بازگشت

اعتقال الإمام الهادي


إن المتوكّل بعد رصده الدائم للإمام وتفتيشه المستمر والمتكرّر لدار الإمام(عليه السلام) أمر باعتقال الإمام (عليه السلام) وزجّه في السجن، فبقي فيه أياماً وجاء لزيارته صقر بن أبي دلف فاستقبله الحاجب وكانت له معرفة به، كما كان عالماً بتشيّعه، وبادر الحاجب قائلاً: ما شأنك؟ وفيم جئت؟

قال صقر: بخير.

قال الحاجب: لعلك جئت تسأل عن خبر مولاك؟

قال صقر: مولاي أمير المؤمنين ـ يعني المتوكل ـ.

فتبسم الحاجب وقال: اسكت مولاك هو الحق (يعني الإمام الهادي(عليه السلام) فلا تحتشمني فإني علي مذهبك.



[ صفحه 109]



قال صقر: الحمد لله.

فقال الحاجب: تحب أن تراه؟

قال صقر: نعم.

فقال الحاجب: اُجلس حتي يخرج صاحب البريد.

ولما خرج صاحب البريد، التفت الحاجب إلي غلامه فقال له: خذ بيد الصقر حتي تدخله الحجرة التي فيها العلوي المحبوس، وخلِّ بينه وبينه.

فأخذه الغلام حتي أدخله الحجرة وأومأ إلي بيت فيه الإمام، فدخل عليه الصقر، وكان الإمام جالساً علي حصير وبازائه قبر محفور قد أمر به المتوكل لارهاب الإمام، والتفت (عليه السلام) قائلاً بحنان ولطف:

يا صقر ما أتي بك؟

قال صقر: جئت لأتعرّف علي خبرك.

وأجهش الصقر بالبكاء رحمة بالإمام وخوفاً عليه:

فقال (عليه السلام): «يا صقر لا عليك، لن يصلوا إلينا بسوء...

فهدّأ روعه وحمد الله علي ذلك، ثم سأل الإمام عن بعض المسائل الشرعية فأجاب عنها، وانصرف مودّعاً للإمام [1] ، ولم يلبث الإمام في السجن إلاّ قليلاً ثمّ أطلق سراحه».


پاورقي

[1] رواه الصدوق في الخصال: 394 ومعالي الأخبار: 135 وكمال الدين ط النجف الأشرف: 365 و ط الغفاري: 382 ح9 ب 37 وعنه الطبرسي في اعلام الوري: 2 / 245. وعن الخصال وعلل الشرائع في بحار الأنوار: 50 / 194.