بازگشت

المعتز


(252 ـ 255 هـ)

هو محمد بن المتوكل، ولد سنة (232 هـ)، بويع له وعمره تسع عشرة سنة، ولم يل الخلافة قبله أحد أصغر منه، وهو أول خليفة أحدث



[ صفحه 116]



الركوب بحلية الذهب، فقد كان الخلفاء قبله يركبون بالحلية الخفيفة من الفضّة.

كان المعتز مستضعفاً من قبل الأتراك واُلعوبة بأيديهم. وأول سنة تولي فيها السلطة مات اشناس الذي كان الواثق قد استخلفه علي السلطة وخلف خمسمائة الف دينار، فأخذها المعتز وخلع خلعة الملك علي محمد بن عبد الله ابن طاهر، وقلده سيفين، ثم عزله وخلع خلعة الملك علي أخيه وتوجّه بتاج من ذهب وقلنسوة مجوهرة، ووشاحين مجوهرين وقلده سيفين، ثم عزله من عامه ونفاه إلي واسط، وخلع علي بغا الشرابي وألبسه تاج الملك فخرج علي المعتز بعد سنة فقتل وجيء إليه برأسه.

وفي رجب من هذه السنة خلع المعتز أخاه المؤيد من العهد وضربه وقيده فمات بعد أيام، فخشي المعتز ان يتحدث عنه انه قتله او احتال عليه، فأحضر القضاة حتي شاهدوه وليس به اثر، وكان المعتز مستضعفاً مع الأتراك، فاتفق ان جماعة من كبارهم أتوه وقالوا:

يا أمير المؤمنين اعطنا ارزاقنا لنقتل صالح بن وصيف، وكان المعتز يخاف منهم فطلب من اُمه (قبيحة) مالاً لينفقه فيهم، فأبت عليه وشحّت نفسها، ولم يكن بقي في بيوت المال شيء بينما كانت اُمه تملك الأموال العظيمة، حيث انفقت علي صالح بن وصيف مالاً عظيماً بعد قتله، ولهذا اجتمع الأتراك علي خلعه، ووافقهم صالح بن وصيف، ومحمد بن بُغا، فلبسوا السلاح وجاءوا إلي دار الخلافة فبعثوا إلي المعتز أن اخرج إلينا، فبعث



[ صفحه 117]



يقول: قد شربت الدواء وأنا ضعيف، فهجم عليه جماعة وجرّوا برجله وضربوه بالدبابيس، وأقاموه في الشمس في يوم صائف، وهم يلطمون وجهه ويقولون: اخلع نفسك، ثم احضروا القاضي بن أبي الشوارب والشهود وخلعوه، ثم احضروا من بغداد إلي دار الخلافة ـ وهي يومئذ سامراء ـ محمد ابن الواثق، وكان المعتز قد أبعده إلي بغداد فسلّم المعتز إليه الخلافة وبايعه [1] .

ومات المعتزّ بعد خلعه من الخلافة بطريقة غريبة; بعد خمس ليال من خلعه، حيث أدخلوه الحمّام، فلما اغتسل عطش فمنعوه الماء، ثم اخرج فسقوه ماء بثلج فشربه وسقط ميتاً، وذلك في شهر شعبان المعظم سنة خمس وخمسين ومائتين.


پاورقي

[1] تاريخ الخلفاء للسيوطي: 359 ـ 360.