بازگشت

معرفة الغائب و ما يكون


1 - عن علي بن محمد النوفلي، قال: قال لي محمد بن الفرج الرخجي: ان أباالحسن عليه السلام كتب اليه: يا محمد، اجمع أمرك و خذ حذرك.

قال: فأنا في جمع أمري لست أدري ما المراد بما كتب به الي، حتي ورد علي رسول حملني من مصر مصفدا بالحديد، و ضرب علي كل ما أملك، فمكثت في السجن ثماني سنين، ثم ورد علي كتاب منه و أنا في السجن: يا محمد بن الفرج، لا تنزل في ناحية الجانب الغربي، فقرأت الكتاب و قلت في نفسي: يكتب أبوالحسن الي بهذا و أنا في السجن! ان هذا لعجب. فما مكثت الا أياما يسيرة حتي افرج عني و حلت قيودي، و خلي سبيلي.

قال: فكتبت اليه بعد خروجي أسأله أن يسأل الله أن يرد علي ضياعي، فكتب الي: سوف ترد عليك، و ما يضرك ألا ترد عليك.

قال علي بن محمد النوفلي: فلما شخص محمد بن الفرج الرخجي الي العسكر، كتب له برد ضياعه، فلم يصل الكتاب حتي مات. [1] .



[ صفحه 161]



2 - و عن أبي الطيب يعقوب بن ياسر، قال: كان المتوكل يقول: و يحكم قد أعياني أمر ابن الرضا، و جهدت أن يشرب معي، و أن ينادمني فامتنع، و جهدت أن أجد فرصة في هذا المعني فلم أجدها. فقال له بعض من حضر: ان لم تجد من ابن الرضا ما تريده من هذه الحال، فهذا أخوه موسي قصاف عزاف، يأكل و يشرب، و يعشق و يتخالع [2] ، فأحضره و اشهره، فان الخبر يشيع عن ابن الرضا بذلك، و لا يفرق الناس بينه و بين أخيه، و من عرفه اتهم أخاه بمثل فعاله.

فقال: اكتبوا باشخاصه مكرما، فاشخص مكرما، فتقدم المتوكل أن يتلقاه جميع بني هاشم و القواد و سائر الناس، و عمل علي أنه اذا وافي أقطعه قطيعة، و بني له فيها، و حول اليها الخمارين و القيان [3] ، و تقدم بصلته و بره. و أفرد له منزلا سريا يصلح أن يزوره هو فيه.

فلما وافي موسي تلقاه أبوالحسن عليه السلام في قنطرة وصيف - و هو موضع يتلقي فيه القادمون - فسلم عليه و وفاه حقه، ثم قال له: ان هذا الرجل قد أحضرك ليهتكك و يضع منك، فلا تقر له أنك شربت نبيذا قط، و اتق الله يا أخي أن ترتكب محظورا. فقال له موسي: انما دعاني لهذا، فما حيلتي؟ قال: فلا تضع من قدرك، و لا تعصي ربك، و لا تفعل ما يشينك، فما غرضه الا هتكك، فأبي عليه موسي،



[ صفحه 162]



فكرر عليه أبوالحسن عليه السلام القول و الوعظ، و هو مقيم علي خلافه، فلما رأي أنه لا يجيب قال له: أما أن المجلس الذي تريد الاجتماع معه عليه لا تجتمع عليه أنت و هو أبدا.

قال: فأقام موسي ثلاث سنين يبكر كل يوم الي باب المتوكل، فيقال له: قد تشاغل اليوم، فيروح، فيقال له: قد سكر، فيبكر فيقال له: قد شرب دواء، فما زال علي هذا ثلاث سنين حتي قتل المتوكل، و لم يجتمع معه علي شراب. [4] .

3 - و روي محمد بن علي، قال: أخبرني زيد بن علي بن الحسين بن زيد، قال: مرضت فدخل الطيب علي ليلا، و وصف لي دواء آخذه في السحر كذا و كذا يوما، فلم يمني تحصيله من الليل، و خرج الطيب من الباب، و ورد صاحب أبي الحسن عليه السلام في الحال و معه صرة فيها ذلك الدواء بعينه. فقال لي: أبوالحسن يقرئك السلام و يقول: خذ هذا الدواء كذا و كذا يوما، فأخذت فشربت فبرئت. [5] .

