بازگشت

التحذير عن مجالسة الصوفيين


وحذّر الإمام الهادي(عليه السلام) أصحابه وسائر المسلمين من الاتصال بالصوفيين والاختلاط بهم لأنهم مصدر غواية وضلال للناس، فهم يظهرون التقشّف والزهد لاغراء البسطاء والسذّج وغوايتهم.

فلقد شدّد الإمام الهادي(عليه السلام) في التحذير من الاختلاط بهم حتي روي



[ صفحه 31]



الحسين بن أبي الخطاب قال: كنت مع أبي الحسن الهادي (عليه السلام) في مسجد النبيّ (صلي الله عليه وآله) فأتاه جماعة من أصحابه منهم أبو هاشم الجعفري، وكان بليغاً وله منزلة مرموقة عند الإمام (عليه السلام) وبينما نحن وقوف اذ دخل جماعة من الصوفية المسجد فجلسوا في جانب منه، وأخذوا بالتهليل، فالتفت الإمام إلي أصحابه فقال لهم:

«لا تلتفتوا إلي هؤلاء الخدّاعين فإنّهم حلفاء الشياطين، ومخرّبو قواعد الدين، يتزهّدون لإراحة الأجسام، ويتهجّدون لصيد الأنعام، يتجرّعون عمراً حتي يديخوا للايكاف [1] حمراً، لا يهللون إلاّ لغرور الناس، ولا يقلّلون الغذاء إلاّ لملء العساس واختلاس قلب الدفناس [2] ، يكلّمون الناس باملائهم في الحبّ، ويطرحونهم بإذلالهم في الجب، أورادهم الرقص والتصدية، وأذكارهم الترنّم والتغنية، فلا يتبعهم إلاّ السفهاء، ولا يعتقد بهم إلاّ الحمقاء، فمن ذهب إلي زيارة أحدهم حياً أو ميتاً، فكأنّما ذهب إلي زيارة الشيطان وعبادة الأوثان، ومن أعان واحداً منهم فكـأنّما أعان معاوية ويزيد وأبا سفيان».

فقال أحد أصحابه: وإن كان معترفاً بحقوقكم؟.

فزجره الإمام وصاح به قائلاً: «دع ذا عنك، من اعترف بحقوقنا لم يذهب في عقوقنا، أما تدري أنّهم أخسّ طوائف الصوفية، والصوفية كلهم مخالفونا، وطريقتهم مغايرة لطريقتنا، وإن هم إلاّ نصاري أو مجوس هذه الاُمة، أُولئك الذين يجتهدون في إطفاء نور الله بأفواههم، والله متمّ نوره ولو كره الكافرون» [3] .



[ صفحه 32]




پاورقي

[1] يديخوا: أي يذلوها ويقهروها.

[2] الدفناس: الغبيّ والأحمق، كما في مجمع البحرين: 4 / 71.

[3] حديقة الشيعة للاردبيلي: 602، 603 عن المرتضي الرازي في كتاب الفصول، وابن حمزة في كتاب الهادي الي النجاة كلاهما عن الشيخ المفيد، وعنه في روضات الجنّات: 3 / 134.