بازگشت

الحسن بن راشد


يكني أبا علي مولي لآل المهلب البغدادي، ثقة.



[ صفحه 206]



عدّه الشيخ من أصحاب الإمام الهادي (عليه السلام) وعده الشيخ المفيد من الفقهاء الاعلام والرؤساء المأخوذ عنهم الحلال والحرام الذين لا يطعن عليهم بشيء ولا طريق لذم واحد منهم، وقد نصبه الإمام وكيلاً وبعث إليه بعدة رسائل منها [1] :

1 ـ ما رواه الكشي بسنده إلي محمد بن عيسي اليقطيني، قال: كتب ـ يعني الإمام الهادي ـ إلي أبي علي بن بلال في سنة (232 هـ) رسالة جاء فيها:

«واحمد الله اليك، واشكر طوله وعوده، واُصلّي علي محمد النبي وآله، صلوات الله ورحمته عليهم، ثم اني اقمت ابا علي مقام الحسين بن عبد ربه، وائتمنته علي ذلك بالمعرفة بما عنده الذي لا يقدمه أحد، وقد اعلم انك شيخ ناحيتك فاحببت افرادك، واكرامك بالكتاب بذلك، فعليك بالطاعة له، والتسليم إليه جميع الحق قبلك، وان تحض موالي علي ذلك، وتعرفهم من ذلك ما يصير سبباً إلي عونه وكفايته، فذلك موفور، وتوفير علينا، ومحبوب لدينا، ولك به جزاء من الله وأجر، فان الله يعطي من يشاء ذو الاعطاء

والجزاء برحمته، وانت في وديعة الله، وكتبت بخطي واحمد الله كثيراً» [2] .

ودلت هذه الرسالة علي فضل ابن راشد ووثاقته وامانته، فقد ارجع إليه الشيعة واوصاهم بطاعته والانقياد إليه، وتسليم ما عندهم من الحقوق الشرعية إليه.

2 ـ روي الكشي بسنده إلي احمد بن محمد بن عيسي قال: نسخت الكتاب مع ابن راشد إلي جماعة الموالي الذين هم ببغداد المقيمين بها والمدائن والسواد وما يليها، وهذا نصه:



[ صفحه 207]



«واحمد الله اليكم ما انا عليه من عافيته، واصلي علي نبيه وآله افضل صلاته واكمل رحمته ورأفته، واني اقمت ابا علي بن راشد مقام علي بن الحسين بن عبد ربه، ومن كان من قبله من وكلائي، وصار في منزلته عندي، ووليته ما كان يتولاه غيره من وكلائي قبلكم ليقبض حقي، وارتضيته لكم، وقدمته علي غيره في ذلك، وهو أهله وموضعه، فصيروا رحمكم الله إلي الدفع إليه ذلك وإليّ، وان لا تجعلوا له علي انفسكم علّة، فعليكم بالخروج عن ذلك، والتسرع إلي طاعة الله، وتحليل اموالكم، والحقن لدمائكم، وتعاونوا علي البر والتقوي واتقوا الله لعلكم ترحمون، واعتصموا بحبل الله جميعاً، ولا تموتن إلاّ وانتم مسلمون، فقد اوجبت في طاعته طاعتي، والخروج إلي عصيانه عصياني، فالزموا الطريق يأجركم الله، ويزيدكم من فضله، فإن الله بما عنده واسع كريم، متطول علي عباده رحيم، نحن وانتم في وديعة الله وحفظه، وكتبته بخطي، والحمد لله كثيراً» [3] .

وكشفت هذه الرسالة عن سموّ مكانة ابن راشد عند الإمام (عليه السلام) وعظيم منزلته عنده حتي قرن طاعته بطاعته (عليه السلام)، وعصيانه بعصيانه (عليه السلام).

3 ـ وبعث الإمام أبو الحسن(عليه السلام) رسالة له والي ايوب بن نوح جاء فيها بعد البسملة: «انا آمرك يا ايوب بن نوح ان تقطع الاكثار بينك وبين أبي علي، وان يلزم كل واحد منكما ما وكّل به، واُمر بالقيام فيه بأمر ناحيته، فإنّكم إذا انتهيتم إلي كل ما امرتم به استغنيتم بذلك عن معاودتي، وآمرك يا ابا علي بمثل ما امرت به ايوب، ان لا تقبل من احد من اهل بغداد والمدائن شيئاً يحملونه، ولا يلي لهم استيذاناً علي، ومر من أتاك بشيء من غير أهل ناحيتك ان يصيّره إلي الموكل بناحيته، وآمرك يا أبا علي في ذلك بمثل ما أمرت به أيوب، وليعمل كل واحد منكما بمثل ما أمرته به» [4] .



[ صفحه 208]



لقد كانت لأبي راشد مكانة مرموقة عند الإمام (عليه السلام)، ومن الطبيعي انه لم يحتل هذه المنزلة إلاّ بتقواه وورعه، وشدّة تحرجه في الدين، ولما توفّي ابن راشد ترحم عليه الإمام (عليه السلام) ودعا له بالمغفرة والرضوان.


پاورقي

[1] رجال الطوسي: 375.

[2] معجم رجال الحديث: 5 / 313 ـ 314.

[3] معجم رجال الحديث: 5 / 314.

[4] معجم رجال الحديث: 5 / 315.