بازگشت

قنوته


4 - كان عليه السلام يقنت في صلاته بالدعاء التالي:

مناهل كراماتك بجزيل عطياتك مترعة، و أبواب مناجاتك لمن أمك مشرعة، و عطوف لحظاتك لمن ضرع اليك غير منقطعة، و قد ألجم الحذار، و اشتد الاضطرار، و عجز عن الاصطبار أهل الانتظار، و أنت اللهم بالمرصد من المكار،



[ صفحه 59]



اللهم و غير مهمل مع الامهال.

و اللائذ بك آمن، والراغب اليك غانم، و القاصد اللهم لبابك سالم، اللهم فعاجل من قد استن في طغيانه، و استمر علي جهالته لعقباه في كفرانه، و أطمعه حلمك عنه في نيل ارادته، فهو يتسرع الي أوليائك بمكارهه، و يواصلهم بقبائح مراصده، و يقصدهم في مظانهم بأذيته.

اللهم اكشف العذاب عن المؤمنين، وابعثه جهرة علي الظالمين، اللهم اكفف العذاب عن المستجيرين، و اصببه علي المغترين، اللهم بادر عصبة الحق بالعون، و بادر أعوان الظلم بالقصم، اللهم أسعدنا بالشكر، و امنحنا النصر، و أعذنا من سوء البداء و العاقبة و الختر. [1] .

5 - و روي عنه قنوت آخر كان يدعو به عليه السلام في صلاته:

يا من تفرد بالربوبية، و توحد بالوحدانية، يا من أضاء باسمه النهار، و أشرقت به الأنوار، و أظلم بأمره حندس الليل، و هطل بغيثه و ابل السيل.

يا من دعاه المضطرون فأجابهم، و لجأ اليه الخائفون فأمنهم، و عبده الطائعون فشكرهم، و حمده الشاكرون فأثابهم، ما أجل شأنك، و أعلي سلطانك، و أنفذ أحكامك.

أنت الخالق بغير تكلف، و القاضي بغير تحيف حجتك البالغة، و كلمتك الدامغة، بك اعتصمت و تعوذت من نفثات العندة، و رصدات الملحدة، الذين ألحدوا في أسمائك، و رصدوا بالمكاره لأوليائك، و أعانوا علي قتل أنبيائك و أصفيائك،



[ صفحه 60]



و قصدوا لاطفاء نورك باذاعة سرك، و كذبوا رسلك، و صدوا عن آياتك، و اتخذوا من دونك و دون رسولك و دون المؤمنين وليجة، رغبة عنك، و عبدوا طواغيتهم و جوابيتهم بدلا منك، فمننت علي أوليائك بعظيم نعمائك، وجدت عليهم بكريم آلائك، و أتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك، حفظا لهم من معاندة الرسل، و ضلال السبل، و صدقت لهم بالعهود ألسنة الاجابة، و خشعت لك بالعقود قلوب الانابة.

أسألك اللهم باسمك الذي خشعت له السماوات و الأرض، و أحييت به موات الأشياء، و أمت به جميع الأحياء، و جمعت به كل متفرق، و فرقت به كل مجتمع، و أتممت به الكلمات، و أريت به كبري الآيات، و تبت به علي التوابين، و أخسرت به عمل المفسدين، فجعلت عملهم هباء منثورا، و تبرتهم تتبيرا أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تجعل شيعتي من الذين حملوا فصدقوا، و استنطقوا فنطقوا، آمنين مأمونين.

اللهم اني أسألك لهم توفيق أهل الهدي، و أعمال أهل اليقين، و مناصحة أهل التوبة، و عزم أهل الصبر، و تقية أهل الورع، و كتمان الصديقين، حتي يخافوك.

اللهم مخافة تعجزهم عن معاصيك، و حتي يعلموا بطاعتك لينالوا كرامتك، و حتي يناصحوا لك و فيك خوفا منك، و حتي يخلصوا لك النصيحة في التوبة حبا لهم، فتوجب لهم محبتك التي أوجبتها للتوابين، و حتي يتوكلوا عليك في امورهم كلها حسن ظن بك، و حتي يفوضوا اليك امورهم ثقة بك.

اللهم لا تنال طاعتك الا بتوفيقك، و لا تنال درجة من درجات الخير الا بك، اللهم يا مالك يوم الدين، العالم بخفايا صدور العالمين، طهر الأرض من نجس



[ صفحه 61]



أهل الشرك، و أخرس الخراصين عن تقولهم علي رسولك الافك.

اللهم اقصم الجبارين، و أبر المفترين و الأفاكين الذين اذا تتلي عليهم آيات الرحمان قالوا أساطير الأولين، و أنجز لي وعدك انك لا تخلف الميعاد، و عجل فرج كل طالب مرتاد، انك لبالمرصاد للعباد.

و أعوذ بك من كل لبس ملبوس، و من كل قلب عن معرفتك محبوس، و من نفس تكفر اذا أصابها بؤس، و من واصف عدل عمله عن العدل معكوس، و من طالب للحق و هو عن صفات الحق منكوس، و من مكتسب اثم باثمة مركوس، و من وجه عند تتابع النعم عليه عبوس، أعوذ بك من ذلك كله، و من نظيره و أشكاله و أمثاله انك عليم حكيم. [2] .


پاورقي

[1] مهج الدعوات: 60، بحارالأنوار 226: 85.

[2] مهج الدعوات: 61، بحارالأنوار 227: 85.