4 - و عن المنتصر بن المتوكل، قال: زرع والدي الآس في بستان و أكثر منه، فلما استوي الآس كله و حسن، أمر الفراشين أن يفرشوا له علي دكان في وسط



[ صفحه 163]



البستان و أنا قائم علي رأسه، فرفع رسه الي و قال: يا رافضي، سل ربك الأسود عن هذا الأصل الأصفر ما له من بين ما بقي من هذا البستان قد اصفر، فانك تزعم أنه يعلم الغيب؟ فقلت: يا أميرالمؤمنين، انه ليس يعلم الغيب.

فأصبحت [و غدوت] الي أبي الحسن عليه السلام من الغد و أخبرته بالأمر، فقال: «يا بني، امض أنت و احفر الأصل الأصفر، فان تحته جمجمة نخرة، و اصفراره لبخارها و نتنها».

قال: ففعلت ذلك، فوجدته كما قال عليه السلام، ثم قال لي: «يا بني، لا تخبرن أحدا بهذا الأمر الا لمن يحدثك بمثله». [6] .

5 - و عن أبي هاشم الجعفري، قال: كنت بالمدينة حين مر بها بغا أيام الواثق في طلب الأعراب، فقال أبوالحسن عليه السلام: «اخرجوا بنا حتي ننظر الي لغة هذا التركي». فمر بنا تركي و كلمه أبوالحسن عليه السلام بالتركية، فنزل عن فرسه و قبل حافر دابته.

قال: فحلفت التركي، و قلت له: ما قال الرجل لك؟ قال: هذا نبي؟ فقلت: هذا ليس نبي.

قال: دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك، و ما علمه أحد الي الساعة. [7] .



[ صفحه 164]



6 - و عن عبدالله بن طاهر، قال: خرجت الي سر من رأي لأمر من الامور أحضرني المتوكل، فأقمت مدة ثم ودعت و عزمت علي الانحدار الي بغداد، فكتبت الي أبي الحسن عليه السلام أستأذنه في ذلك و اودعه، فكتب لي: «فانك بعد ثلاث يحتاج اليك و يحدث أمران».

فانحدرت و استحسنته، فخرجت الي الصيد، و نسيت ما أشار الي أبوالحسن عليه السلام، فعدلت الي المطيرة [8] و قد صرت الي مصري و أنا جالس مع خاصتي، اذا ثمانية فوارس يقولون: أجب أميرالمؤمنين المنتصر، فقلت: ما الخبر؟ فقالوا: قتل المتوكل، و جلس المنتصر، و استوزر أحمد بن محمد بن الخصيب، فقمت من فوري راجعا. [9] .

7 - و عن الطيب بن محمد بن الحسن بن شمون، قال: ركب المتوكل ذات يوم و خلفه الناس، و ركبت آل أبي طالب الي أبي الحسن عليه السلام ليركبوا بركوبه، فخرج في يوم صائف شديد الحر، و السماء صافية ما فيها غيم، و هو عليه السلام معقود ذنب الدابة بسرج جلود طويل، عليه ممطر و برنس، فقال زيد بن موسي بن جعفر لجماعة آل أبي طالب: انظروا الي هذا الرجل يخرج مثل هذا اليوم كأنه وسط الشتاء!

قال: فساروا جميعا، فما جاوزوا الجسر و لا خرجوا عنه حتي تغيمت السماء، و أرخت عزاليها كأفواه القرب، و ابتلت ثياب الناس، فدنا منه زيد بن موسي بن



[ صفحه 165]



جعفر، و قال: يا سيدي، أنت قد علمت أن السماء قد تمطر، فهلا أعلمتنا، فقد هلكنا و عطبنا. [10] .

8 - و عن موسي بن جعفر البغدادي، قال: كانت لي حاجة أحببت أن أكتب الي العسكري عليه السلام، فسألت محمد بن علي بن مهزيار أن يكتب في كتابة اليه بحاجتي، فاني كتبت اليه كتابا و لم أذكر فيه حاجتي، بل بيضت موضعها، فورد الكتاب في حاجتي مفسرا في كتاب لمحمد بن ابراهيم الحمصي. [11] .

