بازگشت

استجابة دعائه و شفاء الأمراض


1 - عن أبي الهيثم عبدالله بن عبدالرحمن الصالحي، قال: ان أباهاشم الجعفري شكا الي مولانا أبي الحسن عليه السلام ما يلقي من الشوق اليه اذا انحدر من عندنا الي بغداد، فقال له: ادع الله تعالي يا سيدي، فاني لا أستطيع ركوب الماء خوف



[ صفحه 180]



الاصعاد [1] و الابطاء عنك، فسرت اليك علي الظهر، و ما لي مركوب سوي برذوني هذا علي ضعفه، فادع الله تعالي أن يقويني علي زيارتك، علي وجه الأرض، فقال: «قواك الله يا أباهاشم، و قوي برذونك».

قال: فكان أبوهاشم يصلي الفجر ببغداد، و يسير علي البرذون، فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سر من رأي، و يعود من يومه الي بغداد اذا سار علي ذلك البرذون، و كان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت. [2] .

2 - و عن أبي هاشم الجعفري، قال: ظهر برجل من أهل سر من رأي من البرص ما ينغص عليه عيشه، فجلس يوما الي أبي علي الفهري، فشكا اليه حاله، فقال له: لو تعرضت يوما لأبي الحسن علي بن محمد بن الرضا عليهم السلام، فتسأله أن يدعو لك، رجوت أن يزول عنك.

فجلس له يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكل، فلما رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك، فقال: «تنح عافاك الله»، ثلاث مرات، فابتعد الرجل و لم يجسر أن يدنو منه، و انصرف، فلقي الفهري فعرفه الحال و ما قال، فقال: قد دعا لك قبل أن تسأله، فامض فانك ستعافي، فانصرف الرجل الي بيته فبات ليلة، فلما أصبح لم ير علي بدنه شيئا من ذلك. [3] .



[ صفحه 181]



3 - و عن جماعة من أهل اصفهان، منهم العياشي محمد بن النضر، و أبوجعفر ابن محمد بن علوية، قالوا: كان باصفهان رجل يقال له: عبدالرحمن، و كان شيعيا، قيل له: ما السبب الذي أوجب عليك القول بامامة علي النقي عليه السلام دون غيره من أهل زمانه؟

قال: شاهدت ما أوجب ذلك علي، و ذلك أني كنت رجلا فقيرا، و كان لي لسان و جرأة، فأخرجني أهل اصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين الي باب المتوكل متظلمين، فأتينا باب المتوكل يوما، اذ خرج الأمر باحضار علي بن محمد النقي عليه السلام، فقال بعض من حضر: من هذا الرجل الذي أمر باحضاره؟ فقيل: هذا رجل علوي تقول الرافضة بأمامته، ثم قيل: و يقدر أن المتوكل يحضره للقتل. فقلت: لا أبرح من هاهنا حتي أنظر الي هذا الرجل أي رجل هو.

قال: فأقبل راكبا، و قد قام الناس يمنة الطريق و يسرتها صفين، ينظرون اليه، فلما رأيته وقع حبه في قلبي، فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه شر المتوكل، فأقبل يسير بين الناس و هو ينظر الي عرف دابته، لا ينظر يمنة و لا يسرة، و أنا دائم الدعاء له.

فلما صار الي أقبل بوجهه علي، و قال: «قد استجاب الله دعاءك، و طول عمرك، و كثر مالك و ولدك». فارتعدت و وقفت بين أصحابي يسألوني و هم يقولون: ما شأنك؟! فقلت: خيرا، و لم اخبرهم بذلك.

فانصرفنا بعد ذلك الي اصفهان، ففتح الله علي وجوها من المال حتي اليوم، أغلق بابي علي مائة ألف ألف درهم، سوي مالي خارج الدار، ورزقت عشرة من الأولاد، و قد بلغت الآن من العمر نيفا و سبعين سنة، و أنا أقول بامامة هذا الذي علم



[ صفحه 182]



ما في قلبي و استجاب الله دعاءه في. [4] .

4 - و عن أيوب بن نوح، قال: كتبت الي أبي الحسن: أن لي حملا، فادع الله أن يرزقني ابنا، فكتب الي: اذا ولد لك فسمه محمدا. قال: فولد لي ابن فسميته محمدا. قال: و كان ليحيي بن زكريا حمل فكتب اليه: أن لي حملا، فادع الله أن يرزقني ابنا، فكتب اليه: رب ابنة خير من ابن، فولدت له ابنة. [5] .

