بازگشت

من أدعية الإمام الهادي


1 ـ دعاؤه عند الشدائد: وكان يدعو به إذا ألمّت به حادثة أو حلّ به خطب أو أراد قضاء حاجة مهمة، و كان قبل ان يدعو به يصوم يوم الاربعاء والخميس والجمعة، ثم يغتسل في أول يوم الجمعة ويتصدق علي مسكين ويصلي أربع ركعات فيقرأ في الركعة الاولي سورة الفاتحة وسورة يس وفي الثانية سورة الحمد وحم الدخان، وفي الثالثة سورة الحمد مع سورة الواقعة وفي الرابعة سورة الحمد وسورة تبارك، وإذا فرغ منها بسط راحتيه إلي السماء، ودعا باخلاص قائلاً بعد البسملة [1] :

«اللهم لك الحمد حمداً يكون أحق الحمد بك، وأرضي الحمد لك، وأوجب الحمد لك، وأحب الحمد اليك، ولك الحمد كما انت اهله وكما رضيته لنفسك وكما حمدك من رضيت حمده من جميع خلقك ولك الحمد كما حمدك به جميع انبيائك ورسلك وملائكتك، وكما ينبغي لعزك وكبريائك وعظمتك، ولك الحمد حمداً تكل الالسن عن



[ صفحه 232]



صفته ويقف القول عن منتهاه، ولك الحمد حمداً لا يقصر عن رضاك ولا يفضله شيء من محامدك.

اللهم ومن جودك وكرمك انك لا تخيب من طلب إليك وسألك ورغب فيما عندك، وتبغّض من لم يسألك، وليس كذلك احد غيرك، وطمعي يا رب في رحمتك ومغفرتك، وثقتي باحسانك وفضلك حداني علي دعائك والرغبة إليك، وانزل حاجتي بك، وقد قدمت امام مسألتي التوجه بنبيك الذي جاء بالحق والصدق فيما عندك، ونورك وصراطك المستقيم الذي هديت به العباد، وأحييت بنوره البلاد، وخصصته بالكرامة، وأكرمته بالشهادة وبعثته علي حين فترة من الرسل. اللهم دللت عبادك علي نفسك فقلت تباركت وتعاليت:

(وإذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون) [2] وقلت: (قل ياعبادي الذين اسرفوا علي انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعاً انه هو الغفور الرحيم) [3] .

وقلت: (ولقد نادانا نوح فلنعم المجيبون) [4] اجل يارب نعم المدعو أنت ونعم الرب أنت ونعم المجيب، وقلت: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيّاً ما تدعوا فله الاسماء الحسني) [5] ، وانا ادعوك اللهم بأسمائك التي إذا دعيت بها أجبت، وإذا سُئلت بها أعطيت، وأدعوك متضرعاً إليك مستكيناً، دعاء من أسلمته الغفلة، وأجهدته الحاجة، أدعوك دعاء من استكان، واعترف بذنبه، ورجاك لعظيم مغفرتك، وجزيل مثوبتك.



[ صفحه 233]



2 ـ دعاء الاعتصام، وهذا نصّه: «يا عدّتي عند العدد، ويا رجائي والمعتمد، ويا كهفي والسند ويا واحد يا أحد، يا قل هو الله أحد، أسألك بحق من خلقته من خلقك، ولم تجعل في خلقك مثلهم أحد أن تصلي عليهم... ثمّ تذكر حاجتك» [6] .

3 ـ مناجاته: وكان الإمام الهادي (عليه السلام) يناجي الله تعالي في غلس الليل البهيم بقلب خاشع، ونفس آمنة مطمئنة. وكان ممّا يقول في مناجاته:

«إلهي مسيء قد ورد، وفقير قد قصد، فلا تخيّب مسعاه وارحمه واغفر له خطاه...».

«الهي صلِّ علي محمد وآل محمد، وارحمني إذا انقطع من الدنيا أثري ومُحي من المخلوقين ذكري، وصرت من المنسيين كمن نسي، الهي كبُر سني، ورق جلدي، ودقّ عظمي، ونال الدهر مني واقترب اجلي، ونفدت ايامي، وذهبت شهواتي وبقيت تبعاتي إلهي ارحمني إذا تغيّرت صورتي...» [7] .


پاورقي

[1] الوسائل: 5 / 62.

[2] البقرة (2): 186.

[3] الزمر (39): 53.

[4] الصافات (37): 75.

[5] الإسراء (17): 110.

[6] راجع حياة الإمام علي الهادي: 131 ـ 136.

[7] حياة الإمام علي الهادي(عليه السلام)،: 137، عن الدر النظيم.