9 - و روي المعلي بن محمد البصري، عن أحمد بن محمد بن عبدالله، قال: كتب اليه محمد بن الحسين بن مصعب المدائني يسأله عن السجود علي الزجاج، قال: فلما نفذ الكتاب حدثت نفسي: انه مما أنبتت الأرض، و أنهم قالوا: لا بأس بالسجود علي ما أنبتت الأرض.

قال: فجاء الجواب: لا تسجد، و ان حدثتك نفسك أنه مما أنبتت الأرض، فانه من الرمل و الملح، و الملح سبخ، و الرمل سبخ، و السبخ بلد ممسوخ. [12] .

10 - و عن أبي عبدالله القمي، قال: حدثني ابن عياش، قال: حدثني



[ صفحه 166]



أبوالحسين محمد بن اسماعيل بن أحمد الفهقلي الكاتب بسر من رأي سنة ثمان و ثلاثين و ثلاثمائة، قال: حدثني أبي، قال: كنت بسر من رأي أسير في درب الحصا، فرأيت يزداد النصراني تلميذ بختيشوع و هو منصرف من دار موسي بن بغاء فسايرني و أفضي بنا الحديث، الي أن قال لي: أتري هذا الجدار، تدري من صاحبه؟ قلت: و من صاحبه؟

قال: هذا الفتي العلوي الحجازي - يعني علي بن محمد بن الرضا عليه السلام - و كنا نسير في فناء داره، قلت ليزداد: نعم فما شأنه.

قال: ان كان مخوق يعلم الغيب فهو.

قلت: و كيف ذلك؟

قال: اخبرك عنه باعجوبة لن تسمع بمثلها أبدا، و لا غيرك من الناس، ولكن لي الله عليك كفيل وراع أنك لا تحدث به عني أحدا، فاني رجل طبيب، ولي معيشة أرعاها عند هذا السلطان، و بلغني أن الخليفة استقدمه من الحجاز فرقا منه، لئلا ينصرف اليه وجوه الناس، فيخرج هذا الأمر عنهم، يعني بني العباس.

قلت: لك علي ذلك، فحدثني به، و ليس عليك بأس، انما أنت رجل نصراني، لا يتهمك أحد فيما تحدث به عن هؤلاء القوم، وقد ضمنت لك الكتمان.

قال: نعم، اعلمك أني لقيته منذ أيام و هو علي فرس أدهم، و عليه ثياب سود، و عمامة سوداء، و هو أسود اللون، فلما بصرت به وقفت اعظاما له - لا و حق المسيح، ما خرجت من فمي الي أحد من الناس - و قلت في نفسي: ثياب سود، و دابة سودا، و رجل أسود، سواد في سواد في سواد، فلما بلغ الي و أحد النظر، قال: قلبك أسود مما تري عيناك من سواد في سواد في سواد.

قال أبي رحمه الله: قلت له: أجل فلا تحدث به أحدا، فما صنعت، و ما قلت له؟



[ صفحه 167]



قال: سقط في يدي [13] فلم أجد جوابا.

قلت له: أفما ابيض قلبك لما شاهدت؟

قال: الله أعلم.

قال أبي: فلما اعتل يزداد بعث الي فحضرت عنده، فقال: ان قلبي قد ابيض بعد سواده، و أنا أشهد أن لا اله الا الله، و أن محمدا رسول الله، و أن علي بن محمد حجة الله علي خلقه و ناموسه الأعلم، ثم مات في مرضه ذلك، و حضرت الصلاة عليه رحمه الله. [14] .

11- و حدث محمد بن شرف، قال: كنت مع أبي الحسن عليه السلام أمشي بالمدينة، فقال لي: ألست ابن شرف؟ قلت: بلي، فأردت أن أسأله عن مسألة، فابتدأني من غير أن أسأله، فقال: نحن علي قارعة الطريق، و ليس هذا موضع مسألة. [15] .

12 - و عن محمد بن الفضل البغدادي، قال: كتبت الي أبي الحسن أن لنا حانوتين خلفهما لنا والدنا رضي الله عنه، و أردنا بيعهما، و قد عسر علينا ذلك؛ فادع الله لنا يا سيدنا أن ييسر الله لنا بيعهما باصلاح الثمن، و يجعل لنا في ذلك الخيرة، فلم يجب



[ صفحه 168]



فيهما بشي ء، و انصرفنا الي بغداد و الحانوتان قد احترقا. [16] .