5 - و روي ابن شهرآشوب، باسناد عن أبي محمد الفحام، عن أبي الحسن محمد بن أحمد، قال: حدثني عم أبي، قال: قصدت الامام يوما، فقلت: ان المتوكل قطع رزقي، و ما أتهم في ذلك الا علمه بملازمتي لك، فينبغي أن تتفضل علي بمسألته، فقال: تكفي ان شاء الله. فلما كان في الليل طرقني رسل المتوكل رسول يتلو رسولا، فجئت اليه فوجدته في فراشه فقال: يا أباموسي، تشغل شغلي عنك و تنسينا نفسك، أي شي ء لك عندي؟

فقلت: الصلة الفلانية، و ذكرت أشياء، فأمر لي بها و بضعفها، فقلت للفتح: وافي علي بن محمد الي هاهنا و كتب رقعة؟ قال: لا.

قال: فدخلت علي الامام عليه السلام، فقال لي: يا أباموسي، هذا وجه الرضا، قلت: يا سيدي، ولكن قالوا انك ما مضيت اليه، و لا سألت؟



[ صفحه 183]



قال: ان الله تعالي علم منا أنا لا نلجأ في المهمات الا اليه، و لا نتوكل في الملمات الا عليه، و عودنا اذا سأناه الاجابة، و نخاف أن نعدل فيعدل. [6] .

6 - و قال أحمد بن علي، دعانا عيسي بن الحسن القمي أنا و أباعلي، و كان أعرج، فقال لنا: أدخلني ابن عمي أحمد بن اسحاق علي أبي الحسن عليه السلام، فرأيته، و كلمه بكلام لم أفهمه. ثم قال له: جعلني الله فداك، هذا ابن عمي عيسي بن الحسن، و به بياض في ذراعه و شي ء قد تكتل كأمثال الجوز.

قال: فقال لي: تقدم يا عيسي. فتقدمت. فقال: أخرج ذراعك، فأخرجت ذراعي، فمسح عليها، و تكلم بكلام خفي طول فيه، ثم قال في آخره ثلاث مرات: بسم الله الرحمن الرحيم.

ثم التفت الي أحمد بن اسحاق، فقال له: يا أحمد بن اسحاق، كان علي بن موسي الرضا عليه السلام يقول: (بسم الله الرحمن الرحيم) أقرب الي الاسم الأعظم من بياض العين الي سوادها.

ثم قال: يا عيسي، قلت: لبيك، قال: أدخل يدك في كمك ثم أخرجها. فأدخلتها ثم أخرجتها، و ليس في ذراعي قليل و لا كثير. [7] .

7 - و عن ابراهيم بن محمد الطاهري، قال: مرض المتوكل من خراج خرج به، فأشرف منه علي الموت، فلم يجسر أن يمسه بحديدة، فنذرت امه ان عوفي



[ صفحه 184]



أن تحمل الي أبي الحسن علي بن محمد عليه السلام مالا جليلا من مالها.

و قال له الفتح بن خاقان: لو بعثت الي هذا الرجل - يعني أباالحسن عليه السلام - فسألته، فانه ربما كان عنده صفة شي ء يفرج الله به عنك؟ فقال: ابعثوا اليه، فمضي الرسول و رجع فقال: خذوا كسب الغنم. [8] ، فديفوه بماء الورد، و ضعوه علي الخراج، فانه نافع باذن الله.

فجعل من بحضرة المتوكل يهزأ من قوله، فقال لهم الفتح: و ما يضر من تجربة ما قال؟ فو الله اني لأرجو الصلاح به، فاحضر الكسب، و ديف بماء الورد، و وضع علي الخراج، فانفتح و خرج ما كان فيه.

فبشرت ام المتوكل بعافيته، فحملت الي أبي الحسن عليه السلام عشرة آلاف دينار تحت ختمها، و استقل المتوكل من علته [9] ... الحديث و سنذكره مفصلا في موقف الحكام من الامام عليه السلام.

8 - و عن محمد بن الريان بن الصلت، قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام أستأذنه في كيد عدو، و لم يمكن كيده، فنهاني عن ذلك، و قال كلاما معناه: تكفاه، فكفيته و الله أحسن كفاية، ذل و افتقر و مات أسوأ الناس حالا في دنياه و دينه. [10] .



