بازگشت

الامامة و القيادة في سنين الطفولة


كما اشرنا من قبل فالامام الهادي (عليه السلام) قد اسند اليه منصب الامامة بعد استشهاد والده الكريم و هو في سن الثامنة من عمره الشريف، و هذا هو بنفسه من اوضح الكرامات و المعجزات، و ذلك لان التصدي لمثل هذا المقام الخطير و المسؤولية الضخمة الالهية ليس فقط لا تتيسر من الأطفال و انما حتي من الرجال العقلاء البالغين، و بما ان علماء الشيعة و محدثيهم يرجعون الي الامام اللاحق بعد استشهاد أو وفاة الامام السابق و يسألونه عن مسائلهم المختلفة، بل و حتي انهم يختبرونه احيانا، و كذا الشخصيات الكبيرة من العلويين و اقارب الامام الذين وصلوا الي سن الكمال كانوا يترددون علي بيت الامام (عليه السلام) و يعاشرونه، فمن المستحيل ان يستطيع طفل - من دون تأييد الله و ارادته و الارتباط بالعلم و القدرة



[ صفحه 26]



الالهية - التصدي لمثل هذا المقام الخطير و اعطاء الأجوبة الصحيحة علي كل تلك الأسئلة و القيادة الناجحة في كل تلك المتعرجات، و من البديهي انه حتي الناس العاديون ايضا يميزون بين الطفل الصغير العادي، و الامام الواعي القائد.

و مثل هذه الظروف قد مرت أيضا علي الامام الجواد عليه السلام، و نحن قد اوضحنا خلال شرحنا لحياة ذلك الامام الكريم انه لا علاقة لمنصب الامامة السماوي - مثل النبوة تماما - بالسن و العمر اطلاقا، لانه يتم بامر الله و ارادته.