بازگشت

استجارته بالحائر


عندما ألم المرض بالامام الهادي عليه السلام استجار بالحائر الحسيني، و هو مرقد



[ صفحه 65]



سيد شباب أهل الجنة و أحد سبطي الرحمة جده الامام الحسين عليه السلام، و قد وردت روايات عديدة عن أبي هاشم الجعفري في هذا الخصوص، منها:

13 - روي ابن قولويه رحمةالله بالاسناد عن الحسن بن متيل، عن سهل بن زياد، عن أبي هاشم الجعفري، قال: بعث الي أبوالحسن عليه السلام في مرضه، و الي محمد ابن حمزة، فسبقني اليه محمد بن حمزة، فأخبرني أنه ما زال يقول: ابعثوا الي الحائر، ابعثوا الي الحائر، فقلت لمحمد: ألا قلت له: أنا أذهب الي الحائر؟ ثم دخلت عليه، فقلت له: جعلت فداك، أنا أذهب الي الحائر؟ فقال: انظروا في ذلك.

ثم قال: ان محمدا ليس له سر من زيد بن علي [1] ، و أنا أكره أن يسمع ذلك، قال: فذكرت ذلك لعلي بن بلال، فقال: ما كان يصنع بالحائر و هو الحائر! فقدمت العسكر فدخلت عليه، فقال لي: اجلس، حين أردت القيام.

فلما رأيته أنس بي، فذكرت قول علي بن بلال، فقال لي: ألا قلت له:



[ صفحه 66]



ان رسول الله صلي الله عليه و آله كان يطوف بالبيت، و يقبل الحجر، و حرمة النبي صلي الله عليه و آله و المؤمن أعظم من حرمة البيت، و أمره الله أن يقف بعرفة، انما هي مواطن يحب الله أن يذكر فيها، فأنا احب أن يدعي لي حيث يحب الله أن يدعي فيها، و الحائر من تلك المواضع. [2] .

14 - و عن محمد بن عيسي، عن أبي هاشم الجعفري، قال: دخلت أنا و محمد ابن حمزة عليه نعوده و هو عليل، فقال لنا: وجهوا قوما الي الحائر من مالي، فلما خرجنا من عنده قال لي محمد بن حمزة: المشير يوجهنا الي الحائر و هو بمنزلة من في الحائر! قال: فعدت اليه فأخبرته، فقال لي: ليس هو هكذا، ان لله مواضع يحب أن يعبد فيها، و حائر الحسين عليه السلام من تلك المواضع. [3] .

15 - و عنه، قال أبومحمد الرهوردي: حدثني أبوعلي محمد بن همام رحمةالله، قال: حدثني الحميري، قال: حدثني أبوهاشم الجعفري، قال: دخلت علي أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام و هو محموم عليل، فقال لي: يا أباهاشم، ابعث رجلا من موالينا الي الحائر يدعو الله لي، فخرجت من عنده، فاستقبلني علي بن بلال، فأعلمته ما قال لي، و سألته أن يكون الرجل الذي يخرج، فقال: السمع و الطاعة، ولكنني أقول انه أفضل من الحائر، اذا كان بمنزلة من في الحائر، و دعاؤه نفسه أفضل من دعائي له بالحائر.



[ صفحه 67]



فأعلمته عليه السلام ما قال، فقال لي: قل له: كان رسول الله صلي الله عليه و آله أفضل من البيت و الحجر، و كان يطوف بالبيت و يستلم الحجر، و ان لله بقاعا يحب أن يدعي فيها فيستجيب لمن دعاه، و الحائر منها. [4] .


پاورقي

[1] قال العلامة المجلسي رحمةالله: قوله عليه السلام: «ابعثوا الي الحائر»، أي ابعثوا رجلا الي حائر الحسين عليه السلام يدعو لي، و يسأل الله شفائي عنده. و قوله عليه السلام: «انظروا في ذلك» أي تفكروا و تدبروا فيه بأن يقع علي وجه لا يطلع عليه أحد للتقية. و قوله عليه السلام: «ان محمدا» يعني ابن حمزة ليس له سر أي حصانة بل يفشي الأسرار، و ذلك بسبب أنه من أتباع زيد و لا يعتقد امامتنا، فتكون (من) تعليلية، أو المعني أنه ليس له حظ من أسرار زيد و ما كان يعتقد فينا، فان الزيدية خالفوا زيدا في ذلك، و لعله كان الباعث لافشائه علي الوجهين الحسد علي أبي هاشم اذا كان هو المبعوث، فلذا لم يتق عليه السلام في القول أولا عنده مع أنه يحتمل أن يكون المراد بمحمد أخيرا غير ابن حمزة.

و يحتمل أيضا أن يكون المراد بزيد غير امام الزيدية، بل واحدا من أهل ذلك العصر ممن يتقي منه، و يكون المعني أن محمدا لا يخفي شيئا من زيد، و أنا أكره أن يسمع زيد ذلك.

[2] كامل الزيارات: 273، بحارالأنوار 32 / 112: 101.

[3] كامل الزيارات: 274، بحارالأنوار 33 / 113: 101.

[4] كامل الزيارات: 274، بحارالأنوار 34 / 113: 101.