بازگشت

تاريخ استشهاده


اختلف المؤرّخون في يوم استشهاده(عليه السلام)، كما اختلفوا في مَن دسّ إليه السمّ.

والتحقيق أنّه(عليه السلام) استشهد في أواخر ملك المعتزّ كما نصّ عليه غير واحد من المؤرّخين، وبما أنّ أمره كان يهمّ حاكم الوقت، وهو الذي يتولّي تدبير هذه الاُمور كما هو الشأن، فإنّ المعتزّ أمر بذلك، ويمكن أنّه استعان بالمعتمد في دسّ السمّ إليه.

وأمّا يوم شهادته (عليه السلام) فقد قال ابن طلحة في مطالب السؤول: أنه مات في جمادي الآخرة لخمس ليال بقين منه ووافقه ابن خشّاب [1] ، وقال الكليني في الكافي: مضي صلوات الله عليه لأربع بقين من جمادي الآخرة [2] ; ووافقه المسعودي [3] .

وأما المفيد في الإرشاد، والإربلي في كشف الغمّة، والطبرسي في إعلام الوري، فقالوا: قبض(عليه السلام) في رجب، ولم يحدّدوا يومه [4] .

وقال أبو جعفر الطوسي في مصابيحه، وابن عيّاش، وصاحب الدّروس:



[ صفحه 200]



إنّه قبض بسرّ من رأي يوم الاثنين ثالث رجب [5] ; ووافقهم الفتّال النيسابوري في روضة الواعظين حيث قال: توفّي(عليه السلام) بـ (سرّ من رأي) لثلاث ليال خلون نصف النّهار من رجب [6] ; وللزرندي قول: بأنّه توفي يوم الاثنين الثالث عشر من رجب [7] .

ولكن الكلّ متّفقون علي أنّه استشهد في سنة أربع وخمسين ومائتين للهجرة [8] .

وعن الحضيني أنه قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن بلال وجماعة من إخواننا أنّه لما كان اليوم الرابع من وفاة سيّدناأبي الحسن(عليه السلام) أمر المعتزّ بأن ينفذ الي أبي محمد(عليه السلام) من يستركبه إليه ليعزّيه ويسأله، فركب أبو محمد(عليه السلام) الي المعتزّ فلمّا دخل عليه رحّب به وقرّبه وعزّاه وأمر أن يُثبت في مرتبة أبيه(عليهما السلام). وأثبت له رزقه وأن يدفعه فكان الذي يراه لا يشكّ أنه في صورة أبيه(عليهما السلام).

واجتمعت الشيعة كلّها من المهتدين علي أبي محمد بعد أبيه إلاّ أصحاب فارس بن حاتم بن ماهويه فإنّهم قالوا بإمامة أبي جعفر محمد بن أبي الحسن صاحب العسكر [9] .

إن ما صدر من المعتزّ هذا كان من باب التمويه والخداع لكي يغطّي علي جريمته التي ارتكبها بحق أبيه، وهذا كان ديدن من تقدّمه من الطواغيت تجاه أئمة أهل البيت(عليهم السلام) [10] .



[ صفحه 201]




پاورقي

[1] الدمعة الساكبة: 8 / 225 و 227.

[2] الكافي: 1 / 497.

[3] مروج الذهب: 4 / 193.

[4] الدمعة الساكبة: 8 / 226 و 227، اعلام الوري: 339، كشف الغمة 2: 376.

[5] الدمعة الساكبة: 8 / 225، بحار الأنوار: 50 / 206، ح 17.

[6] روضة الواعظين: 1 / 246.

[7] الدمعة الساكبة: 8 / 226.

[8] راجع: لمحات من حياة الإمام الهادي(عليه السلام): 112 ـ 120 محمد رضا سيبويه.

[9] الدمعة الساكبة: 8 / 225.

[10] لمحة من حياة الإمام الهادي(عليه السلام): 121 ـ 122.