بازگشت

نظام الوكلاء


بعد أن أكّد الأئمة من أهل البيت(عليهم السلام) علي دورهم القيادي الديني في أوساط الجماعة الصالحة وأوضحوا أهمية الولاء لهم، وأخذت تتسع الرقعة الجغرافية لأتباع أهل البيت(عليهم السلام)، واحتاجوا الي من يلبّي حاجاتهم الدينية ويكون حلقة وصل بينهم وبين أئمتهم(عليهم السلام) بادر الأئمة(عليهم السلام) الي تعيين الوكلاء المعتمدين لهم في مختلف المناطق وأرجعوا اليهم أتباعهم.



[ صفحه 189]



والمهامّ التي تولاّها الوكلاء لهم تمثّلت في بيان الأحكام الشرعية والمواقف السياسية والاجتماعية، وتوجيه النصائح الأخلاقية والتربوية، واستلام الحقوق الشرعية وتوزيعها، وفصل النزاعات وتولّي الأوقاف واُمور القاصرين الذين لا وليّ لهم.

وتعتبر الوثاقة أو العدالة شرطاً أساسياً في الوكيل فضلاً عن إيمانه ومعرفته بأحكام الشريعة وشؤونها، ولباقته السياسية وقدرته علي حفظ أسرار الإمام وأتباعه من الحكّام وعيونهم.

والوكلاء منهم من يرتبط بالإمام(عليه السلام) بشكل مباشر ومنهم من يرتبط به بواسطة وكيل آخر يعتبر محوراً لمجموعة من الوكلاء في مناطق متقاربة.

ويعود تاريخ تأسيس هذا النظام الي عصر الإمام الصادق(عليه السلام) أو من سبقه من الأئمة(عليهم السلام) غير أنه قد اتّسع نطاقه وبدأ يتكامل بعد عصر الإمام الصادق(عليه السلام) نظراً للتطورات السياسية والمشاكل الأمنية التي أخذت تحيط بالجماعة الصالحة وتهدد وجودهم وكيانهم.

ومنذ عصر الإمام الجواد(عليه السلام) وحتي ابتداء الغيبة الصغري كان لهذا النظام دور فاعل وكبير جداً في حفظ كيان الجماعة الصالحة ووقايته من التفتت والانهيار.

وبفضل هذا النظام والعناصر الفاعلة فيه أصبح الانتقال الي عصر غيبة الإمام المهدي(عليه السلام) ميسوراً، وقلّت المخاطر الناشئة من ظاهرة الغيبة للإمام المعصوم الي حدّ كان نظام الوكلاء بكل خصائصه قد تطوّر الي نظام النيابة الخاصة في عصر الغيبة الصغري فكان السفير هو النائب الخاص الذي يقوم بدور الإمام الموجّه لمجموعة الوكلاء... وهو الذي يقوم بدور الوساطة بين الإمام والوكلاء وبين الإمام واتباع الإمام عبر هؤلاء الوكلاء.

أما مناطق النفوذ ومناطق تواجد الوكلاء، ففي الحجاز كانت المدينة



[ صفحه 190]



ومكة واليمن، وفي العراق، كانت الكوفة وبغداد وسامراء وواسط والبصرة، وفي ايران كانت خراسان الكبري ـ بما فيها نيسابور وبيهق وسبزوار وبخارا وسمرقند وهرات، وقم وآوه والري وقزوين و همدان وآذربايجان وقرميسين والأهواز وسيستان وبست، وفي شمال افريقيا كانت مصر أيضاً من مناطق تواجد أتباع أهل البيت(عليهم السلام) التي استقرّ فيها وكلاؤهم وقاموا بدور همزة الوصل المهمة وحقّقوا بذلك جملة من مهامّ الأئمة(عليهم السلام).