بازگشت

دعاء الفرج


23 - روي السيد ابن طاووس بالاسناد عن اليسع بن حمزة القمي، قال: أخبرني عمرو بن مسعدة وزير المعتصم الخليلة أنه جاء علي بالمكروه الفظيع حتي تخوفته علي اراقة دمي و فقر عقبي، فكتبت الي سيدي أبي الحسن العسكري عليه السلام أشكو اليه ما حل بي، فكتب الي: لا روع اليك و لا بأس، فادع الله بهذه الكلمات، يخلصك الله و شيكا مما وقعت فيه، و يجعل لك فرجا، فان آل محمد يدعون بها عند اشراف البلاء و ظهور الأعداء، و عند تخوف الفقر و ضيق الصدر.

قال اليسع بن حمزة: فدعوت الله بالكلمات التي كتب الي سيدي بها في صدر النهار، فوالله ما مضي شطره حتي جاءني رسول عمرو بن مسعدة فقال لي: أجب الوزير، فنهضت و دخلت عليه، فلما بصر بي تبسم الي، و أمر بالحديد ففك عني، و بالأغلال فحلت مني، و أمرني بخلعة من فاخر ثيابه، و أتحفني بطيب، ثم أدناني و قربني، و جعل يحدثني و يعتذر الي، ورد علي جميع ما كان استخرجه مني، و أحسن



[ صفحه 77]



رفدي، و ردني الي الناحية التي كنت أتقلدها، و أضاف اليها الكورة التي تليها.

قال: و كان الدعاء:

يا من تحل بأسمائه عقد المكاره، و يا من يفل بذكره حد الشدائد، و يا من يدعي بأسمائه العظام من ضيق المخرج الي محل الفرج، ذلت لقدرتك الصعاب، و تسببت بلطفك الأسباب، و جري بطاعتك القضاء، و مضت علي ذكرك الأشياء، فهي بمشيئتك دون قولك مؤتمرة، و بارادتك دون وحيك منزجرة.

أنت المرجو للمهمات، و أنت المفزع للملمات، لا يندفع منها الا ما دفعت، و لا ينكشف منها الا ما كشفت، و قد نزل بي من الأمر ما فدحني ثقله، و حل بي منه ما بهضني حمله، و بقدرتك أوردت علي ذلك، و بسلطانك وجهته الي، فلا مصدر لما أوردت، و لا ميسر لما عسرت، و لا صارف لما وجهت، و لا فاتح لما أغلقت، و لا مغلق لما فتحت، و لا ناصر لمن خذلت الا أنت.

صل علي محمد و آل محمد، و افتح لي باب الفرج بطولك، و اصرف عني سلطان الهم بحولك، و أنلني حسن النظر فيما شكوت، و ارزقني حلاوة الصنع فيما سألتك، و هب لي من لدنك فرجا و حيا [1] ، و اجعل لي من عندك مخرجا هنيا، و لا تشغلني بالاهتمام عن تعاهد فرائضك، و استعمال سنتك، فقد ضقت بما نزل بي ذرعا، و امتلأت بحمل ما حدث علي جزعا، و أنت القادر علي كشف ما بليت به، و دفع ما وقعت فيه، فافعل ذلك بي، و ان كنت غير مستوجبه منك، يا ذاالعرش العظيم، و ذالمن الكريم، فأنت قادر يا أرحم الراحمين، آمين رب العالمين. [2] .



[ صفحه 78]



و بهذا الدعاء المبارك نختم هذا الفصل من سيرة الامام الهادي عليه السلام و سننه، و رويت عنه عليه السلام أدعية في أغراض شتي و مناجاة يناجي بها ربه في غلس الليل بنفس مطمئنة و قلب خاشع، و لو أوردناها جميعا لطال بنا المقام و خرجنا عن غرض الكتاب، و لنا وقفة مع الزيارة الجامعة في الفصل اللاحق، و قد اخترناها من بين كثير من الزيارات المروية عنه عليه السلام لما فيها من دقة التعبير و جمال الاسلوب و أهمية المضمون.



[ صفحه 79]




پاورقي

[1] أي سريعا عاجلا.

[2] مهج الدعوات: 271.