بازگشت

الموالون لأهل البيت


وبيّن الإمام انّ هناك صنفين من الناس قسم يوالي أهل البيت(عليهم السلام) فيسير في طريق الهدي وآخر يوالي اعداءهم فيسير في طريق الضلال، قال(عليه السلام):

«فالراغب عنكم مارق واللازم لكم لاحق والمقصر في حقكم زاهق.

والحق معكم وفيكم ومنكم واليكم وانتم اهله ومعدنه وميراث النبوة عندكم وإياب الخلق اليكم وحسابهم عليكم وفصل الخطاب عندكم وآيات الله لديكم وعزائمه فيكم ونوره وبرهانه عندكم وأمره اليكم.

مَنْ والاكم فقد والي الله ومَنْ عاداكم فقد عادي الله ومَنْ أحبّكم فقد أَحبَّ الله ومن ابغضكم فقد ابغض الله ومن اعتصم بكم. فقد اعتصم بالله.

وانتم الصراط الأقوم وشهداء دار الفناء وشفعاء دار البقاء والرحمة الموصولة والآية المخزونة والامانة المحفوظة والباب المبتلي به الناس.

مَنْ أتاكم نجي ومَنْ لم يأتِكم هلك.

إلي الله تدعون وعليه تدلّون وبه تؤمنون وله تسلّمون وبأمره تعملون والي سبيله ترشدون وبقوله تحكمون.

سَعَدَ من والاكم وهلك من عاداكم وخاب من جحدكم وضلّ من فارقكم وفاز من تمسك بكم وأمن من لجأَ اليكم وسلم من صدقكم وهدي من اعتصم بكم.

من اتبعكم فالجنة مأواه ومن خالفكم فالنار مثواه ومن جحدكم كافر ومن حاربكم مشرك ومن رد عليكم في اسفل درك من الجحيم».

الحقيقة الثانية: إنّ الموالي لأهل البيت(عليهم السلام) يعلم قيمتهم الحقيقية عند الله لذلك نجده يقول(عليه السلام):



[ صفحه 174]



«أشهدُ أنَّ هذا سابق لكم فيما مضي وجار لكم فيما بقي وان ارواحكم ونوركم وطينتكم واحدة طابت وطهرت بعضها من بعض.

خلقكم الله أنواراً فجعلكم بعرشه محدقين حتي مَنَّ علينا بكم فجعلكم في بيوت أذِنَ اللهُ ان تُرفع ويُذكر فيها اسمه.

وجعل صلواتنا عليكم وما خصنا به من ولايتكم طيباً لخلقنا وطهارة لأنفسنا وتزكية لنا وكفارة لذنوبنا فكنا عنده مسلمين بفضلكم ومعروفين بتصديقنا اياكم».

الحقيقة الثالثة: الرغبة في انتشار امرهم وتشعشع فضلهم فلا يبقي خير إلاّ وأضاءه نورهم الشريف.

«فبلغ الله بكم أشرف محل المكرمين وأعلي منازل المقربين وأرفع درجات المرسلين حيث لا يلحقه لاحق ولا يفوقه فائق ولا يسبقه سابق ولا يطمع في ادراكه طامع حتي لا يبقي ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا صدّيق ولا شهيد ولا عالم ولا جاهل ولا دنيُّ ولا فاضل ولا مؤمن صالح ولا فاجر طالح ولا جبّار عنيد ولا شيطان مريد ولا خلق فيما بين ذلك شهيد إلاّ عرفهم جلالة امركم وعظم خطركم وكبر شأنكم وتمام نوركم وصدق مقاعدكم وثبات مقامكم وشرف محلكم ومنزلتكم عنده وكرامتكم عليه وخاصتكم لديه وقرب منزلتكم منه.»

الحقيقة الرابعة: الاقرار الدائم بمعتقدات أهل البيت(عليهم السلام) والعمل بموجبها:

«بأبي أنتم وأمي وأهلي ومالي وأسرتي أُشهد الله وأُشهدكم اني مؤمن بكم وبما آمنتم به، كافر بعدوكم وبما كفرتم به، مستبصر بشأنكم وبضلالة من خالفكم موال لكم ولأوليائكم مبغض لاعدائكم ومعاد لهم سِلْمٌ لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم محقق لما حققتم مبطل لما ابطلتم مطيع لكم عارف بحقكم مقر بفضلكم محتمل لعلمكم».

ومن مصاديق الإيمان بقضية أهل البيت قول الإمام(عليه السلام):



[ صفحه 175]



«محتجب بذمتكم ومعترف بكم مؤمن بإيابكم مُصدِّق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم عائذ بقبوركم مستشفع الي الله عزوجل بكم ومتقرب بكم إليه ومقدمكم امام طلبتي وحوائجي وارادتي في كل احوالي واُموري مؤمن بسركم وعلانيتكم وشاهدكم وغائبكم وأولكم وآخركم ومفوض في ذلك كله اليكم ومسلم فيه معكم وقلبي لكم مسلم ورأيي لكم تبع ونصرتي لكم مُعدَّة حتي يحيي الله تعالي دينه بكم ويردّكم في ايامه ويظهركم لعدله ويُمكّنكم في ارضه فمعكم معكم لا مع غيركم آمنت بكم وتوليت آخركم بما توليت به أولكم وبرئت إلي الله عزوجل من اعدائكم ومن الجبت والطاغوت والشياطين وحزبهم الظالمين لكم الجاحدين لحقّكم والمارقين من ولايتكم الغاصبين لإرثكم الشاكين فيكم المنحرفين عنكم ومن كل وليجة دونكم وكل مطاع سواكم ومن الأئمة الذين يدعون إلي النار.