13 - و عن أيوب بن نوح، قال: كتبت الي أبي الحسن: قد تعرض لي جعفر ابن عبدالواحد القاضي، و كان يوذيني بالكوفة، أشكو اليه ما ينالني منه من الأذي، فكتب الي: تكفي أمره الي شهرين، فعزل من الكوفة في شهرين و استرحت منه. [17] .

14 - و عن علي بن محمد الحجال، قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام: أنا في خدمتك و أصابتني علة في رجلي لا أقدر علي النهوض و القيام بما يجب، فان رأيت أن تدعو الله أن يكشف علتي، و يعينني علي القيام بما يجب علي، و أداء الأمانة في ذلك، و يجعلني من تقصيري من غير تعمد مني و تضييع مال أتعمده من نسيان يصيبني في حل، و يوسع علي، و تدعو لي بالثبات علي دينه الذي ارتضاه لنبيه عليه السلام.

فوقع: كشف الله عنك و عن أبيك، قال: و كان بأبي علة، و لم أكتب فيها؛ فدعا له ابتداء. [18] .

15 - و عن كافور الخادم، قال: كان في الموضع المجاور الامام من أهل الصنائع صنوف من الناس، و كان الموضع كالقرية، و كان يونس النقاش يغشي



[ صفحه 169]



سيدنا الامام و يخدمه.

فجاءه يوما يرعد، فقال له: يا سيدي اوصيك بأهلي خيرا. قال: و ما الخبر؟ قال: عزمت علي الرحيل. قال: و لم يا يونس؟ و هو يتبسم عليه السلام. قال: قال: موسي بن بغا وجه الي بفص ليس له قيمة، أقبلت أنقشه، فكسرته باثنين، و موعده غدا، و هو موسي بن بغا، اما ألف سوط أو القتل. قال: امض الي منزلك الي غد، فما يكون الا خيرا.

فلما كان من الغد وافي بكرة يرعد، فقال: قد جاء الرسول يلتمس الفص، قال: امض اليه، فما تري الا خيرا. قال: و ما أقول له يا سيدي؟ قال: فتبسم و قال: امض اليه و اسمع ما يخبرك به، فلن يكون الا خيرا.

قال: فمضي و عاد يضحك. قال: قال لي يا سيدي: الجواري اختصمن، فيمكنك أن تجعله فصين حتي نغنيك؟ فقال سيدنا الامام عليه السلام: اللهم لك الحمد اذ جعلتنا ممن يحمدك حقا، فأيش قلت له؟ قال: قلت له: أمهلني حتي أتأمل أمره كيف أعمله؟ فقال: أصبت. [19] .

16 - و عن علي بن مهزيار، قال: وردت العسكر و أنا شاك في الامامة، فرأيت السلطان قد خرج الي الصيد في يوم الربيع، الا أنه صائف، و الناس عليهم ثياب الصيف، و علي أبي الحسن عليه السلام لباد، و علي فرسه تجفاف لبود، و قد عقد ذنب الفرس، و الناس يتعجبون منه، و يقولون: ألا ترون الي هذا المدني ما قد فعل بنفسه؟ فقلت في نفسي: لو كان هذا اماما ما فعل هذا.



[ صفحه 170]



فلما خرج الناس الي الصحراء لم يلبثوا أن ارتفعت سحابة عظيمة هطلت، فلم يبق أحد ابتل حتي غرق بالمطر، و عاد عليه السلام و هو سالم من جميعه، فقلت في نفسي: يوشك أن يكون هو الامام، ثم قلت: اريد أن أسأله عن الجنب اذا عرق في الثوب، فقلت في نفسي: ان كشف وجهه فهو الامام.

فلما قرب مني كشف وجهه، ثم قال: ان كان عرق الجنب في الثوب، و جنابته من حرام، فلا يجوز الصلاة فيه، و ان كان جنابته من حلال فلا بأس، فلم يبق في نفسي بعد ذلك شبهة. [20] .

17 - و عن اسحاق بن عبدالله العلوي العريضي، قال: ركب أبي و عمومتي الي أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام، و قد اختلفوا في الأربعة أيام التي تصام في السنة، و هو مقيم بصريا قبل مصيره الي سر من رأي، فقال: جئتم تسألوني عن الأيام التي تصام في السنة. فقالوا: ما جئنا الا لهذا.

