بازگشت

في ظهور آياته في معان شتي


1 - عن محمد بن الفرج، قال: قال لي علي بن محمد عليهماالسلام: «اذا أردت أن تسأل مسألة فاكتبها، وضع الكتاب تحت مصلاك، و دعه ساعة، ثم أخرجه



[ صفحه 187]



و انظر اليه».

قال محمد: ففعلت، فوجدت جواب ما سألت عنه موقعا في الكتاب. [1] .

2 - و عن اسحاق الجلاب، قال: اشتريت لأبي الحسن عليه السلام غنما كثيرة، فأدخلني في اصطبل داره الي موضع واسع لا أعرفه، فجعلت افرق تلك الغنم فيمن أمرني به، فبعثت الي أبي محمد و الي والدته و غيرهما ممن أمرني، ثم استأذنته في الانصراف الي بغداد الي والدي، و كان ذلك يوم التروية، فقال: «تقيم غدا عندنا ثم تنصرف»، فأقمت.

فلما كان يوم عرفة أقمت عنده، و بت ليلة الأضحي في رواق له، فلما كان في السحر أتاني و قال: «يا اسحاق، قم» فقمت و فتحت عيني، فاذا أنا علي باب بغداد، فدخلت علي والدي، و أتاني أصحابي، فقلت لهم: عرفت بالعسكر، و خرجت ببغداد الي يوم العيد. [2] .

3 - و عن هبة الله بن أبي منصور الموصلي، قال: كان بديار ربيعة كاتب لنا نصراني، و كان من أهل كفرتوثا [3] ، يسمي يوسف بن يعقوب، و كان بينه و بين والدي صداقة.

قال: فوافي و نزل عند والدي، فقال: ما شأنك قدمت في هذا الوقت؟ قال:



[ صفحه 188]



قد دعيت الي حضرة المتوكل، و لا أدري ما يراد مني، الا أني اشتريت نفسي من الله تعالي بمائة دينار، قد حملتها لعلي بن محمد بن الرضا عليهم السلام معي، فقال له والدي:

وفقت في هذا.

قال: و خرج الي حضرة المتوكل، و انصرف الينا بعد أيام قلائل فرحا مستبشرا، فقال له أبي: حدثني بحديثك.

قال: سرت الي سر من رأي و ما دخلتها قط، فنزلت في دار و قلت: يجب أن اوصل المائة دينار الي أبي الحسن بن الرضا عليه السلام قبل مصيري الي باب المتوكل، و قبل أن يعرف أحد قدومي.

قال: فعرفت أن المتوكل قد منعه من الركوب، و أنه ملازم لداره، فقلت: كيف أصنع؟ رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا، لا آمن أن ينذر بي [4] فيكون ذلك زيادة فيما احاذره.

قال: فتفكرت ساعة في ذلك، فوقع في قلبي أن أركب حماري و أخرج من البلد، و لا أمنعه من حيث يريد، لعلي أقف علي معرفة داره من غير أن أسأل أحدا.

قال: فجعلت الدارهم في كاغذ، و جعلتها في كمي، و ركبت فكان الحمار يخرق الشوارع و الأسواق يمر حيث يشاء، الي أن صرت الي باب دار، فوقف الحمار، فجهدت أن يزول فلم يزل، فقلت للغلام: سل لمن هذه الدار؟ فقيل: هذه دار ابن الرضا عليه السلام. فقلت: الله أكبر، دلالة و الله مقنعة.

قال: فاذا خادم أسود قد خرج فقال: أنت يوسف بن يعقوب؟ قلت: نعم. قال: انزل، فنزلت، فأقعدني في الدهليز، و دخل، فقلت في نفسي: و هذه دلالة



[ صفحه 189]



اخري، من أين يعرف هذا الخادم اسمي و ليس في هذا البلد أحد يعرفني و لا دخلته قط؟!

