مرضيا أثبت عليه حتي ألقي الله عزوجل.

فقال: هات يا أباقاسم.

فقلت: اني أقول: ان الله تبارك واحد ليس كمثله شي ء، خارج عن الحدين: حد الابطال، و حد التشبيه، و أنه ليس بجسم و لا صورة، و لا عرض و لا جوهر، بل هو مجسم الأجسام و مصور الصور، و خالق الأعراض و الجواهر، و رب كل شي ء و مالكه، و جاعله و محدثه. و أن محمدا عبده و رسوله، خاتم النبيين فلا نبي بعده الي يوم القيامة.

و أقول: ان الامام و الخليفة و ولي الأمر من بعده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام: ثم الحسن، ثم الحسين، ثم علي بن الحسين، ثم محمد بن علي، ثم جعفر بن محمد، ثم موسي بن جعفر، ثم علي بن موسي، ثم محمد بن علي، ثم أنت يا مولاي.

فقال عليه السلام: و من بعدي الحسن ابني. فكيف للناس بالخلف من بعده؟!.

فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟.

قال: لأنه لا يري شخصه، و لا يحل ذكره باسمه، حتي يخرج فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما.

فقلت: أقررت، و أقول: ان وليهم ولي الله، و عدوهم عدو الله، و طاعتهم طاعة الله، و معصيتهم معصية الله؛ و أقول: ان المعراج حق، و المساءلة في القبر حق، و أن الجنة حق، و النار حق، و الصراط حق، و الميزان حق، و أن الساعة آتية لا ريب فيها، و أن الله يبعث من في القبور؛



[ صفحه 341]



و أقول: ان الفرائض الواجبة بعد الولاية، الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

فقال علي بن محمد عليهماالسلام: يا أباالقاسم، هذا و الله دين الله الذي ارتضاه لعباده. فأثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الآخرة» [11] .

و من ثقاته: أحمد بن حمزة بن اليسع، و صالح بن محمد الهمداني، و محمد بن جزك الجمال، و يعقوب بن يزيد الكاتب، و أبوالحسين بن هلال، و ابراهيم بن اسحاق، و خيران الخادم، و النضر بن محمد الهمداني.

و شاعراه: العوفي، و الديلمي.

و من مواليه المقربين: السيد الشريف، عبدالعظيم بن عبدالله الحسيني الذي مر ذكره و كان من أجل الأصحاب [12] .

أما أشهر رجاله فهم بحسب الترتيب الهجائي:

ابراهيم بن محمد الهمداني. ابراهيم بن مهزيار الأهوازي و هو من أصحاب أبيه عليه السلام. ابراهيم بن داود اليعقوبي. أبو سليمان (سليم) زنكان. أيوب بن نوح بن دراج. أحمد بن اسماعيل بن يقطين. أحمد بن حمزة بن اليسع القمي. أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري القمي و هو من أصحاب جده و أبيه عليهماالسلام. أحمد بن اسحاق الرازي. أحمد بن هلال العبرتائي. أحمد بن محمد السياري.



[ صفحه 342]



بشر بن بشار النيسابوري الشاذاني.

جعفر بن محمد بن اسماعيل بن الخطاب.

الحسن بن علي الوشا، و هو من أصحاب جده عليه السلام. الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي. الحسن بن راشد (يكني: أبا علي البغدادي). الحسين بن محمد المدائني.

خيران الخادم.

داود بن القاسم الجعفري (أبوهاشم) - داود بن يزيد.

الريان بن الصلت البغدادي.

سليم (سليمان) بن جعفر المروزي. سهل بن يعقوب.

صالح بن محمد الهمداني. صالح بن عيسي.

عبدالعظيم الحسني. عيسي بن أحمد بن عيسي. علي بن مهزيار الأهوازي. علي بن الحسين بن عبد ربه. علي بن بلال البغدادي. علي بن محمد النوفلي. علي بن جعفر (وكيله المذكور). علي بن معد بن معبد (محمد) البغدادي. عبدوس العطار الكوفي. عثمان بن سعيد العمري (يكني: أبا عمرو السمان، و الزيات، خدمه منذ الحادية عشرة من عمره الشريف عليه السلام).

الفتح بن يزيد الجرجاني، الفضل بن شاذان النيشابوري.

قاسم الصيقل.

كافور الخادم.

مسافر (مولاه عليه السلام). محمد بن الفرج الرخجي و هو من أصحاب أبيه عليه السلام. محمد بن سعيد بن كلثوم (و كان متكلما). محمد بن عيسي بن



[ صفحه 343]



عبيد اليقطيني. محمد بن أحمد بن مطهر. محمد بن مروان الجلاب. محمد بن القاسم بن حمزة بن موي العلوي. موسي بن عمر الحضيني. معاوية بن حكيم بن عمار الكوفي.

النضر بن محمد الهمداني.

يحيي بن محمد. يعقوب بن يزيد الكاتب. يعقوب بن منقوش. يعقوب بن اسحاق... و غيرهم، و غيرهم. و من النساء: كلثم الكرخية.