فقال: اليوم السابع عشر من ربيع الأول، و هو اليوم الذي ولد فيه رسول الله صلي الله عليه و آله، و اليوم السابع و العشرون من رجب، و هو اليوم الذي بعث فيه رسول الله صلي الله عليه و آله، و اليوم الخامس و العشرون من ذي القعدة، و هو اليوم الذي دحيت فيه الأرض، و اليوم الخامس عشر من ذي الحجة و هو يوم الغدير. [21] .

18 - و عن الحسن بن اسماعيل - شيخ من أهل النهرين - قال: خرجت أنا



[ صفحه 171]



و رجل من أهل قريتي الي أبي الحسن عليه السلام بشي ء كان معنا، و كان بعض أهل القرية قد حملنا رسالة، و دفع الينا ما أوصلناه، و قال: تقرؤونه مني السلام، و تسألونه عن بيض الطائر الفلاني من طيور الآجام، هل يجوز أكله أم لا؟

فسلمنا ما كان معنا الي جارية، و أتاه رسول السلطان، فنهض ليركب، و خرجنا من عنده، و لم نسأله عن شي ء، فلما صرنا في الشارع لحقنا عليه السلام و قال لرفيقي بالنبطية: أقرئه مني السلام و قل له: بيض الطائر الفلاني لا تأكله فانه من المسوخ. [22] .

19 - و روي عن أحمد بن عيسي الكاتب، قال: رأيت رسول الله صلي الله عليه و آله فيما يري النائم، كأنه نائم في حجري، و كأنه دفع الي كفا من تمر عدده خمس و عشرون تمرة، قال: فما لبئت الا و أنا بأبي الحسن علي بن محمد عليه السلام و معه قائد، فأنزله في حجرتي، و كان القائد يبعث و يأخذ من العلف من عندي، فسألني يوما: كم لك علينا؟ قلت: لست آخذ منك شيئا، فقال لي: أتحب أن تدخل الي هذا العلوي فتسلم عليه؟ قلت: لست أكره ذلك.

فدخلت فسلمت عليه، و قلت له: ان في هذه القرية كذا و كذا من مواليك، فان أمرتنا بحضورهم فعلنا، قال: لا تفعلوا. قلت: فان عندنا تمورا جيادا، فتأذن لي أن أحمل لك بعضها. فقال: ان حملت شيئا يصل الي، ولكن احمله الي القائد، فانه سيبعث الي منه، فحملت الي القائد أنواعا من التمر، و أخذت نوعا جيدا في كمي و سكرجة [23] من زبد فحملته اليه.



[ صفحه 172]



ثم جئت، فقال القائد: أتحب أن تدخل علي صاحبك؟ قلت: نعم، فدخلت فاذا قدامه من ذلك التمر الذي بعثت به الي القائد، فأخرجت التمر الذي كا معي و الزبد، فوضعته بين يديه، فأخذ كفا من تمر فدفعه الي، و قال: لو زادك رسول الله صلي الله عليه و آله لزدناك، فعددته فاذا هي كما رأيت في النوم لم يزد و لم ينقص. [24] .

20 - و روي الفحام، عن المنصوري، عن عم أبيه، قال: دخلت يوما علي المتوكل، و هو يشرب، فدعاني الي الشرب، فقلت: يا سيدي ما شربته قط، قال: أنت تشرب مع علي بن محمد. قال: فقلت له: ليس تعرف من في يدك، انما يضرك و لا يضره، و لم أعد ذلك عليه.

قال: فلما كان يوما من الأيام قال لي الفتح بن خاقان: قد ذكر الرجل - يعني المتوكل - خبر مال يجي ء من قم، و قد أمرني أن أرصده لاخبره له، فقل لي من أي طريق يجي ء حتي أجتنبه، فجئت الي الامام علي بن محمد، فصادفت عنده من أحتشمه فتبسم، و قال لي: لا يكون الا خيرا يا أباموسي، لم لم تعد الرسالة الأولة؟ فقلت: أجللتك يا سيدي. فقال لي: المال يجي ء الليلة و ليس يصلون اليه فبت عندي.