قال: فخرج الخادم و قال: المائة دينار التي في كمك في الكاغذ هاتها. فناولته اياها و قلت: هذه ثالثة، ثم رجع الي و قال: ادخل، فدخلت اليه و هو في مجلسه وحده، فقال: «يا يوسف، أما بان لك؟» فقلت: يا مولاي، قد بان من البراهين ما فيه كفاية لمن اكتفي. فقال: «هيهات هيهات، أما انك لا تسلم، ولكن سيسلم ولدك فلان، و هو من شيعتنا. يا يوسف، ان أقواما يزعمون أن ولايتنا لا تنفع أمثالك، كذبوا و الله، انها لتنفع أمثالك، امض فيما وافيت، فانك ستري ما تحب».

قال: فمضيت الي باب المتوكل، فقلت كلما أردت و انصرفت.

قال هبة الله: فلقيت ابنه بعد هذا و هو مسلم حسن التشيع، فأخبرني أن أباه مات علي النصرانية، و أنه أسلم بعد موت والده، و كان يقول: أنا بشارة مولاي عليه السلام. [5] .

4 - و عن علي بن مهزيار، قال: انه صار الي سر من رأي، و كانت زينب الكذابة ظهرت و زعمت أنها زينب بنت علي بن أبي طالب عليه السلام، فأحضرها المتوكل و سألها، فانتسبت الي علي بن أبي طالب و فاطمة عليهماالسلام، فقال لجلسائه: كيف بنا بصحة أمر هذه، و عند من نجده؟ فقال الفتح بن خاقان: ابعث الي ابن الرضا فأحضره حتي يخبرك بحقيقة أمرها.



[ صفحه 190]



فاحضر عليه السلام فرحب به المتوكل، و أجلسه معه علي سريره، فقال: ان هذه تدعي كذا، فما عندك؟ فقال «المحنة في هذا قريبة، ان الله تعالي حرم لحم جميع من ولدته فاطمة و علي و الحسن و الحسين عليهم السلام علي السباع، فألقوها للسباع، فان كانت صادقة لم تتعرض لها، و ان كانت كاذبة أكلتها.

فعرض عليها فكذبت نفسها، و ركبت حمارها في طريق سر من رأي تنادي علي نفسها و جاريتها علي حمار آخر بأنها زينب الكذابة، و ليس بينها و بين رسول الله صلي الله عليه و آله و علي و فاطمة صلوات الله عليهم قرابة، ثم دخلت الشام.

فلما أن كان بعد ذلك بأيام، ذكر عند المتوكل أبوالحسن عليه السلام، و ما قال في زينب، فقال علي بن الجهم: يا أميرالمؤمنين، لو جربت قوله علي نفسه فعرفت حقيقة قوله. فقال: أفعل. ثم تقدم الي قوام السباع، فأمرهم أن يجوعوها ثلاثة و يحضروها القصر، فترسل في صحنه، فنزل و قعد هو في المنظر، و أغلق أبواب الدرجة، و بعث الي أبي الحسن عليه السلام فاحضر، و أمره أن يدخل من باب القصر، فدخل، فلما صار في الصحن، أمر بغلق الباب، و خلي بينه و بين السباع في الصحن.

قال علي بن يحيي: و أنا في الجماعة و ابن حمدون، فلما حضر عليه السلام و عليه سواد و شقة، فدخل و أغلق الباب، و السباع قد أصمت الآذان من زئيرها، فلما مشي في الصحن يريد الدرجة، مشت اليه السباع و قد سكنت، و لم نسمع لها حسا حتي تمسحت به، و دارت حوله، و هو يمسح رؤوسها بكمة، ثم ضربت بصدورها الأرض، فما مشت و لا زأرت حتي صعد الدرجة، و قام المتوكل و دخل، فارتفع أبوالحسن عليه السلام و قعد طويلا، ثم قام فانحدر، ففعلت السباع به كفعلها في الأول، و فعل هو بها كفعله الأول، فلم تزل رابضة حتي خرج من الباب الذي دخل منه،



[ صفحه 191]



و ركب و انصرف، و أتبعه المتوكل بمال جزيل صلة له.

