بازگشت

توسيع دائرة النفوذ في جهاز السلطة


إن النفوذ الذي نجده للإمام الهادي(عليه السلام) هو النفوذ المعنوي علي عامة رجال السلطة بما فيهم من لا يدين بالولاية لأهل البيت(عليهم السلام).

وقد كانت أساليب الإمام(عليه السلام) في هذا المجال متنوّعة وواسعة فإنه كان مطالباً بالحضور في دار الخلافة بشكل مستمر. ومن هنا كان التعرّف علي شخص الإمام(عليه السلام) وهديه وسكونه واتّزانه أمراً طبيعياً وفّر له هذه الفرصة والتي لم يلتفت الحكّام الي مدي تبعاتها وآثارها التي تركتها في الساحة الإسلامية العامة ورواد البلاط بشكل خاص.

وقد كانت للإمام(عليه السلام) كرامات شتي كلّما دخل وخرج من دار الخلافة.

وقد قال أحد ندماء المتوكل للمتوكل: ما يعمل أحد بك أكثر مما تعمله بنفسك في علي بن محمد، فلا يبقي في الدار إلاّ من يخدمه ولا يتبعونه بشيل ستر ولا فتح باب ولا شيء، وهذا إذا علمه الناس قالوا: لو لم يعلم استحقاقه للأمر ما فعل به هذا، دعه إذا دخل عليه يشيل الستر لنفسه ويمشي كما يمشي غيره فيمسه بعض الجفوة.

فتقدم ألاّ يخدم ولا يشال بين يديه ستر، وكان المتوكل ما رأي أحداً ممّن يهتم بالخبر مثله. قال: فكتب صاحب الخبر إليه: أنّ علي بن محمد



[ صفحه 154]



دخل الدار فلم يخدم ولم يشل أحد بين يديه ستر فهب هواء رفع الستر له فدخل. فقال: اعرفوا حين خروجه، فذكر صاحب الخبر أن هواء خالف ذلك الهواء شال الستر له حتي خرج، فقال: ليس نريد هواء يشيل الستر، شيلوا الستر بين يديه [1] .

كما نجد جملة من الكتّاب والحجّاب والعيون وحتي السجّان فضلاً عن بعض القادة والاُمراء كانوا يدينون بالولاء والحبّ الخاص للإمام الهادي(عليه السلام)، وقد رأينا في قصة مرض المتوكل ونذر اُمه للإمام الهادي(عليه السلام) [2] ما يدل دلالة واضحة علي مدي نفوذ الإمام(عليه السلام) في هذه الأوساط، بينما كان المتوكّل قد خطّط لإبعاد الإمام عن شيعته ومحبّيه وإذا بالإمام (عليه السلام) يكتسح نفوذه المعنوي أرباب البلاط ويستبصر علي يديه مجموعة ممّن لم يكن يعرف الإمام(عليه السلام) أو لم يكن ليواليه، وكان الإمام(عليه السلام) يستفيد من هؤلاء في تحرّكه وارتباطاته التي خطّط الحكّام لمراقبتها أو قطعها وإبعاد الإمام(عليه السلام) عن قواعده وعن الوسط الاجتماعي الذي يريد أن يتحرّك فيه.



[ صفحه 155]




پاورقي

[1] مسند الإمام الهادي(عليه السلام): 39.

[2] راجع مبحث تفتيش دار الإمام(عليه السلام) في حكم المتوكلّ.