فلما كان من الليل، و قام الي ورده، قطع الركوع بالسلام، و قال لي: قد جاء الرجل و معه المال، و قد منعه الخادم الوصول الي، فاخرج و خذ ما معه، فخرجت فاذا معه زنفيلجة [25] فيها المال، فأخذته و دخلت به اليه، فقال: قل له:



[ صفحه 173]



هات الجبة التي قالت لك القيمة انها ذخيرة جدتها، فخرجت اليه فأعطانيها، فدخلت بها اليه، فقال لي: قل له: الجبة التي أبدلتها منها ردها الينا، فخرجت اليه فقلت له ذلك، فقال: نعم، كانت ابنتي استحسنتها فأبدلتها بهذه الجبة، و أنا أمضي فأجي ء بها.

فقال: اخرج فقل له: ان اله تعالي يحفظ لنا و علينا، هاتها من كتفك، فخرجت الي الرجل، فأخرجتها من كتفه، فغشي عليه، فخرج اليه فقال له: قد كنت شاكا فتيقنت. [26] .

21 - و عن محمد بن عيسي، عن أبي علي بن راشد قال: قدمت علي أحمال، فأتاني رسوله عليه السلام قبل أن أنظر في الكتب أن اوجهه بها اليه: سرح الي بدفتر كذا، و لم يكن عندي في منزلي دفتر أصلا، قال: فقمت أطلب ما لا أعرف بالتصديق له، فلم أقع علي شي ء، فلما ولي الرسول قلت: مكانك، فحللت بعض الأحمال، فتلقاني دفتر لم أكن علمت به، الا أني علمت أنه لم يطلب الا حقا، فوجهت به اليه. [27] .


پاورقي

[1] الارشاد 304: 2، الكافي 5 / 418: 1، اعلام الوري: 358، بحارالأنوار 141: 50، اثبات الوصية: 196، الخرائج و الجرائح 9 / 679: 2، مناقب ابن شهرآشوب 414: 4.

[2] لعل هذا الدعاء علي السيد موسي المبرقع من قبل أعوان السلطان، و الا فان سيرة السيد المبرقع تجل عن مثل هذه المفتريات، علي أن في الخبر ما يدل علي مخالفته لأخيه الامام الهادي عليه السلام، و الله العالم بحقيقة الأحوال.

[3] القيان: الاماء المغنيات.

[4] الارشاد 307: 2، الكافي 8 / 420: 1، المناقب لابن شهرآشوب 409: 4، بحارالأنوار 6 / 3: 50، اعلام الوري: 363 - 362.

[5] الارشاد 308: 2، الكافي 9 / 420: 1، الخرائج و الجرائح 12 / 406: 1، الثاقب في المناقب: 549، الهداية الكبري: 314، المناقب لابن شهرآشوب 408: 4، بحارالأنوار 36 / 15: 50.

[6] الثاقب في المناقب: 538.

[7] الثاقب في المناقب: 538، الخرائج و الجرائح 4 / 674: 2، مناقب ابن شهرآشوب 408: 4، اعلام الوري: 359.

[8] المطيرة: قرية من نواحي سامراء.

[9] الثاقب في المناقب: 539.

[10] الثاقب في المناقب: 540.

[11] الثاقب في المناقب: 541 - 540.

[12] دلائل الامامة: 375 / 414، الكافي 14 / 332: 3، اثبات الوصية: 195، علل الشرائع: 5 / 342، كشف الغمة 174: 3.

[13] أي ندمت و تحيرت.

[14] دلائل الامامة: 382 / 418، نوادر المعجزات: 6 / 187، فرج الهموم: 233، بحارالأنوار 50 / 161: 50.

[15] كشف الغمة 175: 3.

[16] كشف الغمة 175: 3.

[17] كشف الغمة 175: 3.

[18] كشف الغمة 178: 3.

[19] أمالي الشيخ الطوسي 294: 1، بحارالأنوار 3 / 125: 50.

[20] بحارالأنوار 173: 50، مناقب ابن شهرآشوب 414: 4.

[21] مناقب ابن شهرآشوب 417: 4، بحارالأنوار 47 / 157: 50.

[22] بحارالأنوار 186: 50 عن عيون المعجزات.

[23] السكرجة: القصعة أو الوعاء.

[24] بحارالأنوار 39 / 153: 50.

[25] الزنفيلجة: وعاء أدوات الراعي، فارسي معرب.

[26] بحارالأنوار 2 / 124: 50، المناقب 413: 4.

[27] بحارالأنوار 9 / 130: 50.