و قال علي بن الجهم: فقمت و قلت: يا أميرالمؤمنين، أنت امام فافعل كما فعل ابن عمك. فقال: و الله لئن بلغني ذلك من أحد من الناس لأضربن عنقه و عنق هذه العصابة كلهم، فوالله ما تحدثنا بذلك حتي قتل. [6] .

5 - و عن كافور الخادم، قال: قال الامام علي بن محمد عليه السلام: اترك لي السطل الفلاني لأتطهر منه للصلاة، و أنفذني في حاجة و قال: اذا عدت فافعل ذلك، ليكون معدا اذا تأهبت للصلاة، و استلقي عليه السلام لينام و انسيت ما قال لي، و كانت ليلة باردة، فحسست به و قد قام الي الصلاة، و ذكرت أنني لم أترك السطل، فبعدت عن الموضع خوفا من لومه، و تألمت له حيث يشقي بطلب الاناء، فناداني نداء مغضب فقلت: انا لله، أيش عندي أن أقول نسيت مثل هذا و لم أجد بدا من اجابته.

فجئت مرعوبا، فقال: يا ويلك، أما عرفت رسمي أنني لا أتطهر الا بماء بارد، فسخنت لي ماء فتركته في السطل! فقلت: و الله يا سيدي، ما تركت السطل و لا الماء.

قال: الحمدلله، و الله لا تركنا رخصة، و لا رددنا منحة، الحمدلله الذي جعلنا من أهل طاعته، و وفقنا للعون علي عبادته، ان النبي صلي الله عليه و آله يقول: ان الله يغضب علي من لا يقبل رخصته. [7] .



[ صفحه 192]



6 - و روي السيد ابن طاووس في كشف المحجة، باسناده من كتاب الرسائل للكليني، عمن سماه، قال: كتبت الي أبي الحسن عليه السلام أن الرجل يحب أن يفضي الي امامه بما يحب أن يفضي الي ربه، قال: فكتب: ان كان لك حاجة، فحرك شفتيك، فان الجواب يأتيك. [8] .

7 - و عن محمد بن داود القمي و محمد الطلحي، قالا: حملنا مالا من خمس و نذر و هدايا و جواهر اجتمعت في قم و بلادها، و خرجنا نريد بها سيدنا أباالحسن الهادي عليه السلام، فجاءنا رسوله في الطريق: أن ارجعوا، فليس هذا وقت الوصول، فرجعنا الي قم، و أحرزنا ما كان عندنا، فجاءنا أمره بعد أيام: أن قد أنفذنا اليكم ابلا عيرا، فاحملوا عليها ما عندكم، و خلوا سبيلها.

قال: فحملناها و أودعناها الله، فلما كان من قابل، قدمنا عليه، فقال: انظروا الي ما حملتم الينا، فنظرنا فاذا المنايح [9] كما هي. [10] .

هذا ما كان من بعض المعاجز التي صدرت منه عليه السلام، و لو أردنا الاستقصاء لطال بنا المقام - و الله العالم بالمرام.



[ صفحه 193]




پاورقي

[1] الثاقب في المناقب: 548، كشف الغمة 185: 3.

[2] الثاقب في المناقب: 549، الكافي 3 / 417: 1، المناقب 411: 4.

[3] كفرتوثا: قرية كبيرة من أعمال الجزيرة، و يقال: أنها من قري فلسطين.

[4] أي يعلم بي.

[5] الثاقب في المناقب: 553، الخرائج و الجرائح 3 / 396: 1، كشف الغمة 182: 3، بحارالأنوار 28 / 144: 50.

[6] الثاقب في المناقب: 545، مروج الذهب 86: 4، الخرائج و الجرائح 11 / 404: 1، المناقب 416:4، حليةالأبرار 348: 2.

[7] بحارالأنوار 4 / 126: 50، المناقب 414: 4.

[8] بحارالأنوار 42 / 155: 50.

[9] المنايح: الهدايا و العطايا.

[10] بحارالأنوار 62 / 185: 50.