بازگشت

زهده


لقد واظب الامام عليه السلام علي العبادة و الورع و الزهد، و لم يحفل كشأن آبائه المعصومين عليهم السلام بمظاهر الحياة الفانية و نعيمها الزائل و متعها الزائفة، بل اتجه الي الله تعالي و رغب فيما أعده له في دار الخلود من النعيم و الكرامة، و آثر طاعة الله تعالي علي كل شي ء عاملا كل ما يقربه اليه زلفي.

فلقد داهمت قوات السلطة العباسية في زمان المتوكل داره عليه السلام في يثرب، ففتشوها بدقة، فلم يجدوا شيئا من متاع الدنيا و زخرفها، قال يحيي بن هرثمة، و هو الموكل باشخاص الامام عليه السلام من المدنية الي سامراء بأمر المتوكل: كان ملازما للمسجد، و لم يكن عنده ميل الي الدنيا، و قد فتشت منزله فلم أجد فيه الا مصاحف و أدعية و كتب العلم. [1] .



[ صفحه 54]



و مرة أخري في سامراء اقتحم داره ليلا جماعة من الأتراك من جند المتوكل، فلم يجدوا فيها شيئا، و وجدوه في بيت مغلق عليه، و عليه مدرعة من صوف، و هو جالس علي الرمل و الحصي ليس تحته فراش، و هو متوجه الي الله تعالي يتلو آيا من القرآن. [2] .

قال سعيد الحاجب: صرت الي دار أبي الحسن عليه السلام بالليل، و معي سلم، فصعدت منه الي السطح، و نزلت فوجدت عليه جبة صوف و قلنسوة منها، و سجادته علي حصير بين يديه و هو مقبل علي القبلة. [3] .

و نقل ابن أبي الحديد عن المفاخرة بين بني هاشم. بني امية للجاحظ، قال: و أين أنتم عن علي بن محمد الرضا، لا بس الصوف طول عمره مع سعة أمواله. كثرة ضياعه و غلاته. [4] .


پاورقي

[1] تذكرة الخواص: 360.

[2] تذكرة الخواص: 361.

[3] الارشاد 303: 2.

[4] شرح ابن أبي الحديد 273:15.