بازگشت

الفضل بن شاذان النيشابوري


كان رجلا عظيما و موردا للاعتماد وفقيها كبيرا و متكلما متضلعا. و قد ادرك مجموعة من كبار أصحاب الأئمة، من قبيل محمد بن ابي عمير و صفوان بن يحيي، و عاشرهم ما يناهز الخمسين عاما، و انتفع بمعاشرتهم كما يقول هو: عندما توفي هشام بن الحكم اصبح خليفته يونس بن عبدالرحمان، و عند ما توفي هذا اصبح خليفته



[ صفحه 48]



في رد المخالفين السكاك، و أما الآن فأنا خليفتهم [1] .

و يعده المرحوم الشيخ الطوسي من جملة اصحاب الامام الهادي و الامام العسكري عليهماالسلام، و قد عده بعض علماء الرجال من جملة اصحاب الامام الهادي (عليه السلام) مع انهم اعتبروه ضمن اتباع الامام الجواد و الامام العسكري (عليهماالسلام) ايضا [2] .

و قد ألف الفضل بن شاذان كتبا كثيرة بحيث قال البعض انها تصل الي مائة و ثمانين كتابا، و من جملتها كتاب «الايضاح» الذي هو في علم الكلام و تحليل عقائد اصحاب الحديث، و قد طبعته جامعة طهران في عام (1392) هجري قمري.

و اهتم العلماء الكبار بأقوال و آثار الفضل بن شاذان، و كان العلماء يكتفون بقوله في رد أو قبول الرواة. و أولي المرحوم الكليني عناية خاصة لبعض كلماته و آرائه في كتاب الكافي. و اهتم بها كثيرا المرحوم الصدوق و الشيخ الطوسي كذلك.

يقول مؤلف كتاب «جامع الرواة»: -

«فانه رئيس طائفتنا (نحن الشيعة) اجل اصحابنا الفقهاء و المتكلمين و له جلالة في هذه الطائفة و هو في قدره اشهر من ان نصفه. متكلم فقيه جليل القدر له كتب و مصنفات، روي الكشي عن الملقب بتورا من اهل بوزجان من نيشابور ان ابامحمد الفضل



[ صفحه 49]



بن شاذان كان وجهه الي العراق فذكر انه دخل علي ابي محمد (الامام الحادي عشر) عليه السلام فلما اراد ان يخرج سقط عنه كتاب، و كان من تصنيف الفضل، فتناوله ابومحمد عليه السلام و نظر فترحم عليه و ذكر انه قال اغبط اهل خراسان بمكان الفضل بن شاذان و كونه بين أظهركم [3] .

و في رواية اخري ان كتاب «اليوم و الليلة» - و هو احد كتبه - «عرض علي بن ابي محمد العسكري (عليه السلام) فترحم عليه ثلاثا و قال: انه صحيح ينبغي ان يعمل به» [4] .

و يقول الشهيد الكبير القاضي نور الله الشوشتري فيما يتعلق بالفضل بن شاذان:

كان من اكبر المتكلمين و افضل المفسرين و المحدثين و اعظم و اشرف الفقهاء و المجتهدين و اعيان القرأء و النحاة و اللغويين... [5] .

كان الفضل بن شاذان يعيش في نيشابور ثم نفاه منها الي بيهق امير خراسان عبدالله بن طاهر بذنب التشيع.

و عندما هاج الخوارج في خراسان فقد اضطر الفضل للخروج منها صونا للنفس، و اتعبه الطريق فألم به المرض و فارق الحياة الدنيا في أيام امامة الامام العسكري عليه السلام و دفن في نيشابور القديمة،



[ صفحه 50]



و يقع قبره حاليا علي بعد فرسخ واحد من نيشابور الفعلية، و هو مزار للشيعة يتبركون بقبره [6] .


پاورقي

[1] - منتهي المقال ص 242- مقدمة كتاب الايضاح، ص 3، طبعة جامعة طهران.

[2] - مقدمة الايضاح، ص 9، و ص 86.

[3] - جامع الرواة، ج 2، ص 5.

[4] - منتهي المقال، ص 24- مقدمة الايضاح، ص 87.

[5] - مقدمة الايضاح، ص 2.

[6] منتهي المقال ص 242- مقدمة الايضاح، ص 52 -48.