قال مقبل الديلمي: «كنت جالسا علي باب دارنا بسر من رأي، و مولانا أبوالحسن راكب الي دار المتوكل الخليفة. فجاء فتح القلانسي، و كانت له خدمة لأبي الحسن عليه السلام، فجلس الي جانبي و قال: ان لي علي مولانا أربعمئة درهم. فلو أن أعطانيها لا نتفعت بها.

قال: قلت: ما أنت صانع بها؟.

قال: كنت أشتري بمئتي درهم خرقا تكون في يدي أعمل فيها قلانس، و مئتي درهم أشتري بها تمرا فأنبذه نبيذا.

قال: فلما قال لي ذلك أعرضت بوجهي فلم أكلمه لما ذكر لي، و سكت.

و أقبل أبوالحسن عليه السلام علي أثر هذا الكلام، و لم يسمع هذا الكلام أحد و لا حضره.

فلما بصرت به قمت قائما. فأقبل حتي نزل بدابته في دار الدواب و هو مقطب الوجه أعرف الغضب في وجهه.

فحين نزل عن دابته قال لي: يا مقبل، أدخل فأخرج أربعمئة درهم



[ صفحه 344]



و ادفعها الي فتح الملعون و قل له: حقك فخذه فاشتر به خرقا، و اتق الله فيما أردت أن تفعله بالمئتي درهم الباقية.

فأخرجت الأربعمئة درهم فدفعتها اليه و حدثته القصة. و بكي و قال: و الله لا شربت نبيذا و لا مسسكرا أبدا، و صاحبك يعلم ما تعلم» [13] .

و من المذمومين - في أهل عصره عليه السلام - فارس بن حاتم بن ماهويه القزويني، علي ما رواه علي بن جعفر الحميري، قال:

«كتب أبوالحسن العسكري عليه السلام الي علي بن عمرو القزويني بخطه: اعتقد فيما تدين الله به أن الباطن عندي حسب ما أظهرت لك فيمن استنبأت عنه، و هو فارس لعنه الله، فانه ليس يسعك الا الاجتهاد في لعنه، و قصده و معاداته، و المبالغة في أكثر ما تجد السبيل اليه.

ما كنت آمر أن يدان الله يأمر غير صحيح، فجد و شد في لعنه و هتكه و قطع أسبابه، و سد أصحابنا عنه، و ابطال أمره. و أبلغهم ذلك مني، و احكه لهم عني، و اني سائلكم بين يدي الله عن هذا الأمر المؤكد، فويل للعاصي و الجاحد!. و كتبته بخطي ليلة الثلاثاء لتسع ليال من شهر ربيع الأول سنة خمسين و مئتين، و أنا أتوكل علي الله و أحمده كثيرا». [14] .

و بشأن فارس الملعون هذا «قال أبوجنيد: أمرني أبوالحسن العسكري بقتل فارس بن حاتم القزويني، فناولني دراهم و قال: اشتر بها سلاحا و اعرضه علي.

فذهبت فاشتريت سيفا فعرضته عليه.



[ صفحه 345]



فقال: رد هذا، و خذ غيره.

و رددته و أخذت مكانه ساطورا فعرضته عليه.

فقال: هذا: نعم.

فجئت الي فارس و قد خرج من المسجد بين الصلاتين: المغرب و العشاء الآخرة، فضربته علي رأسه فسقط ميتا، و رميت الساطور.

و اجتمع الناس... و أخذت اذ لم يوجد هناك أحد غيري، فلم يروا معي سلاحا و لا سكينا و لا أثر الساطور، و لم يروا بعد ذلك، فخليت».

و مما لا شك فيه أن هذا الملعون الذي قتل بأمر الامام قد كان ضالا مضلا قتل بحق لأنه من المفسدين في الأرض.

و الحمد لله رب العالمين...


پاورقي

[1] بحارالأنوار: ج 50 ص 216 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 402.

[2] بحارالأنوار: ج 50 ص 220 و غيبة الشيخ: ص 227.

[3] بحارالأنوار: ج 50 ص 221 و رجال الكشي: ص 502.

[4] بحارالأنوار: ج 50 ص 223 - 222 و رجال الكشي: ص 432.

[5] هذه ليست آية واحدة. و لا هي آيات متتابعات، بل هي من الآيات المتفرقة التي ذكر سلام الله عليه منها اللازم فقط.

[6] بحارالأنوار: ج 50 ص 223 و رجال الكشي: ص 433.

[7] بحارالأنوار: ج 50 ص 224 و رجال الكشي: ص 433.

[8] بحارالأنوار: ج 50 ص 220.

[9] بحارالأنوار: ج 50 ص 216 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 402.

[10] بحارالأنوار: ج 50 ص 173 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 409 و مدينة المعاجز: ص 554 و حلية الأبرار: ج 2 ص 459.

[11] توحيد الصدوق: ص 44 - 43.

[12] بحارالأنوار: ج 50 ص 216 و مناقب آل أبي طالب: ج 4 ص 402.

[13] مدينة المعاجز: ص 544.

[14] بحارالأنوار: ج 50 ص 222 - 221 و مدينة المعاجز: ص 555.