بازگشت

محاولة اغتيال الإمام الهادي


وقد دبرت السلطة الحاكمة آنذاك مؤامرة لقتل الإمام (عليه السلام) ولكنها لم تنجح فقد روي: أنّ أبا سعيد قال: حدثنا أبو العباس فضل بن أحمد بن اسرائيل



[ صفحه 110]



الكاتب ونحن بداره بسر من رأي فجري ذكر أبي الحسن(عليه السلام) فقال: يا أبا سعيد أحدثك بشيء حدثني به أبي؟

قال: كنا مع المنتصر وأبي كاتبه فدخلنا والمتوكل علي سريره فسلّم المنتصر ووقف ووقفت خلفه وكان إذا دخل رحّب به وأجلسه فأطال القيام وجعل يرفع رجلاً ويضع أخري وهو لا يأذن له في القعود ورأيت وجهه يتغير ساعة بعد ساعة ويقول للفتح بن خاقان:

هذا الذي يقول فيه ما تقول؟ ويرد عليه القول، والفتح يسكته ويقول: هو مكذوب عليه، وهو يتلظي ويستشيط ويقول: والله لاقتلن هذا المرائي الزنديق وهو يدعي الكذب ويطعن في دولتي. ثم طلب أربعة من الخزر أجلافاً ودفع إليهم أسيافاً، وأمرهم أن يقتلوا أبا الحسن إذا دخل وقال: والله لأحرقنه بعد قتله، وأنا قائم خلف المنتصر من وراء الستر، فدخل أبو الحسن وشفتاه تتحركان وهو غير مكترث ولا جازع، فلما رآه المتوكل رمي بنفسه عن السرير إليه، وانكب عليه يقبّل بين عينيه ويديه، وسيفه شقه بيده وهو يقول:

يا سيدي ياابن رسول الله ياخير خلق الله يابن عمي يا مولاي يا أبا الحسن. وابو الحسن(عليه السلام) يقول: اعيذك يا أمير المؤمنين من هذا.

فقال: ما جاء بك يا سيدي في هذا الوقت؟

قال: جاءني رسولك.

قال: كذب ابن الفاعلة.

فقال له: ارجع يا سيدي، يا فتح يا عبيدالله يا منتصر شيعوا سيدكم



[ صفحه 111]



وسيدي، فلما بصر به الخزر خرّوا سجداً، فدعاهم المتوكل وقال: لِمَ لم تفعلوا ما امرتكم به؟

قالوا: شدة هيبته، ورأينا حوله اكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأملهم، وامتلأت قلوبنا من ذلك.

فقال: يا فتح هذا صاحبك وضحك في وجهه.

وقال: الحمد لله الذي بيض وجهه وأنار حجته» [1] .

إنّ هذا النص قد كشف لنا بوضوح عن كل نوازع المتوكل التي تدور حول القتل والحرق للإمام(عليه السلام) فضلاً عن الاتّهام بالزندقة والطعن في دولته.

والمتوكّل بعد كل هذه المحاولات التي باءت بالفشل لم يهدأ له بال وهو يريد إذلال الإمام(عليه السلام) بأي نحو كان، من هنا بادر في يوم الفطر ـ وفي السنة التي قتل فيها ـ الي الأمر بالترجّل والمشي بين يديه قاصداً بذلك أن يترجّل الإمام الهادي (عليه السلام) بين يديه، فترجّل الإمام(عليه السلام) كسائر بني هاشم واتكأ علي رجل من مواليه فأقبل عليه الهاشميون وقالوا: يا سيدنا ما في هذا العالم أحد يستجاب دعاؤه ويكفينا الله به من تعزّر هذا؟ قال لهم أبو الحسن(عليه السلام): في هذا العالم من قلامة ظفره أكرم علي الله من ناقة ثمود، لما عقرت الناقة صاح الفصيل الي الله تعالي فقال الله سبحانه: (تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ذلك وعد غير مكذوب) [2] .


پاورقي

[1] الخرائج والجرائح: 1 / 417 ـ 419 ح 1 ب 11 وعنه في كشف الغمة: 3 / 185.

[2] بحار الأنوار: 50 / 209.