بازگشت

عبدالعظيم الحسني


هو السيد الشريف الحسيب النسيب من مفاخر الاسرة النبوية علما و تقي و تحرجا في الدين . و نلمح الي بعض شؤونه .

أ - نسبه الوضاح : يرجع نسبه الشريف الي الامام الزكي أبي محمد الحسن بن علي سيد شباب أهل الجنة و ريحانة رسول الله (صلي الله عليه و آله ) فهو ابن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب (عليه السلام ) .

ب - وثاقته و علمه : كان ثقة عدلا ، متحرجا في دينه كأشد ما يكون التحرج ، كما كان عالما و فاضلا و فقيها فقد روي أبوتراب الروياني ، قال : سمعت أباحماد الرازي ، يقول : دخلت علي علي بن محمد (عليه السلام ) ب (سر من رأي )



[ صفحه 211]



فسألته عن اشياء من الحلال و الحرام فأجابني عنها ، فلما ودعته قال لي : يا حماد اذا اشكل عليك شي ء من امر دينك بناحيتك فسل عنه عبدالعظيم الحسني واقرئه مني السلام [1] .

و دلت هذه الرواية علي فقهه و علمه .

ج - عرض عقيدته علي الهادي (عليه السلام ) : و تشرف السيد الجليل عبدالعظيم بمقابلة الامام الهادي (عليه السلام ) فعرض علي الامام اصول عقيدته و ما يدين به قائلا : « يا ابن رسول الله اني اريد ان اعرض عليك ديني فان كان مرضيا ثبت عليه ..» .

فقابله الامام مبتسما و قال له : « هات يا أباالقاسم » .

وانبري عبدالعظيم يعرض علي الامام المبادي التي آمن بها قائلا : « اني اقول : ان الله تبارك و تعالي ليس كمثله شي ء ، خارج عن الحدين ، حد الابطال و حد التشبيه ، و انه ليس بجسم و لاصورة و لا عرض و لا جوهر بل هو مجسم الاجسام و مصور الصور و خالق الاعراض و الجواهر و رب كل شي ء و مالكه و جاعله و محدثه .

و ان محمدا عبده و رسوله خاتم النبيين ، فلا نبي بعده الي يوم القيامة ، و ان شريعته خاتمة الشرايع فلا شريعة بعدها الي يوم القيامة ، و اقول : ان الامام و الخليفة ، و ولي الامر بعده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام ) ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم علي بن موسي ثم محمد بن علي ثم انت يا مولاي » .

والتفت اليه الامام فقال : « و من بعدي الحسن ابني ، فكيف للناس بالخلف من بعده ؟» .



[ صفحه 212]



واستفسر عبدالعظيم عن الحجة من بعده قائلا : و كيف ذاك يا مولاي ؟

قال الامام (عليه السلام ) : « لأنه لايري شخصه ، و لايحل ذكره باسمه ، حتي يخرج فيملأ الارض قسطا و عدلا ، كما ملئت ظلما و جورا» .

وانبري عبدالعظيم يعلن ايمانه بما قال الامام (عليه السلام ) قائلا : « اقررت ، و اقول : ان وليهم ولي الله ، و عدوهم عدو الله و طاعتهم طاعة الله ، و معصيتهم معصية الله ... و اقول : ان المعراج حق و المساءلة في القبر حق و ان الجنة حق و النار حق والصراط حق و الميزان حق و ان الساعة آتية لاريب فيها و ان الله يبعث من في القبور .

و أقول : ان الفرائض الواجبة بعد الولاية - اي الولاية لأئمة أهل البيت (عليهم السلام ) - الصلاة والزكاة والصوم و الحج و الجهاد و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر ..»

و بارك له الامام عقيدته قائلا : « يا أباالقاسم هذا والله دين الله الذي ارتضاه لعباده ، فاثبت عليه ثبتك الله بالقول الثابت في الحياة الدنيا و الآخرة » [2] .


پاورقي

[1] معجم الرجال الحديث : 53/11.

[2] كمال الدين : 379 ح 1 و عنه في اعلام الوري : 245 ، 244/2.