بازگشت

المهام الرسالية للأئمة الطاهرين


من هنا تنوعت مهامّ الأئمة الاثني عشر(عليهم السلام) في مجالات شتي باعتبار تعدد العلاقات وتعدّد الجوانب التي كانت تهمّهم كقيادة واعية رشيدة تريد تطبيق الإسلام وحفظه وضمان خلوده للإنسانية جمعاء.

لأنّ الأئمّة مسؤولون عن صيانة تراث الرسول(صلي الله عليه وآله) الأعظم وثمار جهوده الكريمة المتمثلة في:

1 ـ الشريعة والرسالة التي جاء بها الرسول الأعظم من عند الله والمتمثلة في الكتاب والسنة الشريفين.

2 ـ الاُمّة التي كوّنها وربّاها الرسول الكريم بيديه الكريمتين.

3 ـ المجتمع السياسي الإسلامي الذي أوجده النبي محمد (صلي الله عليه وآله) أو الدولة التي أسسها وشيّد أركانها.

4 ـ القيادة النموذجية التي حقّقها بنفسه وربّي لتجسيدها الأكفّاء من أهل بيته الطاهرين.

لكنّ استئثار بعض الصحابة بالمركز القيادي الذي رُشّح له الأئمّة



[ صفحه 73]



المعصومون من قبل الله ورسوله(صلي الله عليه وآله) ونصّ عليهم الرسول(صلي الله عليه وآله) لاستلامه ولتربية الاُمّة من خلاله لم يكن ليمنعهم ذلك من الاهتمام بالمجتمع الإسلامي السياسي وصيانة الدولة الإسلامية من الانهيار بالقدر الممكن لهم بالفعل وبمقدار ما كانت تسمح به الظروف الواقعية المحيطة بهم.

كما أن سقوط الدولة الإسلامية لا يحول دون الاهتمام بالاُمّة كاُمّة مسلمة ودون الاهتمام بالرسالة والشريعة كرسالة إلهية وصيانتها من الانهيار والاضمحلال التام.

وعلي هذا الأساس تنوّعت مجالات عمل الأئمّة الطاهرين(عليهم السلام) جميعاً بالرغم من اختلاف ظروفهم من حيث نوع الحكم القائم ومن حيث درجة ثقافة الاُمّة ومدي وعيها وايمانها ومعرفتها بالأئمّة(عليهم السلام) ومدي انقيادها للحكام المنحرفين ومن حيث نوع الظروف المحيطة بالكيان الإسلامي والدولة الإسلامية ومن حيث درجة التزام الحكّام بالإسلام ومن حيث نوع الأدوات التي كان يستخدمها الحكّام لدعم حكمهم وإحكام سيطرتهم.