[ صفحه 185]



9 - و عن محمد بن عيسي، عن علي بن جعفر: أن أباالحسن عليه السلام أتي المسجد ليلة الجمعة، فصلي عند الاسطوانة التي حذاء بيت فاطمة عليهاالسلام، فلما جلس أتاه رجل من أهل بيته يقال له معروف، قد عرفه علي بن جعفر و غيره، فقعد الي جانبه يعاتبه، و قال له: اني أتيتكم فكم تأذن لي. فقال: لعلك أتيت في وقت لم يمكن أن يؤذن لك علي، و ما علمت بمكانك، و اخبرت عنك أنك ذكرتني و شكوتني بما لا ينبغي. فقال الرجل: لا والله، ما فعلت، و الا فهو برئ من صاحب القبر ان كان فعل.

فقال أبوالحسن عليه السلام: علمت أنه حلف كاذبا، فقلت: اللهم انه قد حلف كاذبا، فانتقم منه، فمات الرجل من غد، و صار حديثا بالمدينة. [11] .

10 - و عن المسعودي، قال: روي أنه دخل دار المتوكل، فقام يصلي، فأتاه بعض المخالفين، فوقف حياله، فقال له: الي كم هذا الرياء؟ فأسرع الصلاة و سلم، ثم التفت اليه فقال: ان كنت كاذبا مسخك الله، فوقع الرجل ميتا، فصار حديثا في الدار. [12] .

11 - و عن محمد بن مسعود، قال: قال يوسف بن السخت: كان علي بن جعفر وكيلا لأبي الحسن صلوات الله عليه، و كان رجلا من أهل همينيا [13] ، قرية من



[ صفحه 186]



قري سواد بغداد، فسعي به الي المتوكل، فحسبه فطال حبسه، و احتال [14] من قبل عبدالرحمن بن خاقان بمال ضمنه عنه ثلاثة آلاف دينار، و كلمه عبيدالله [15] ، فعرض حاله علي المتوكل، فقال: يا عبيدالله، لو شككت فيك لقلت أنك رافضي، هذا وكيل فلان [16] ، و أنا علي قتله.

قال: فتأدي الخبر الي علي بن جعفر، فكتب الي أبي الحسن عليه السلام: يا سيدي، الله الله في، فقد والله خفت أن أرتاب، فوقع في رقعته: أما اذا بلغ بك الأمر ما أري، فسأقصد الله فيك، و كان هذا في ليلة الجمعة.

فأصبح المتوكل محموما، فازدادت عليه حتي صرخ عليه يوم الاثنين، فأمر بتخلية كل محبوس عرض عليه اسمه حتي ذكر هو علي بن جعفر، و قال لعبيدالله: لم لم تعرض علي أمره؟ فقال: لا أعود الي ذكره أبدا. قال: خل سبيله الساعة، و سله أن يجعلني في حل، فخلي سبيله، و صار الي مكة بأمر أبي الحسن عليه السلام مجاورا بها، وبرأ المتوكل من علته. [17] .


پاورقي

[1] أي السير عكس تيار الماء.

[2] الثاقب في المناقب: 544، الخرائج و الجرائح 1 / 672: 2، المناقب 409: 4، اعلام الوري: 361.

[3] الثاقب في المناقب: 554، الخرائج و الجرائح 5 / 399: 1، كشف الغمة 183: 3.

[4] الثاقب في المناقب: 550 - 549، الخرائج و الجرائح 1 / 392: 1، الصراط المستقيم 3 / 202: 2، كشف الغمة 179: 3.

[5] كشف الغمة 175: 3.

[6] بحارالأنوار 5 / 127: 50 عن المناقب.

[7] دلائل الامامة: 382 / 420، نوادر المعجزات: 7 / 188.

[8] الكسب: عصارة الدهن.

[9] الارشاد 302: 2، الكافي 4 / 417: 1، اعلام الوري: 361، دعوات الراوندي: 555 / 202، الخرائج و الجرائح 8 / 676: 1، بحارالأنوار 10 / 198: 50، الفصول المهمة: 277، المناقب 415: 4.

[10] بحارالأنوار 180: 50، كشف الغمة 178: 3.

[11] اثبات الوصية: 224.

[12] اثبات الوصية: 230.

[13] و هي قرية كبيرة في ضفة دجلة فوق النعمانية.

[14] أي قبل الحوالة.

[15] يعني عبيدالله بن يحيي بن خاقان وزير المتوكل.

[16] يريد الامام الهادي عليه السلام.

[17] بحارالأنوار 58 / 183: 50.