بازگشت

الموقع الاجتماعي والسياسي للإمام الهادي


إن حادثة إشخاص الإمام (عليه السلام) من قبل المتوكل من المدينة إلي سامراء وإيكال ذلك الامر إلي يحيي بن هرثمة، وما نقله يحيي هذا عن حالة اهل المدينة المنورة، وما انتابهم وما أحدثوا من ضجيج واضطراب لإبعاد الإمام(عليه السلام) عنهم يصوّر لنا مدي تأثر أهل المدينة بأخلاقية الإمام(عليه السلام) المثلي وحسن سلوكه وتعامله معهم وشدة اندماجه في حياتهم، ولا غرو فهو سليل دوحة النبوة وثمرة شجرة الإمامة التي هي فرع النبوة، فالإمام هو حجة الله سبحانه علي خلقه وهو المثل والقدوة التي يقتدي بها وهو القيم والحافظ لرسالة الاسلام.

وهذا عبيد الله بن خاقان المعاصر للإمام الحسن العسكري(عليه السلام) كان يصف الإمام الهادي لرجل قائلاً له:

لو رأيت أباه ـ اي الإمام الهادي (عليه السلام) ـ لرأيت رجلاً جليلاً نبيلاً خيّراً فاضلاً [1] .

وكان للإمام(عليه السلام) نفوذ في عمق البلاط بحيث نجد اُمّ المتوكل تبعث بصرّة للإمام(عليه السلام) بعد التوسّل به لتوصيف دواء لداء المتوكل وهو كاشف عن إيمانها بمكانة هذا الإمام عند الله تعالي.

وقد شاع خبره وذاع صيته عند أصحاب البلاط فضلاً عن عامّة الناس،



[ صفحه 125]



في الوقت الذي كان المتوكل قد أحكم الرقابة الدقيقة علي تصرّفات الإمام(عليه السلام) وارتباطاته لئلا يتّسع نفوذه وتمتدّ زعامته، بل كان يخطط لسجنه واغتياله.

وتكفي نظرة سريعة علي ما صدر من معاصريه من تصريحات حول مكانته وسمو منزلته لتقف عند الموقع الاجتماعي المتميز للإمام(عليه السلام) بالرغم من كل محاولات التسقيط [2] .


پاورقي

[1] كمال الدين للشيخ الصدوق: 1 / 42.

[2] راجع الفصل الثاني من الباب الأوّل من هذا الكتاب.