بازگشت

النص علي امامته


كان الامام بعد أبي جعفر محمد بن علي الجواد عليه السلام ابنه أباالحسن علي ابن محمد الهادي عليه السلام، لاجتماع خصال الامامة فيه، و تكامل فضله، و أنه لا وارث لمقام أبيه سواه، و ثبوت النص عليه بالامامة، و الاشارة اليه من أبيه بالخلافة.

و فيما يلي بعض الروايات الناصة عليه بالامامة:

1- عن اسماعيل بن مهران، قال: لما اخرج أبوجعفر عليه السلام من المدينة الي بغداد في الدفعة الاولي من خرجته، قلت له عند خروجه: جعلت فداك، اني اخاف عليك من هذا الوجه، فالي من الأمر بعدك؟

قال: فكر بوجهه الي ضاحكا، و قال: ليس حيث ظننت في هذه السنة.

فلما استدعي به الي المعتصم في المرة الثانية صرت اليه، فقلت له: جعلت فداك، أنت خارج، فالي من هذا الأمر من بعدك؟ فبكي حتي اخضلت لحيته، ثم



[ صفحه 26]



التفت الي فقال: عند هذه يخاف علي، الأمر من بعدي الي ابني علي. [1] .

2- و عن الخيراني، عن أبيه، أنه قال: كنت ألزم باب أبي جعفر عليه السلام للخدمة التي وكلت بها، و كان أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري يجي ء في السحر من آخر كل ليلة ليتعرف خبر علة أبي جعفر عليه السلام، و كان الرسول الذي يختلف بين أبي جعفر و بين الخيراني اذا حضر قام أحمد الأشعري و خلا به.

قال الخيراني: فخرج ذات ليلة، و قام أحمد بن محمد بن عيسي الأشعري عن المجلس، و خلا بي الرسول، و استدار أحمد فوقف حيث يسمع الكلام، فقال الرسول: ان مولاك يقرأ عليك السلام، و يقول لك: اني ماض، و الأمر صائر الي ابني علي، و له عليكم بعدي ما كان لي عليكم بعد أبي.

ثم مضي الرسول و رجع أحمد الي موضعه، فقال لي: ما الذي قال لك؟ قلت: خيرا، قال: قد سمعت ما قال، و أعاد علي ما سمع، فقلت له: قد حرم الله عليك ما فعلت، لأن الله تعالي يقول: «و لا تجسسوا» [2] ، فاذا سمعت فاحفظ الشهادة لعلنا نحتاج اليها يوما ما، و اياك أن تظهرها الي وقتها.

قال: و أصبحت و كتبت نسخة الرسالة في عشر رقاع، و ختمتها و دفعتها الي عشرة من وجوه أصحابنا، و قلت: ان حدث بي حدث الموت قبل أن اطالبكم بها فافتحوها و اعملوا بما فيها.



[ صفحه 27]



فلما مضي أبوجعفر عليه السلام لم أخرج من منزلي حتي عرفت أن رؤساء العصابة قد اجتمعوا عند محمد بن الفرج [3] ، يتفاوضون في الأمر، و كتب الي محمد بن الفرج يعلمني باجتماعهم عنده و يقول: لولا مخافة الشهرة لصرت معهم اليك، فاحب أن تركب الي. فركبت و صرت اليه، فوجدت القوم مجتمعين عنده، فتجارينا في الباب [4] ، فوجدت أكثرهم قد شكوا، فقلت لمن عنده الرقاع - و هم حضور - أخرجوا تلك الرقاع؛ فأخرجوها، فقلت لهم: هذا ما امرت به.

فقال بعضهم: قد كنا نحب أن يكون معك في هذا الأمر آخر ليتأكد القول.

فقلت لهم: قد أتاكم الله بما تحبون، هذا أبوجعفر الأشعري يشهد لي بسماع هذه الرسالة فاسألوه، فسأله القوم، فتوقف عن الشهادة، فدعوته الي المباهلة، فخاف منها، و قال: قد سمعت ذلك، و هي مكرمة كنت احب أن تكون لرجل من العرب، فأما مع المباهلة فلا طريق الي كتمان الشهادة، فلم يبرح القوم حتي اعترفوا بامامة أبي الحسن و زال عنهم الريب في ذلك. [5] .

3- و عن الصقر بن دلف، قال: سمعت أباجعفر محمد بن علي الرضا عليه السلام يقول: ان الامام بعدي ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، و الامامة بعده في ابنه الحسن. [6] .



[ صفحه 28]



4- و روي الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسي، عن أبيه: أن أباجعفر عليه السلام لما أراد الخروج من المدينة الي العراق و معاودتها، أجلس أباالحسن عليه السلام في حجره بعد النص عليه، و قال له: ما الذي تحب أن أهدي اليك من طرائف العراق؟ فقال عليه السلام: سيفا كأنه شعلة نار، ثم التفت الي موسي ابنه و قال له: ما تحب أنت؟ فقال: فرسا. فقال عليه السلام: أشبهني أبوالحسن، و أشبه هذا امه. [7] .

5- و عن أحمد بن هلال، عن امية بن علي القيسي، قال: قلت لأبي جعفر الثاني عليه السلام: من الخلف من بعدك؟ قال: ابني علي. [8] .

6- و عنه، قال: أخبرني محمد بن اسماعيل بن بزيع أنه حضر امية بن علي و هو يسأل أباجعفر الثاني عليه السلام عن ذلك فأجاب بمثل ذلك الجواب. [9] .

و الأخبار في هذا الباب كثيرة جدا ان علمنا علي اثباتها جميعا طال بها الكتاب، و في اجماع العصابة علي امامة أبي الحسن عليه السلام، و عدم من يدعيها سواه في وقته ممن يلتبس الأمر فيه غني عن ايراد الأخبار بالنصوص علي التفصيل.



[ صفحه 29]



قال ابن شهرآشوب: رواة النص علي امامة أبي الحسن علي بن محمد التقي عليه السلام جماعة، منهم: اسماعيل بن مهران، و أبوجعفر الأشعري، و الخيراني، و الدليل علي امامته اجماع الامامية علي ذلك و طريق النصوص و العصمة، و الطريقان المختلفان من العامة و الخاصة من نص النبي صلي الله عليه و آله علي امامة الاثني عشر، و طريق الشيعة النصوص علي امامته عليه السلام عن آبائه عليهم السلام. [10] .


پاورقي

[1] الارشاد 298: 2، الكافي 1 / 260: 1، اعلام الوري: 356، مناقب ابن شهرآشوب 408: 4، بحارالأنوار 2 / 118: 50، الفصول المهمة: 277.

[2] الحجرات: 12.

[3] هو محمد بن الفرج الرخجي، من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السلام.

[4] يطلق الباب علي صاحب السر الذي يتوصل الي الامام به.

[5] الارشاد 298: 2، الكافي 2 / 260: 1، اعلام الوري: 356، بحارالأنوار 3 / 119: 50.

[6] بحارالأنوار 118: 50.

[7] بحارالأنوار 123: 50.

[8] كفاية الأثر: 280.

[9] كفاية الأثر: 280.

[10] المناقب 402: 4.