بازگشت

عبدالعظيم الحسني


كان من كبار الرواة و العلماء، و له مقام رفيع في الزهد و التقوي، و قد ادرك بعض الأصحاب الكبار للامام السادس و الامام السابع و الامام الثامن عليهم السلام، و هو يعد من أنجب تلامذة الامامين الجواد و الهادي عليهماالسلام و من اشهر الرواة عنهما.

يقول الصاحب بن عباد: كان عبد العظيم الحسني عارفا بشؤون الدين و مطلعا تماما علي المسائل الدينية و احكام القرآن [1] .



[ صفحه 43]



و يقول ابوحماد الرازي: ذهبت الي مجلس الامام الهادي عليه السلام و سألته عن بعض المسائل، و لما اردت الانصراف قال لي الامام: كلما حدثت لك مشكلة فاسأل عنها عبدالعظيم الحسني و ابلغه سلامي [2] .

و قد ارتفع في مدارج الايمان و المعرفة الي الحد الذي قال له الامام الهادي (عليه السلام):

«انت ولينا حقا» [3] .

قال عبدالعظيم بن عبدالله الحسني: «دخلت علي سيدي علي بن محمد (الهادي) بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) فلما بصرني قال لي: مرحبا بك يا اباالقاسم انت ولينا حقا، قال: فقلت له: يابن رسول الله اني اريد ان اعرض عليك ديني فان كان مرضيا ثبت عليه حتي القي الله عزوجل، فقال: هات يا اباالقاسم، فقلت: اني اقول: ان الله تعالي واحد ليس كمثله شي ء خارج من الحدين حد الابطال و حد التشبيه، و انه ليس بجسم و لا صورة و لا عرض و لا جوهر، بل هو مجسم الأجسام و مصور الصور و خالق الأعراض و الجواهر و رب كل شي ء و مالكه و جاعله و محدثه، و ان محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين، فلا نبي بعده الي يوم القيامة و ان شريعته خاتمة الشرائع فلا شريعة



[ صفحه 44]



بعدها الي يوم القيامة، و اقول ان الامام و الخليفة و ولي الأمر بعده أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب عليه السلام ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم علي بن موسي ثم محمد بن علي ثم انت يا مولاي، فقال علي (عليه السلام) و من بعد الحسن ابني فكيف للناس بالخلف من بعده؟ قال: فقلت: و كيف ذاك يا مولاي؟ قال لانه لا يري شخصه و لا يحل ذكره باسمه حتي يخرج فيملأ الارض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا، قال فقلت: اقررت و اقول ان وليهم ولي الله و عدوهم عدو الله و طاعتهم طاعة الله و معصيتهم معصية الله، و اقول ان المعراج حق و المسألة في القبر حق و ان الجنة حق و النار حق و الصراط حق و الميزان حق و ان الساعة آتية لا ريب فيها و ان الله يبعث من في القبور، و اقول ان الفرائض الواجبة بعد الولاية الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر.

فقال علي بن محمد (عليه السلام): يا اباالقاسم هذا و الله دين الله الذي ارتضاه لعباده فاثبت عليه أثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا و في الاخرة» [4] .

و كما يبد و من التاريخ و الروايات فان عبد العظيم عليه السلام قد تعرض لمطاردة حكومة زمانه ففر الي ايران ليصون نفسه من الخطر و اختفي في مدينة الري، و نقرأ في تاريخ حياته:



[ صفحه 45]



«كان عبد العظيم ورد الري هاربا من السلطان و سكن سربا في دار رجل من الشيعة في سكة الموالي و كان يعبد الله في ذلك السرب (حفيرة تحت الأرض) و يصوم نهاره و يقوم ليله و كان يخرج مستترا فيزور القبر المقابل قبره و بينهما الطريق و يقول هو قبر رجل من ولد موسي عليه السلام. فلم يزل يأوي الي ذلك السرب و يقع خبره الي واحد بعد واحد من شيعة آل محمد عليهم السلام حتي عرفه اكثرهم، فرأي رجل من الشيعة في المنام رسول الله صلي الله عليه و آله قال له ان رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي و يدفن عند شجرة التفاح في باغ عبدالجبار بن عبد الوهاب، و اشار الي المكان الذي دفن فيه، فذهب الرجل ليشتري الشجرة و المكان من صاحبها، فقال لأي شي ء تطلب الشجرة و مكانها؟ فأخبره الرؤيا، فذكر صاحب الشجرة انه كان رأي مثل هذه الرؤيا و انه قد جعل موضع الشجرة مع جميع الباغ وقفا علي الشريف و الشيعة يدفنون فيه.

فمرض عبد العظيم و مات رحمه الله فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة فيما ذكر نسبه» [5] .

و قد حدثت وفاة عبد العظيم في مرحلة امامة الهادي عليه السلام، و يمكننا ان نتعرف علي علو شخصية الالهية من خلال هذه الرواية التي ينقلها محمد بن يحيي العطار:

سأل الامام الهادي عليه السلام رجلا من أهالي مدينة الري



[ صفحه 46]



جاءه زائرا فقال له: اين كنت؟

قال: كنت ذاهبا الي زيارة قبر الامام الحسين عليه السلام.

فقال له الامام: كن علي علم بأنك لوزرت قبر عبد العظيم الموجود في مدينتكم لكنت كمن زار قبر الامام الحسين عليه السلام [6] .

و يعد عبد العظيم من أوثق علماء الشيعة و رواتهم في زمان الأئمة عليهم السلام، و قد كان من جملة المؤلفين أيضا، و نقل انه ألف كتابا حول خطب اميرالمومنين (عليه السلام) و كتابا آخر يسمي ب «اليوم و الليلة.» [7] .


پاورقي

[1] عبدالعظيم الحسني، ص 31.

[2] عبدالعظيم الحسني، ص 24.

[3] الأمالي للصدوق، ص 204، المجلس (54).

[4] الأمالي للصدوق، ص 204، المجلس (54).

[5] - جامع الرواة، الجزء الاول، ص 460.

[6] - عبدالعظيم الحسني، ص 63.

[7] عبد العظيم الحسني، ص 63.