فثبتني الله ابداً ما حييت علي موالاتكم ومحبتكم ودينكم ووفقني لطاعتكم ورزقني شفاعتكم وجعلني من خيار مواليكم التابعين لما دعوتم إليه وجعلني ممن يقتصُّ آثاركم ويسلك سبيلكم ويهتدي بهديكم ويحشر في زمرتكم ويكرّ في رجعتكم ويُملَّك في دولتكم ويشرّف في عافيتكم ويُمكَّن في ايامكم وتقر عينه غداً برؤيتكم.

بأبي أنتم واُمي ونفسي واهلي ومالي من اراد الله بدأ بكم ومن وحَّدهُ قبل عنكم ومن قصده توجه بكم.

مواليّ لا أحصي ثناءكم ولا ابلغ من المدح كنهكم ومن الوصف قدركم وانتم نور الأخيار وهداة الابرار وحجج الجبار.

بكم فتح الله وبكم يختم وبكم ينزل الغيث وبكم يمسك السماء ان تقع علي الارض إلاّ باذنه وبكم يُنفّس الهم ويكشف الضر.

وعندكم ما نزلت به رسله وهبطت به ملائكته والي جدّكم بُعث الروح الامين، آتاكم الله ما لم يُؤتِ احداً من العالمين.



[ صفحه 176]



طأطأ كل شريف لشرفكم وبخع كل متكبر لطاعتكم وخضع كل جبار لفضلكم وذل كل شيء لكم واشرقت الارض بنوركم وفاز الفائزون بولايتكم بكم يُسلك إلي الرضوان وعلي من جحد ولايتكم غضب الرحمن.

بأبي أنتم وأمي ونفسي وأهلي ومالي ذكركم في الذاكرين واسماؤكم في الأسماء وأجسادكم في الاجساد وأرواحكم في الأرواح وأنفسكم في النفوس وآثاركم في الآثار وقبوركم في القبور فما أحلي اسماءكم وأكرم انفسكم وأعظم شأنكم وأجلَّ خطركم وأوفي عهدكم وأصدق وعدكم.

كلامكم نور وأمركم رشد ووصيتكم التقوي وفعلكم الخير وعادتكم الإحسان وسجيتكم الكرم وشأنكم الحق والصدق والرفق وقولكم حكم وحتم ورأيكم علم وحلم وحزم، إنْ ذُكِرَ الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه ومنتهاه.

بأبي انتم واُمي ونفسي كيف أصف حسن ثنائكم واحصي جميل بلائكم وبكم أخرَجنا الله من الذل وفَرّج عنا غمرات الكروب وأنقذنا من شفا جرف الهلكات ومن النار.

بأبي أنتم واُمي ونفسي بموالاتكم علّمنا الله معالم ديننا وأصلح ما كان فسد من دنيانا وبموالاتكم تَمَّت الكلمة وعظمت النعمة وائتلفت الفرقة وبموالاتكم تقبل الطاعة المفترضة ولكم المودة الواجبة والدرجات الرفيعة والمقام المحمود والمكان المعلوم عند الله عزوجل والجاه العظيم والشأن الكبير والشفاعة المقبولة.

(ربَّنا آمنّا بما انزلت واتبعنا الرسول فاكتُبنا مع الشاهدين) (ربَّنا لا تُزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب) (سبحان ربنا ان كان وَعدُ ربنا لمفعولاً).

يا أولياء الله ان بيني وبين الله عزوجل ذنوباً لا يأتي عليها إلاّ رضاكم فبحق من ائتمنكم علي سره واسترعاكم امر خلقه وقرن طاعتكم بطاعته لمّا استوهبتم ذنوبي وكنتم



[ صفحه 177]



شفعائي فإني لكم مطيع.

من أطاعكم فقد أطاع الله ومن عصاكم فقد عصي الله ومن أحبّكم فقد أحبَّ الله ومن أبغضكم فقد أبغض الله.

اللهم اني لو وجدت شفعاء اقرب اليك من محمد وأهل بيته الأخيار الأئمة الابرار لجعلتهم شفعائي فبحقهم الذي اوجبت لهم عليك اسألك ان تدخلني في جملة العارفين بهم وبحقهم وفي زمرة المرحومين بشفاعتهم إنّك ارحم الراحمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين وسلم تسليماً كثيراً وحسبنا الله ونعم الوكيل.

ومن هذه الفقرات نستلهم النقاط التالية:

1 ـ ضرورة الإيمان بإيابهم وقيام دولتهم.

2 ـ أهمية زيارة قبورهم.

3 ـ أهمية الإيمان بالرجعة.

4 ـ أهمية الايمان بسرهم وعلانيتهم.

5 ـ ضرورة الاستعداد لنصرة دولتهم لحد التمكين في الارض.

6 ـ ضرورة البراءة من عدوهم.

7 ـ فرح المؤمن بما رزقه الله علي يد أهل البيت.

8 ـ إنّ وحدة المسلمين السليمة لا تتم إلاّ تحت لوائهم (عليهم السلام).

9 ـ إنّ الايمان بهم لا يكون عاطفياً بل يكون عن وعي وادراك وبحث وتمحيص [1] .



[ صفحه 178]




پاورقي

[1] منهاج التحرّك عند الإمام الهادي: 113 ـ 120.