بازگشت

التحصين الاقتصادي


عرفنا ممّا ذكر أن التحصين الاقتصادي هو أحد الأهداف المنظورة في تخطيط أهل البيت(عليهم السلام) للجماعة الصالحة التي أرادوا لها أن تستقل في كيانها وتبتعد عن عوامل الضعف والانهيار التي تفرضها الظروف السياسية أو الاقتصادية العامة.

ولنظام الوكلاء دور مهم في هذا التحصين، كما أن الإمام(عليه السلام) بنفسه كان يباشر قضاء حوائجهم المادية في جملة من الأحيان.



[ صفحه 192]



دخل أبو عمرو عثمان بن سعيد وأحمد بن اسحاق الأشعري وعليّ بن جعفر الهمداني علي أبي الحسن العسكريّ فشكا إليه أحمد بن إسحاق ديناً عليه، فقال: يا أبا عمر ـ وكان وكيله ـ إدفع إليه ثلاثين ألف دينار والي عليّ بن جعفر ثلاين ألف دينار وخذ أنت ثلاثين ألف دينار [1] .

وعن أبي هاشم قال: شكوت إليه قصور يدي فأهوي بيده الي رمل كان عليه جالساً فناولني منه كفّاً وقال: اتّسع بهذا. فقلت لصايغ: اسبك هذا فسبكه وقال: ما رأيت ذهباً أشدّ حمرة منه [2] .

وعن عبدالله بن عبدالرحمن الصّالحي أنّه شكا أبوهاشم الي أبي الحسن(عليه السلام) ما لقي من السوق إليه إذا انحدر من عنده الي بغداد وقال: يا سيّدي اُدع الله لي فمالي مركوب سوي برذوني هذا علي ضعفه. قال: قوّاك الله يا أبا هاشم وقوي برذونك. قال: وكان أبو هاشم يصلي الفجر ببغداد والظهر بسر من رأي والمغرب ببغداد إذا شاء [3] .

وبهذا نختم الكلام عن الخطوط العامة لدور الإمام(عليه السلام) في إكمال بناء الجماعة الصالحة وتحصينها واعدادها للدخول الي عصر الغيبة الذي سوف تقترب منه بسرعة.



[ صفحه 193]




پاورقي

[1] المناقب: 2 / 488.

[2] المناقب: 2 / 488.

[3] المناقب: 2 / 448.